إحسان شمران الياسري نواصل في هذا العمود إعادة نشر بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- أبو كاطع) في عموده الشهير (بصراحة أبو كاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، لنُريح الناس، وليستذكروا سخريته ممن كانوا مسؤولين عن خلق المعاناة لهم.. فالترويح عن الناس جزء مهم من تعزيتهم عما ينقصهم، وكان الراحل رائداً في إبهاجهم.. ولن نشير الى صلة تلك الكتابات بزماننا، بل يكفي أن يستمتع القارئ بها، ويخمّن (رباط الحچي):
سألني خلف الدواح عن الستة أشهر في ألمانيا الديمقراطية، وماذا أفدت منها (وكنت أتوقع مثل هذا السؤال): -... ست اشهر، تدري اشكبرها؟ ومخصوص لواحد مثلك، لازم يحسب ساعات ودقايق العمر، واكيد تعرف قيمة الوكت.. أوضحت لصاحبي أن ما تعلمته ورأيته لايمكن تلخيصه بـ (كَعده) واحده، إنه يتطلب (كَعدات) كثيرة. ثم أضفت: واذا تريد تستفيد نسويها خيط بابره.. هتف مسرورا: هاي اليريدها كَلبي! كون اتسويني صحافي.. واريدك تبدي وياي من الزغيرونات كلش بالعمل الصحافي.. واستقر رأيي، ساعتها، أن أبدأ معه بتعريف الاعلان، في وسائل الاعلام، مقارنا بين وظيفتيه في المجتمعين: الرأسمالي والاشتراكي، ففي المجتمع الرأسمالي يعرّف بكونه مادة دعائية لصالح المعلن وحده.. المهم ان تباع البضاعة بأية وسيلة، وإن المعلن قد يخلق حاجة وهمية لدى القارئ او السامع لكي يضلله ويقوده الى شراء تلك البضاعة.. الخ.. أما في المجتمع الاشتراكي فان وظيفة الاعلان، أشبه بمادة تثقيفية، تطلع الزبون المحتمل على خصائص تلك المادة، وكيفية الاستعمال – بطريقة عملية – مثال ذلك لو أنك تقرأ إعلاناً عن (مجمده) او (ايركوندشن) فلابد ان تطلعك وسائل الاعلام الاشتراكية على كل خصائصها.. ومقدار الطاقة الكهربائية التي تصرفها، وقد تنصحك بعدم الشراء.. اذا كنت في مكان فقير بالطاقة الكهربائية! ومن مميزات.. توقفت عن الكلام لأنني رأيت صاحبي مشدوهاً.. ثم سألته: - ها ابو حسين.. وين رحت؟ أجابني وهو يسه: لا– ولالك لوا – مارحت بعيد، بعدني اهنا جريب! بس اجتني فكرة.. لو اعرف اشكثر انباعت مجمدات و (كركيشنات) بهاي السنة ولو اعرف كل وحدة اشتصرف كهربا.. واشكثر مستوردين بالدرب.. جنت اكَول: يابة لا تستوردون من هذني (كَواريط) الكهرباء، مناه لمن يصير كهرباء، يكفي المعامل والخدمات الضرورية والناس المثلي، بس يا ابو كَاطع، هم رايح اسوي جرخله بلكي اعرف اشكثر انباعت السنة من هاي (الكواريط) حتى اعرف اشلون اوجه الاعلان اللي نسمعه. هليام: (اخي المواطن اقتصد بالكهرباء) والمن اوجه الاعلان؟!
على هامش الصراحة :كل خميس ..استذكاراً لصراحة (أبو كاطع): خلف الدواح.. والإعلان!
نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 05:32 م