علاء حسنأثارت أفاعي منطقة سيد دخيل الذعر والخوف بين أهالي نواحي وقرى قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار ، بعد تسجيل عشرات الوفيات نتيجة عجز الأجهزة الصحية عن انقاذ حياة من تعرض للدغ "حية سيد دخيل " التي اشار الى خطورتها اعضاء في مجلس النواب من ممثلي المحافظة ، مطالبين باجراءات رسمية عاجلة لانقاذ الاهالي من خطر جديد لا يقل خطورة عن شن الهجمات الارهابية .
سيد دخيل لاعلاقة له بتلك الافاعي لا من بعيد او قريب ، ولكنها التصقت باسمه لان نشاطها برز في منطقة تحمل هذا الاسم منذ اكثر من عشر سنوات ، وقيل ان سبب ظهورها يعود الى حصول متغيرات بيئية تتعلق بالجفاف والتصحر وشح المياه .النظام السابق سخر حية سيد دخيل وسلط الضوء على ضحاياها ، وعزا اسباب ظهورها لفرض العقوبات الاقتصادية على العراق ، ودخول البلاد تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، بعد غزو الكويت وبدء مرحلة "طيحان الحظ" واستمرار تداعياتها حتى هذه الساعة .برغم ارتفاع الصيحات المطالبة بالقضاء على" حية سيد دخيل " لم تتحرك الجهات الرسمية باتخاذ خطوة لإنقاذ الاهالي ، فتعاملت مع هذا" الملف " ببرود ، لانها تعتقد بان المعلومات عن "الحية " مجرد خرافات ، ولا تختلف عن الاحاديث المختلقة عن الطنطل والسعلوة ، الحيوانات الاسطورية الاخرى الواردة في الحكايات الشعبية ، ولذلك لم تفكر الحكومة بشن صولة جديدة للقضاء على الافاعي ، ففقدت فرصة تحقيق ضمان قاعدة تأييد شعبية واسعة في الانتخابات المحلية المقبلة .الأنباء والمعلومات الواردة من محافظة ذي قار تفيد بان ضحايا حية سيد دخيل بلغ عددهم العشرات ، وقيل ان بيوض الافاعي انتقلت الى داخل المدن ، عبر نقل رمال المنطقة المستخدمة في البناء الى الاحياء السكنية ، الامر الذي جعل الاهالي يعيشون هواجس مرعبة نتيجة تكرار الاحاديث عن الحية وشكلها ولونها وطولها، بعدما نشر احد المواقع الالكترونية صورتها .نهاية عام 2005 شعر اهالي قضاء الرفاعي بهزات ارضية ، فشاع بينهم بان مدينتهم ستتعرض لزلزال بقوة خمس درجات على مقياس ريختر ، فاضطر الاهالي وقتذاك لترك منازلهم والنوم في العراء خشية انهيار بيوتهم فوق رؤوسهم ، ووسط تلك المخاوف وحالة الذعر السائدة ، وتكرار الحديث عن ريختر ، خاطبت امرأة القوم بقولها :":ولكم مابيكم زلمة يخلصنا من ريختر وشره " وحينما حاول البعض ان يصحح ما ذهبت اليه تلك المرأة بتوضيح ان ريختر عبارة عن مقياس لدرجات الزلازل مثل مقياس الماء والكهرباء ردت غاضبة :" ولكم ياماي ياكهرباء وفلك ريختر فوك روسنا من دهر صابه". بعد يوم من دعوة تلك المرأة للتخلص من مخاطر ريختر ، وصل الى بغداد احد وجهاء القضاء ، لمراجعة الجهات الرسمية ، فأخبرته بان سبب الهزات الارضية يعود الى تعطيل عمل فرق وزارة النفط الفنية بإدامة الآبار المكتشفة في المنطقة وتفريغ الهواء منها ، مما ادى الى حصول أشبه بالهزات الارضية ولاعلاقة لها بالزلازل ومقياس ريختر ، بعد ان عرف اهالي الرفاعي سبب الهزات شعروا بالاطمئنان فعادوا لمنازلهم بعد هجرة قسرية ، ليكونوا بعد سنوات على موعد مع مخاطر "حية سيد دخيل ".مطالب الاهالي بحماية امنهم وسلامتهم تندرج ضمن اطار مسؤولية الحكومة ، سواء كانت تلك المخاطر عمليات إرهابية او نشاطات جماعات مسلحة او كوارث طبيعية كالفيضانات والمجاعة والجفاف ، ويبدو ان الحكومة المنشغلة بادارة وتطوير الملف الامني لم تلتفت بعد الى التحديات والتهديدات الاخرى التي تطال المواطنين ، والجفاف واحد منها ، وبسببه ظهرت "حية سيد دخيل" فحصدت ارواح عشرات الضحايا ، ولم تشمل بعد بالمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب .
نــص ردن: حية سيد دخيل
نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 08:46 م