 بغداد/ المدىمع بدء مجلس النواب بتشكيل لجنة متفرعة عنه تتولى وضع الضوابط لتشكيل مفوضية عليا جديدة للانتخابات بديلا عن المفوضية الحالية التي تنتهي مهامها في نيسان من العام المقبل، انطلقت أولى الإشارات باندلاع صراع ضار
 لضمان النفوذ في المفوضية الجديدة لضمان الفوز في الانتخابات النيابية والمحلية.فقد أفاد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الحسيني في تصريح لـ"المدى"  أمس بان جميع الكتل السياسية، لاسيما قياداتها، تعمل منذ الآن "بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة" للانتخابات المقبلة، ويدخل ضمن ذلك المسعى للسيطرة على لجنة الخبراء التي ستشرف على اختيار مجلس المفوضين، وبالتالي سيكون هذا المجلس خاضعا للمحاصصة الحزبية الموجودة في اغلب مفاصل الدولة، وإذا ما حصل ذلك، فمن شأنه أبعاد الانتخابات القادمة عن الحيادية وقد يسفر عن فوز ذات الكتل الموجودة اليوم من خلال محاباة أعضاء مجلس المفوضين للكتل كلا حسب انتمائه. وبالرغم من ان الحسيني يعرب عن امله في ان تخرج هذه اللجنة من المحاصصة لكنه يتوقع حدوث العكس، بالقول "مازلنا نعيش المحاصصة السياسية في كافة مجالات الدولة وان واقع الحال ينذر بعدم مهنية اللجنة التي ستشكل ولكن هذا لا يعني الاستسلام للواقع وعلى النواب الوطنيين العمل بجهد حتى تفشل قيادات الكتل السياسية من السيطرة على الانتخابات القادمة.وفشل الائتلاف الذي يقوده رئيس الحكومة وينتمي اليه الحسني بحجب الثقة عن مفوضية الانتخابات في تموز الماضي، حيث منحها مجلس النواب الثقة مجددا بعد عدة جلسات استجواب تمت بطلب من النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي التي اتهمت جميع الكتل السياسية التي لم تقف معها بالتصفيق للفساد، الأمر الذي سبب خلافا داخل التحالف الوطني، أعلن على اثره نواب في كتلة الأحرار الصدرية وقف مفاوضتها مع دولة القانون الى حين تقديم الأخير اعتذار عن تصريحات الفتلاوي.من جانبه قال رئيس المفوضية فرج الحيدري لوكالة كردستان للأنباء إن "مفوضية الانتخابات كانت قد خاطبت مجلس النواب بضرورة التحرك لتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات مع قرب انتهاء الفترة القانونية لعمل المفوضية الحالية".وأضاف أن "مجلس النواب حسب المعلومات عقد اجتماعا أمس لبحث آليات تشكيل اللجنة  ووضع الضوابط لانتخاب مفوضية جديدة للانتخابات".وأوضح الحيدري أن "المفوضية أبلغت مجلس النواب بضرورة ان يكون انتخابات المفوضية الجديدة قبل انتهاء الفترة القانونية للمفوضية الحالية كي تتولى شرح تفاصيل عمل المفوضية التي تحتاجها المفوضية التي ستنتخب لاحقاً".وكان الحيدري حذر مطلع الشهر الحالي، من عملية تأخير تشكيل المفوضية الجديدة، مبيناً أن أعضاء المفوضية الحالية لهم الحق في الترشيح مرة أخرى، موضحا حينها ان "مجلس النواب لم يتخذ أية خطوات عملية لتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات"، مبينا أن "المفوضية الحالية قدمت رسالة تحث فيها المجلس للإسراع بتشكيل مفوضية جديدة قبل نهاية عمل الحالية ليتسنى لها تدريب العناصر الجديدة"، متابعا أن "هناك عددا من القضايا تجب دراستها ومنها عدد العاملين فيها وطبيعة الترشيح لها وتمثيل المكونات"، محذراً من "التأخير في تشكيلها لوجود استحقاقات انتخابية قادمة".مؤكدا أن"المفوضية الحالية مستعدة للاستمرار في عملها لولاية أخرى اذ طلب منها مجلس النواب ذلك"، منوها أن "أعضاء المفوضية الحالية لهم الحق في الترشيح مرة أخرى للمفوضية الجديدة".ومفوضية الانتخابات من الهيئات العراقية المستقلة وتتبع مجلس النواب مباشرة، والأخير اختار أعضاء مجلس المفوضين الحالي في عام 2007.وتشكلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي يترأسها فرج الحيدري بعد انتهاء الانتخابات التي جرت عام 2005 بعد انتهاء عمل المجلس السابق.