علــــي حســين مطلوب على وجه السرعة حملة وطنية لإلزام الناس بشكر حكومة المالكي على حجم النعم التي يرفلون بها في هذا العصر السعيد، وأضم صوتي إلى أصوات جميع المقربين من رئيس الوزراء لتبني هجوم مكثف ضد كل من يشكك بالخيرات التي لا تحصى والتي قدمتها الحكومة خلال الست سنوات الماضية و أطالب بتكثيف البرامج التلفزيونية والندوات والمؤتمرات التي تحث الجماهير بل وتجبرها على تقديم آيات العرفان إلى الحكومة التي ننعم بظلها بالأمان والخدمات والعدل الاجتماعي ،
وأضيف إلى هذه الدعوة اقتراحا بمشروع قانون يتقدم به أحد السادة النواب ــ عن ائتلاف دولة القانون حصرا ــ لإلزام كل مواطن بأن يرفع يديه بالدعاء مرتين يوميا للحكومة بطول العمر، ومن لا يفعل ذلك يعاقب بالطرد من الجنة الممتدة من البصرة وحتى كركوك . الثابت أن هذا الشعب يتمتع بمجموعة من النعم قلما تجدها لدى شعب آخر في العالم، لدرجة تصيبك بحيرة من أين تبدأ بتوجيه الشكر والثناء للحكومة، هل تبدأ مثلا من شكرها على نعمة الأمن والأمان التي تجلت في أنه لا يمر يوم إلا وترتكب مذبحة في إحدى مدن العراق، أم على نعمة تطوير التعليم وتحديثه ، ام على نعمة التأمين الصحي والاجتماعي ، ام على نعمة الخدمات التي تفتقر إليها دول بحجم اليابان وأمريكا ، أم نشكرها على نعمة أن لدينا وزراء سيذكر لهم التاريخ أنهم أول من مزج السياسة بالكوميديا وحفروا أسمائهم بحروف من نور في سجل الدولة العراقية من خلال الخدمات والصحة والتعليم والماء والكهرباء بحيث لم تعد هناك عائلة إلا وصعقها هؤلاء الوزراء بسياساتهم العجيبة والغريبة ، وجميل أن تتزامن هذه الدعوة الإنسانية جدا لعدم التساهل مع المهملين في شكر النعم مع ما حملته الأخبار السارة القادمة من البرلمان وما تضمنه نداء وجهه سياسي بارز يطالب فيه تحميل الولايات المتحدة مسؤولية انتشار أفعى سيد دخيل في الناصرية وأيضا إصرار لجنة الصحة في برلماننا الموقر على محاسبة اوباما لثبوته بالمشاركة في إدخال تماسيح الى مدينة الديوانية. إذن أنا وأنت وأخوك وأخي وأمك وأمي مدينون باعتذار فوري للسيد المالكي على ما اقترفتاه بحقه طوال هذه السنوات من جرائم، هذه هي باختصار خلاصة نظرية الشكر التي يصر عليها اعضاء دولة القانون فهم يريدون من الحكومة ان تغفر للناس خطاياها في حق المالكي لأننا في الحقيقة شعب جاحد وناكر للجميل ، فنحن نعيش في ظل حكومة منتخبة من الشعب ولا يهم ان هذا الشعب الجاهل لا يعرف حتى اسماء وزرائها ، ولم يتسنَ له التعرف على الانجازات العظيمة لأعضائها في مجال السياسة والعلوم والاقتصاد.من يقول إن الحكومة تنام ملء جفونها عن مشاكل الناس وآلامهم فهو واهم ، والحكومة لا تريد أن تعرف أن العديد من حكومات العالم المنتخبة تسقط حين تفشل في الإيفاء بوعودها للناس فهو حاقد ، فنحن نعيش مع حكومة اختصرت الديمقراطية في صندوق وبطاقة انتخاب ولافتة تأييد، بعد أن نزعت منها الروح وجعلتها مسرحية هزلية.ما يحدث كل يوم في العراق يدل على تخبط الحكومة وتصميمها على التصرف بعشوائية، حكومة دفعت الناس إلى حالة من الاحتقان الدائم، و من الكراهية للعملية السياسية،و من الإحساس بالظلم.. الشباب يضيعون في بحور البطالة، والنصابون يزدادون ويتاجرون بأحلام وأموال الناس، حكومة تصدّر للناس تصريحات فاسدة فقدت صلاحيتها وتعجز عن توفير ابسط الخدمات التي تقدمها دول وحكومات لا تملك عشرة بالمئة من ميزانية العراق. أيها العراقيون من اجل هذا كله مطلوب منكم جميعا ان تخرجوا الى ساحات الوطن رافعين أيديكم بالدعاء مرددين بصوت واحد: اللهم ثبت حكومتنا الرشيدة على كراسيها ، وبارك لنا ولأهلينا فيها، واجعل المنصب ـ يا رب العالمين ـ إرثا يورثونه من بعدهم لأبنائهم وأحفادهم اللهم أدم عليهم "الكرسي "و احفظها من الزوال ابد الآبدين. اللهم اجعل النار تشتعل فيمن يعارض الحكومة ، اللهم انصر المالكي على من يخالفه اللهم اجعل الوزارة دارهم ومستقرهم وإلى يوم الدين اللهم انصرهم على الشعب ، اللهم ابق المعارضين والمطالبين بالاصلاح مقهورين ومغيبين. اللهم شتت شمله الشعب ،وخيب سعيه ، اللهم وسع أرزاق وزرائنا الميامين وكثر ملياراتهم ، اللهم لا تفتح أبواب خزائنهم ،اللهم لا تهتك سترهم واحفظ كلمة سر حساباتهم، اللهم أدم عليهم نعمة رضا دول الجوار. اللهم احفظ لهم الفساد والمفسدين ، اللهم احفظ المالكي من شعب لا يخاف او يقمع ، ومن مواطن لا يخدع.
العمود الثـامـن :اعتذروا للمالكي !!
نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 10:48 م