محمد غني..أيها العزيز.. لم تغادر.. فكهرمانة لديناباسم عبد الحميد حمّوديباحث وناقدمحمد غني حكمت يا عزيز الثقافة والفن العراقيين ..أنت لم ترحل وستبقى شامخا لن ينساك أحد مادام تمثال كهرمانة قائما و ما دام تمثال شهرزاد وشهريار مطلا على دجلة وما دام نصب اليونسكو قائما في باريس وعشرات النصب والأبواب الحديدية التي صغتها منتشرة في كل أرجاء المعمورة
محمد غني ،أيها العجوز الأسمر والصديق العزيز : كيف طاوعك قلبك أن تفارقنا وأنت تستعد لتنفيذ نصب جديدة لبغداد التي أحببتها بصدق وأعطيتها بصدق حتى كان الرحيل أيها الصديق رحلت مع جزء مني فأنا أفتقد جلساتنا مع خضير عبد الأمير في الشؤون الثقافية وحواراتنا خلال زياراتك للمدى. كنت في مجلة التراث الشعبي تجلس طويلا بحيوية مشهودة لتتحدث عن أعمالك الجديدة فإذا سئلت عن المفتاح مثلا تحدثت عن أهميته التشكيلية والمعمارية ،عن تكوينات المفتاح في جسد العمل الذي ينفذه إذا كان بابا أو جدارية أو سواهما . لم يترك محمد غني شيئا للصدفة في أعماله ونظام حياته حتى في فوضوية شبابه وبذلك أنتج وبذلك سيتخلد في كل أرض وضع فيها نتاج أزميله،لكن الموت كان حاسما فقد أخذه منا بعد معاناة طويلة وقدرة متناهية على التشبث بالحياة التي أعطاها كثيراً.rn rnسندباد الفن العراقيrnستار كاووشفنان تشكيليأخيراً قرر سندباد الفن العراقي الذهاب في رحلته الأخيرة والمضي بسفينته إلى عالم آخر ترقد فيه روحه وتطمئن بسلام ، رحل الفنان الكبير وما زال تأثيره وحضوره كبيرا على الفن العراقي ، رحل ومازالت آثار أصابعه مطبوعة قرب أصابع جواد سليم فوق نصب الحرية عندما ساعده في إكمال النصب حين كان يدرس صب البرونز في فلورنسا ، رحل وروحه مازالت هائمة في بغداد التي أحبها حد الجنون بحثا عن مكان يناسب منحوتاته الأخيرة . قرر أن يدير ظهره بهدوء للعالم بعدما صنع أسطورته بنفسه وقد منحتنا يداه الحب والجمال والحكايات الجميلة .... إضافة الى إبتسامته المحببة التي كانت تلون وتضيء المكان من حوله أينما يوجد . ياسندباد الفن ، قبلاتي لروحك التي منحتنا الجمال دائما .rn rnهو ثالث ثلاثةrnعبد الجبار البنانحاتrnكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوم على آلة حدباء محمولُrnالموت هو الطريق الصحيح للحياة وهو المكمل لهذه الدورة الكونية ولكن نحن حبنا واهتمامنا وحزننا للفقيد محمد غني حكمت يجعلنا نتعلم بأنه ثالث ثلاثة وهم:جواد سليم،وخالد الرحال، وهو يكمل هؤلاء، الحقيقة ان هذا الفنان كان مجداً حتى اللحظة الأخيرة قبل ان يموت أدى الرسالة لكافة الفنانين وكأنه يشير لهم ان لا يتقاعسوا ويعملوا بكل جد واجتهاد.rn rnسفر حافل بالعطاءrnصلاح عباسناقد تشكيليشق الفنان الراحل طريقه باتجاه الأسلوب الذي دعا إليه جواد سليم في بيانات جماعة بغداد للفن الحديث، فإنه يستمد أسلوبه مما يحفل به الموروث الوطني الشعبي وتجسيد حياة الناس في المقاهي والعمل فنصب سلسلة طويلة من الأعمال البغدادية بمختلف ظروف العمل كما أنجز أعمالاً للعادات والتقاليد الشعبية، وإن الفنان محمد غني حكمت يجد نفسه بمواجهة أعمال تاريخية من التاريخ السحيق من فنون وادي الرافدين،الفنان تناول مدونات الاحاكي والسيد والعبد والفأس والفلاح وكلكامش وسميراميس ناهيك عن تناوله مواضيع ألف ليلة وليلة والزير سالم وسوها من الروائع الخالدة من تراثنا الشعبي. وفي سنة 1984 تبرع الفنان الراحل بـ400 قطعة نحتية لمتحف الفنون، لكن الانتهاكات والأحداث التي وقعت بعد 2003 أدت إلى سرقة هذه التحف وبعدها أسسنا أنا ومحمد غني والفنان التشكيلي طه وهيب ونجم القيسي جماعة أنقاض الفنية الموجودة في المتحف واستطعنا جمع أعداد الأعمال المهمة وترميمها ثم أعدناها إلى المتحف بدون مقابل، إن سفر الفنان محمد غني حافل بالإبداع والعطاء، فقد أنجز مجموعة من الأبواب الخشبية التي تعبر عن السلام والحب ،ومن أشهر هذه البوابات بوابة كنيسة الفاتيكان في روما وبوابة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنجز مجموعة من الأوسمة والأنواط والشعارات الرسمية ولديه أعمال كثيرة جداً في بغداد منها: كهرمانة والأربعين حرامي وتمثال شهرزاد وشهريار وبساط الريح، وهناك الكثير من الأعمال النحتية في مخازن وزارة العدل، وينبغي إعادة الحياة لها.rn rnالجبل الأشمّطه وهيبنحاتلقد فقد العراق رافداً من روافد الفن العراقي المعاصر بمنجزه وتاريخه الحافل بالإبداع المتميز مؤسساً مدرسة عراقية امتداداً لتاريخ الفن العراقي القديم دمج بها الحداثة والتعبير والموروث الشعبي وتاريخا حافلا بالأعمال التي سجلت مرحلة مهمة من تاريخ الفن العراقي المعاصر، كهرمانة وشهرزاد وشهريار،عشتار،المتنبي،بساط الريح،العامل،الفانوس السحري،بغداد والثقافة إضافة إلى الكثير من المواضيع،التاريخية والشخصيات المهمة وأعمال فنية في مناطق عربية، في عمان والبحرين، وعالمية في الفاتيكان واليونسكو، وأعمال فنية ومعارض كثيرة وسيبقى محمد غني حكمت خالداً، فهو عمود مهم من أعمدة الفن المعاصر والداعم لاستمراره عبر الأجيال القادمة والمتطلعة لذلك الجبل الأشم والمبدع ال
مثقفون: فقدنا رافداً مهماً من روافد الفن العراقي
نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 08:01 م