عن: أفكار العراقأحد مبررات حرب العراق هو كونها جزءاً من الحرب التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على الإرهاب العالمي . وطالما صرح الرئيس بوش كيف أن الاميركان يقاتلون الإرهابيين في العراق كي لا يضطروا إلى مقاتلتهم في أميركا.
و في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" عام 2003 قال بوشم " إن مقاتلتهم هناك (العراق ) أفضل من منازلتهم في شوارع المدن الأميركية وأفضل من إي مكان بعيد آخر في العالم، إذ سيكون من الصعب العثور عليهم". و في تصريح آخر قال " العراق اليوم هو الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب ، و نحن نحارب التهديد الإرهابي في مركز قوته ". و لا ندري ما إذا كان بوش مصيبا أم لا. من الواضح إن العراق قد أصبح حاضنا للإرهاب ، لكن هل كان يستقطب أعداء أميركا من أنحاء العالم؟ تقول الدراسات إن العراق بدلا من أن يجذب مقاتلين من أنحاء العالم لمحاربة أميركا ، فقد انشأ جيلا جديدا من العرب الذين يرون أن دخول القوات الأميركية إلى العراق بمثابة حرب على الإسلام و المنطقة . يبدو أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق يؤكد بعضا من مزاعم الإدارة الأميركية من أن العراق صار مركزا مهما للإرهابيين ، حيث شارك الكثير من المسلحين الأجانب في قتال القوات الأميركية و تم اعتقال حوالي 300 منهم عام 2003 مئة منهم كانوا قادمين من سوريا و الباقون من إيران ، و السعودية ، الجزائر ، الهند ، تركيا ، ماليزيا ، الصومال و فلسطين . و كان العدد التقديري للمقاتلين الأجانب في العراق حوالي 1000 إلى 3000 آلاف مقاتل. و كانت نسبتهم 45% من السعودية ، 15% من سوريا و لبنان ، 10% من شمال إفريقيا . من هنا يتضح أن النسبة الأكبر كانت من السعودية . و رغم أن هؤلاء كانوا يشكلون نسبة لا تتجاوز 10% من مجموع المتمردين فقد لعبوا دورا كبيرا، حيث قام اغلبهم بتنفيذ هجمات انتحارية ، و عمل آخرون منهم مع المجموعات المسلحة ، و كانت أعدادهم تتزايد في كل شهر ، من المقاتلين الهاربين من أفغانستان بعد عام 2001 الذين جاءوا على شكل موجات لينضموا إلى الجماعات المسلحة مثل أنصار الإسلام ، و من المتطوعين العرب الذين جاءوا للعراق قبل 2003 تلبية لنداء صدام حسين في المساعدة لإخراج الاميركان ، و آخرين جندتهم المجاميع المتطرفة مثل القاعدة و أفراد مثل أبو مصعب الزرقاوي . كما كان هناك مجندون في أوربا مثلا يستقطبون المهاجرين العرب في ايطاليا و ألمانيا و فرنسا و إسبانيا و بريطانيا و النرويج ، و كانت القاعدة تستخدم شبكات تأسست خلال حروب أفغانستان و البلقان و الشيشان لغرض نقل المجندين للعراق ، بالإضافة إلى كون هذه الشبكات تضخ الأموال من اجل أعمال التمرد . معظم هؤلاء المجندين الشباب لم يكونوا مقاتلين متمرسين بل حتى أنهم لم يشاركوا بأي فعالية قتالية من قبل وإنما يدفعهم الاعتقاد بأنها حرب على الإسلام و أنهم يدافعون عن الدين الإسلامي. بعد أن تضاءلت أعمال التمرد في العراق ، تناقص معها تدفق المقاتلين الأجانب ، حيث ذكر الجيش الاميركي في منتصف 2007 أن هناك ما يقارب 120 مسلحاً أجنبياً كان يأتي للعراق كل شهر ، و في بداية 2008 تقلص العدد إلى 40 أو 50 فقط . مع انتهاء الاحتقان الطائفي في العراق ، فقد المتمردون الكثير من الإسناد و الدعم داخل و خارج البلاد ، كما إن موت ابر مصعب الزرقاوي سبّب انتكاسة حيث كان المنظم الرئيسي للأجانب في العراق . لكن الشبكات القادمة من أوربا و الشرق الأوسط للعراق كانت مازالت نشيطة ، بسبب ظهور مناطق ساخنة أخرى مثل أفغانستان ،مما أدى إلى تناقص أعداد الأجانب القادمين للعراق . لقد كان العراق حقا مركزا للإرهاب ، لكنه إرهاب خلقته الولايات المتحدة . لكن موت الزرقاوي و أمثاله قد قلل عدد المؤيدين لهؤلاء الراديكاليين ،أي إن القليل جدا من الرجال يشعرون اليوم بالدافع للذهاب إلى العراق للتضحية بأنفسهم ، كما إن ربيع العرب يعتبر حدثا مهما في المنطقة و يجذب اهتمام الشعوب .rnترجمة: المدى
تراجع تدفّق المسلّحين خلال السنوات الأخيرة
نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 09:01 م