بغداد/ المدىاعتبر طلبة متقدمون للدراسات العليا في جامعة بغداد، الخميس، أن رسوبهم أمر حتمي بعدما حصل لهم خلال امتحان المفاضلة الذي قاموا بتأديته الثلاثاء الماضي، مؤكدين أن كل الأدلة تشير الى إمكانية التلاعب بدرجاتهم بعد رفض المشرفين على الامتحانات أن يكتب اسم الطالب على الدفتر الامتحاني،
فضلا عن طبيعة الأسئلة التي فوجئوا بها، فيما شددت وزارة التعليم العالي على أن الكليات غير ملزمة بوضع أسئلة محددة المواصفات. وقال الطالب عباس غازي، المتقدم لدراسة الماجستير في العلوم السياسية بجامعة بغداد، في حديث صحفي، إن "الطلبة فوجئوا، بأكثر من حالة خلال تأديتهم امتحان المفاضلة الذي سيؤهلهم الى القبول، إذ أصر الأساتذة الذين تم تكليفهم بمراقبة الامتحانات بمنع الطلبة من كتابة أسمائهم على الدفاتر الامتحانية التي وزعت عليهم بل طلبوا أن تكتب الأسماء على ورقة خارجية ملصقة بالدفتر بواسطة الكابسة".وأضاف غازي أن "ذلك معناه التلاعب بالأسماء من خلال رفع هذه الورقة فيما بعد وتحويلها الى أي دفتر آخر، لاسيما أن عددا من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة كانوا ضمن المتقدمين للامتحانات وحضروا معنا لتأديتها".بدوره، اعتبر الطالب وسام الخزرجي أن "الأسئلة تشتمل على مواد الفكر السياسي والأنظمة السياسية والعلاقات الدولية وكانت مأخوذة من نهاية الكتاب وهي عبارة عن سؤال واحد من كل مادة بلا فروع او خيارات او ترك عدا مادة الفكر السياسي حيث تضمّنت اربعة فروع".وأشار الخزرجي الى أن "طبيعة الأسئلة لم تكن منطقية لأنها يفترض أن تكون ذات طبيعة متفاوتة بين الصعوبة والسهولة والمتوسطة"، مؤكدا أنها "كانت مطولة وتحتاج الى صفحات عدة ليتم الإلمام بكامل الإجابة عنها، في حين تنص تعليمات وزارة التعليم العالي على تضمين الأسئلة وفق معايير معينة بما في ذلك وجود أسئلة فيها اختيارات".  اما الطالب صالح ناجي، المتقدم لدراسة الماجستير بكلية الاعلام في جامعة بغداد، فيؤكد أن "اسماءنا كتبناها على نفس الدفتر وليس بورقة ملصقة عليه، ولكن طبيعة الأسئلة أثارت استغرابنا لكون لإجابة عنها تتطلب أن نملي عشرات الصفحات لتكون وافية".وأضاف ناجي أن "إدارة الكلية لم تحدد لنا في وقت سابق المواد التي سنمتحن بها، علما أن معظم الأسئلة لم تكن من المناهج التي درسناها في مرحلة البكالوريوس".من جانبه، قال عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد د. عامر حسن فياض في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأساتذة غير ملزمين بإعداد أسئلة من بداية الكتاب او من نهايته بل هم احرار فيما يريدون طالما أن الطالب ملزم بجميع المادة، كما أنهم غير ملزمين بوضع أسئلة تتضمن عدد من الاختيارات او أخرى للترك".وأضاف الفياض أن "الأسئلة لو كانت تتضمن أكثر من سؤال او فرع في كل مادة لتطلب الأمر منح الطلبة ساعات طويلة جدا للإجابة عنها".وشدد الفياض على أن "وضع ورقة ملحقة بالدفتر الامتحاني لكتابة اسم الطالب عليها هدفه إخفاء الاسم عند التصحيح بعد رفع تلك الورقة والاكتفاء بالرقم فقط ومن ثم إعادة الورقة بعد ذلك". وكان الآلاف من الطلبة المتقدمين لدراسات الماجستير والدكتوراه أدوا، في الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء الماضي، امتحانات المفاضلة في جميع الجامعات العراقية ولكافة الاختصاصات العلمية والإنسانية بهدف تحديد الناجحين منهم للقبول وفق آليات حددتها وزارة التعليم العالي، التي سهلت الكثير من الاجراءات بعد أن ألغت شرط اجتياز الطالب لامتحان التوفل للعام الدراسي 2011 - 2012 اضافة الى إلغاء شرط المعدل والعمر للراغبين بإكمال دراستهم على النفقة الخاصة، فضلا عن تأجيل تقديم شهادة اجتياز امتحان الـ IC3لمدة ثلاثة أشهر بعد قبول الطالب.