اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > راوول رويز.. المخرج الشيلي الذي صار أثير الطليعيين الفرنسيين

راوول رويز.. المخرج الشيلي الذي صار أثير الطليعيين الفرنسيين

نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 05:22 م

ترجمة: عباس المفرجي شغل راوول رويز ، مخرج السينما الشيلي المولد الذي توفي الشهر الماضي عن عمر السبعين ، الجمهور بعينيه المتألقتين لأكثر من 40 عاما . الصور الباروكية ، والمزاج الغريب، والحبكات المتاهية،  جعلت من عمله المحيّر والتلميحي لا يشبه أي عمل آخر في السينما المعاصرة.
برغم ان معظم أفلامه أُنتجت أثناء فترة نفيه في فرنسا ، فإن عمله كان جزءاً من التقاليد الخرافية التي وسمت أكثر أدب أمريكا اللاتينية ، مع كتّاب مثل غابرييل غارسيا ماركيز وخورخه لويس بورخس والفونسو رييس . كان يطيب لرويز الاستشهاد بالكاتب السوريالي الكوبي خوسيه ليزاما ، الذي صرّح بأن مهمة الشاعر هي ((الدخول في غرفة مظلمة وبناء شلال من المياه هناك )) . درس رويز ، الذي ولد في بويرتو مونت في جنوب شيلي ، القانون واللاهوت والمسرح قبل أن يصبح كاتبا مسرحيا طليعيا مثمراً . عمله المميّز الأول ، " تريس تريستس تيغرس " (ثلاث نمور حزينة ، 1968)، يتابع مجموعة شخصيات من الطبقة الوسطى الدنيا ، الذين هم ليسوا بروليتاريا ولا جزءاً من البورجوازية الأوربية الجذور في المجتمع الشيلي . وفيلمه  التجريبي ، الساخر ، الذي يحمل عنواناً مبنيا ًعلى كلمة محلية يصعب نطقها ، كان متأثراً بالنوفيل فاغ ( الموجة الجديدة) وفاز بجائزة الفهد الذهبي في مهرجان لوكارنو السنمائي .رويز وأقرانه المخرجون ميغيل ليتين ، آلدو فرانسيا وهيلفيو سوتو شكّلوا " موجة جديدة " شيلية قصيرة ، في فترة رئاسة سلفادور اللينده . فلم رويز " كولونيا بينال " (مستعمرة العقوبات ، 1970)، هو نسخة ساخرة مرّة من قصة كافكا ، يدور حول التعذيب ودكتاتورية العسكر ، فكان مؤذناً بما سيحدث لاحقاً في شيلي . في عامي 1971- 72 ، عمِلَ رويز مستشارا في الحزب الاشتراكي في تحالف اللينده ، لكنه أُجبر على الهرب من البلاد أثناء الانقلاب العسكري عام 1973 . آخر فيلم أخرجه قبل رحيله كان " بالوميتا بلانكا " (حمامة بيضاء صغيرة ، 1973)، مقتبس عن رواية يمينية . ((من الواضح أني أردت تقديم نوع من القراءة النقدية للرواية ، من أجل تدميرها بمعنى من المعاني ، )) قال . ((بعد أن تولّى بينوشيت السلطة ، توقفت السينما لفترة طويلة . ))" ديالوغوس ايكسيليادوس " (حوارات المنفى ، 1975)، أول فيلم لرويز صُوِّر في فرنسا ، كان فيلما واطئ الميزانية شبه وثائقي يدور حول المنفيين الشيليين في باريس ، وملهم من مسرحية بروتولت برخت " أحاديث لاجئ " . ولم يستغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات حتى أصبح أثير الطليعة الفرنسية مع فيلمه " ايبوتيس دو تابلو فولي " (تنويم مغناطيسي للوحة مسروقة ، 1978). في هذا الفيلم ، جامع فن يقود رجلاً ، يجري مقابلة معه ولانراه على الشاشة ، حوّل ست لوحات بريشة فردريك تورنير في محاولة لحل غموض فقدان اللوحة السابعة . تفكّر رويز الآسر في إمكانات وحدود الجانب التصويري في السينما يعني أيضا قصة بوليسية مع مفتاح الجريمة وحلها.  واصل رويز استكشاف سلسلة من الإمكانات القصصية مع " ليه تروا كورون دي ماتيلوت " (ثلاث تيجان للبحّار ، 1982)و " لا فيل ديه بيرات " (مدينة القراصنة ، 1988). الأول ، خيال سوريالي هذياني يتضمّن قاتل طفل ، وفتاة حالمة قد تكون أمه ، وقرصان يحتجزها سجينة على جزيرة صخرية ، وعلاقات سفاح القربى ، وإخصاء واغتصاب . في الثاني ــ الأول له الذي عُرِض مسرحياً خارج فرنسا ــ طالب ، بعد اقترافه جريمة قتل ، قانع بأن يقضي الليلة يستمع الى حكايات بحّار سكران عن المواخير ، ومرافئ أمريكا اللاتينية ، وسفينة طاقمها من الأشباح . هذه الأفلام قادت بالطبع الى فيلم رويز " جزيرة الكنز " (1985)، ترجمة فريدة لرواية روبرت لويس ستيفنسون ، يلعب فيه ملفل بوبو دور جيم هاوكنز ، الذي مثل في دزينة من الأفلام مع رويز . ثم إنتقل المخرج الى دراما كلاسيكية اسبانية مع فلم " الحياة حلم " (1986) ، حيث يعود ثوري شيلي سرّا الى وطنه الأم ، متذكرا أنه كان قبل عشر سنوات يحفظ عن ظهر قلب أسماء ألف وخمسمائة عضو في حركة أنتي- جونتا . تدمَج في الفيلم بعضاً من المشاهد في دراما لبدرو كالديرون دي لاباركا كان أخرجها رويز للمسرح في افنيون ." القارب الذهبي " (1990)، كان أول فلم له يُنتج في الولايات المتحدة . وبمساعدة ممثلين من جماعة      " ووستر غروب " ، وأدوار ضيوف شرف للمخرجيَن جيم جارموش وباربيت شرويدر ، فتح رويز عينه المذهلة على تفاعلات مجموعة من الشخصيات في نيويورك ، حيث يبدو العنف طريقة المخاطبة الوحيدة بين الناس .أثناء ذلك الوقت ، بعد أن كان رويز يخرج معظم أفلامه بالموارد الضئيلة التي تحت تصرفه ، مُنح ميزانيات أكبر لاستخدام نجوم أكبر . لفيلم " لويل كي منت " (ظلام في منتصف النهار ، 1992)، واحد من أفلامه العديدة الذي صُوَّر في البرتغال ، استخدم كاميرا آريفلكس 535 ، التي كان يطلق عليها وصف " رولز- رويس الكاميرات " . وكما شرح قائلا : ((كن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram