اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أطباؤنا يهربون لأن الدولة لا تستطيع حـمايـة حـتى نـفـسـها

أطباؤنا يهربون لأن الدولة لا تستطيع حـمايـة حـتى نـفـسـها

نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 08:07 م

بغداد/ وائل نعمة - عدسة / ادهم يوسف تتشاجر زوجة الطبيب  " حميد "  كل يوم مع زوجها، انها تتوق لأصدقائها وأقاربها في بغداد، رافضة التفكير بالاستقرار في العيش، وسط ناطحات السحاب البراقة وبالقرب من البحر في ماليزيا . الحياة في الوطن " مثل بناء على الرمال"،
 كما يصف زوجها الطبيب فكرة العودة ، ولكنها ممتنعة عن التفكير في الاستقرار بماليزيا. زوجها الجراح ( 45 عاما)  ليس مستعدا للمجازفة بالعودة إلى العراق ، أو حتى السماح باستخدام اسمه الكامل فالاخبار التي تصل من بغداد ليست مشجعة وهناك موجة من العنف موجهة ضد الاطباء. موقف الطبيب الجراح حميد الصارم من قضية العودة الى الوطن يتعلق بالسبب الذي دفعه الى مغادرة العراق فقبل ست سنوات وفي أحد شوارع بغداد قامت عصابة من الخاطفين بسحبه من سيارته. وقالوا له "أنت الطبيب.... لقد كنا نتابعك منذ شهور " . اخذوه كرهينة وظل محتجزا لديهم لثلاثة اسابيع ، تعرض خلالها للضرب والحرق بالسجائر ،  قبل ان يحصلوا  على فدية مقدراها 50 الف دولار ، ويقذفون به على جانب الطريق في منطقة ابو غريب حينها قرر الطبيب حميد الخروج من العراق والتوجه الى ماليزيا التي يجدها دولة آمنة وبعيدة عن صراخ "صفارات " انذار الشرطة ومنبهات العجلات وملوثات الهواء، مؤكدا  "لم تعد  الكوابيس تهاجمني ليلا كما كانت في بغداد".rnأطباء مترددون العنف في بغداد تراجع الى معدلات كبيرة ، ولم تعد العاصمة  كما غادرها "حميد " قبل سنوات، ولكن تحقيق الاستقرار الحقيقي للمدينة الحضارية يتطلب أشياء كثيرة " مثل الكهرباء ، ووظائف ثابتة ، ومدارس جيدة ورعاية صحية لائقة ، فضلا عن حماية المواطن  ". المشكلة هي أن "حميد "  والآلاف من الاطباء امثاله هربوا من البلاد على اثر تهديدات ومحاولات اختطاف واغتيالات جرت لاقرانهم ، وعودتهم الى الوطن هي اصعب من رجوع باقي اللاجئين الآخرين ، ولديهم حوافز أقل من معظم العائدين الى البلاد ، حيث يتخوفون من ان يتعرضوا مرة اخرى  لاملاءات وحشية من الأميين الذين يحملون اسلحة رشاشة تهدد حياتهم .الجدير بالذكر ان العراق كان يستخدم نظام رعاية صحية في اعلى المستويات ، حتى اصبح  موضع حسد العالم العربي . في عام  1990  تم تجويف مهنة الطب ، بسبب العقوبات التي فرضت على العراق وسوء ادارة صدام حسين حيث تفاقمت المشاكل وشلت الكثير من المؤسسات في  البلاد، ولكن بعد عام 2003 ، أصبح العاملون  أهدافا لعمليات خطف واغتيال وطلب الفدية، وقتل العديد منهم وتم إطلاق النار على اخرين في العيادات الخاصة بهم. ويكشف المتحدث باسم الصحة زياد طارق ان عدد الاطباء الذين قتلوا بعد عام 2003 الى الان يصل الى مايقارب الاربعمئة طبيب ، بينما ترك العراق خلال فترة عام 1991 والى الان مايقارب العشرين الف طبيب. وشكلت خسارة هذا العدد الكبير من العاملين في مجال الرعاية الصحية انخفاضا مدمرا في مستوى تقديم الخدمات  الطبية التي تعاني اساسا من الفساد وسوء الادارة ونقص المعدات والأدوية.فيما تشير تقارير دولية صادرة عن منظمات معنية بالشأن الطبي في بريطانيا بان من مجموع المختطفين وعمليات التهديد التي تعرض لها عراقيون من ذوي الكفاءات  نسبة الاطباء فيها  3.7 ٪ ، بينما نسبة القتل تصل الى  1.6% خلال سنوات العنف الممتدة بين 2004 الى 2007 . ويستمر التقرير ليؤكد بقاء مايقارب التسعة الاف طبيب فقط لمعالجة 28 مليون عراقي ، وهو مايشكل نسبة ستة اطباء لكل 10آلاف مواطن ، مقارنة بـ26 للعدد نفسه في المملكة المتحدة البريطانية . الى ذلك سعت الحكومة في محاولة إقناع العديد من الاطباء بالعودة الى البلاد ، والتحرك  لأخذ تدابير  لبناء الثقة وتوفير الحماية لهم من عصابات الخطف التي تستهدفهم.فيما يكشف  تقرير آخر صادر من منظمة الصحة العالمية بان فقدان العراق لعدد من اطباء  أدى الى التدهور السريع في الخدمات الصحية ، والرعاية الصحية الأولية، مشيرا الى ان الوضع الصحي في العراق لا يظهر اي تحسن فيه، لافتا ان معدل الوفيات التي تتراوح أعمارهم بين 15-59 شخصا ترتفع لتصل   222 وفاة من مجموع 1000 حالة ، مقارنة مع المعدل العالمي البالغ 176 حالة .rnقتلى بالمئات قتل الأستاذ الدكتور محمد عبدالله الراوي، رئيس جامعة بغداد، ونقيب الأطباءالعراقيين، وزميل الكلية الملكية الطبية، واختصاص الباطنية، في عيادته الطبية بمنطقة المنصور عام 2003، ومن ثم اغتيل الاستاذ الدكتور عماد سرسم، أستاذ جراحة العظام والكسور، وزميل كلية الجراحين الملكية ، عميد كلية الطب في جامعة بغداد سابقاً، عضو الهيئة الإدارية لنقابة الأطباء العراقيين، وعضو اتحاد الأطباء العرب عام 2004، والدكتور العميد صادق العبادي، اغتيل يوم 1/9/2004 في منطقة الشعب في بغداد عند دخوله المجمع الطبي الذي شيده لتقديم الخدمات الطبية وبأسع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram