عن : واشنطن بوست القاعدة العسكرية الأميركية التي يطلق عليها معسكر النصر ( فيكتوري ) – مقر الجيش الأميركي في العراق – كانت يوما ما مدينة قائمة بحد ذاتها ، فقبل فترة كانت تزخر بحوالي 46 ألف من المقاتلين الأميركان و أربعة جنرالات يخططون الآن للانتقال من قصور صدام وفق خطة الانسحاب .
و ما هي إلا أشهر قليلة حتى يصبح الوجود العسكري الأميركي هنا ماضيا منسيا ، فقد تم إخراج الدبابات و الأسلحة و أجهزة الحاسوب و الأفراد ، و أغلقت الأبواب وسلمت مفاتيحها إلى الحكومة العراقية . لم يتبقَ في القاعدة سوى 24 ألفاً من القوات ، و يجري حاليا غلق وسائل الترفيه و الخدمات التي جعلت هذه القاعدة أكثر المواقع شبهاً بالمدن الأميركية . مؤخرا تم تعليق لافتة صغيرة قرب إحدى القاعات تقول " بسبب الانسحاب فقد تم الاستغناء عن خدمات المنظفة ، لذلك عليكم القيام بتنظيف أماكنكم بأنفسكم ". يقول العقيد سين ولسن ضابط الشؤون العامة في الجيش " هذا المكان يتحول إلى مدينة أشباح ، و يجعلك تشعر بأنك آخر الرجال الموجودين على ظهر الأرض ". مثل الكثيرين الذين سبقوهم ، فالجنود المكلفون بمهمة إغلاق معسكر النصر ، يتسكعون داخل المعسكر و هم يعلمون جيدا أن هذه هي نهاية الدخول الأميركي في العراق . الفريق برادلي بيكر ، معاون قائد فرقة المشاة 25 التي ستكون آخر الفرق المغادرة بحلول تشرين الثاني ، يشرف على إغلاق المعسكر من مكتبه في القاعدة و يتابع التفاصيل . لقد قلّص الجيش الأميركي عدد قواعده من 505 خلال ذروة قوته العسكرية في العراق إلى 47 قاعدة في 2008 ، و من المفترض غلق معسكر النصر حتى لو حصلت إدارة أوباما على دعم في إبقاء بضعة آلاف من المقاتلين في العراق بعد نهاية العام . يقول بيكر إن عمله الآن هو " كتابة الفصل الأخير " لثماني سنوات من الحرب . في البداية كانت القاعدة – التي تبعد حوالي 15 دقيقة بسيارة الهمفي عن مركز بغداد – محط رحال القوات الأميركية في العراق ، و الموقف الأول لعشرات المسؤولين و المشاهير في جولاتهم . فالرئيسين بوش و أوباما جاءوا إليها ، بالإضافة إلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ، و كان الجنرال بترايوس يشرف في ما بعد على تقدم القطعات من هنا . لقد بنى صدام هذا الملاذ الذي سيصبح معسكر النصر في السنوات الخمس عشرة التي قادت إلى الغزو الدولي ، و لم يدخر وسعا على تسعة قصور و فيللات تحوي بحيرات اصطناعية من صنع البشر . كان محورها قصر الفاو الذي يضم 62 غرفة ، 29 حماما ، قاعة من المرمر و ثريا ضخمة . عندما وصل الجنود الأميركان إلى هنا عام 2003 كتبوا على حيطان القاعة الرئيسة " أميركا كانت هنا " . ترجمة: عبد الخالق علي
الأميركان يودّعون معسكر فيكتوري..المقر الرئيس للقيادة يتحول إلى مدينة أشباح
نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 10:34 م