TOP

جريدة المدى > سينما > الحب الافتراضي..شباب "متردّدون" يقيمون علاقات على الانترنت

الحب الافتراضي..شباب "متردّدون" يقيمون علاقات على الانترنت

نشر في: 16 سبتمبر, 2011: 06:37 م

بغداد/ أكرم عزيزشبكة الانترنت استطاعت أن تفك العزلة عن كثير من الناس في هذا العالم، وأن تُسمع صوتهم، وتنقُل صورتهم وحقيقة حياتهم وأمزجتهم وطباعهم وأحلامهم وأوهامهم ومعاناتهم حيثما كانوا إلى كل بقاع العالم،فحاجتنا لهذه المنظومة بدأت تتسع كثيراً بشكل سريع في هذا العالم الذي يوصف بالقرية الصغيرة،
وما عاد يخفى عن أذهاننا شيء من حقيقة تلك القرية الكونية العجيبة، لكثـرة ما يتدفق الآن عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة من صور ثابتة ومتحركة، وأخبار، وفضائح وجرائم وحروب، وعروض بيع وشراء لكل شيء، حتى للعهود والمواثيق والذمم، وأكل وشرب، وعهر وشذوذ، ومع اتساع آفاق المعرفة بدأنا نضيع ونتلاشى تدريجيا أمام سطوة الحياة الصناعية الرقمية، فحين نتحدث عن الإنسان علينا أن ندرك ونركز عن أي إنسان يمكن أن نتحدث الآن، وعن أي نموذج ثابت من السلوك البشري يمكن أن نرسمه أو نحدد معالمه بعد كل هذه الانقلابات الهائلة في المبادئ والقيم فكل ما كان استثناء أصبح الآن قاعدة، فكل ما كنا نتقيد به من قيم وأعراف بالسابق نرى أنفسنا اليوم قد ابتعدنا عنها مسافات كبيرة.العلاقات الافتراضية والعلاقات الافتراضية على شبكة الانترنت تعتبر نوعا من الانقلاب الجذري لكل ما هو معروف عن حالات العلاقات السائدة المحكومة بالعادات والتقاليد،والعلاقات المبثوثة على الشبكة العنكبوتية غالبا ما تعمل بشرعة الهروب لا المواجهة لهذا يعتبرها البعض كذبا ابيض،ونظرا لما ترسمه هذه العلاقات من مسالك مغاير للمنجز العاطفي والأخلاقي القديم فقد بدا للبعض انخراطا طوعيا بعالم الوهم والخيال.تنويم مغناطيسيومن السلبيات التي يسجلها البعض على هذه العلاقات وخصوصا علاقات الحب عبر دائرة الانترنت انه يسلك مسالك مغايرة للمنجز الجنسي المعروف،فقد عدّه البعض أشبه ما يكون بالتنويم المغناطيسي والخدر الذي يشبع الرغبات المؤقتة العابرة،فالعلاقات عبر شبكة الانترنت (العلاقات الافتراضية) يعتبرها البعض مسرحا جنسيا لا يبحث في نواة الحب إلا في إطار الجسد الجائع للرغبة،أي حب مبني على الوهم أكثر منه على الحقيقة إلا انه يخلق نوعا من السعادة،بينما اعتبره آخرون بحثا عن علاقات إنسانية خصوصا في ظل غياب العلاقات الإنسانية السليمة والتواصل الإنساني الراقي.عشّاق الانترنتإذاً وبدوافع عديدة توزعت المواقع التي تساعد على بناء هذا النوع من العلاقات العاطفية والتي تقوم باستدراج العشاق لهذه العوالم الجديدة بل لهذه الأرض العذراء المليئة بالسحر والبهجة والمتعة والجمال والتي تساعد على الإبحار نحو اكتناه الذات والوجود بحساسية مرهفة. وهذه العلاقات تضع العشاق أمام تحديات وضغوط ولكن هذه المرة ليست ضغوطا من قبل الأهل والمجتمع إذ بإمكانهم التحرر من تلك القيود إنها الضغوط النفسية إذ تثير هذه العلاقات العديد من الأسئلة فهذه العلاقات هل هي الجحيم أم الجنة؟ وهل باعثها الرغبة في معرفة الآخر أم استدراج للمراهقين."فوبيا" الوحدة يقول علي حسين طالب في كلية الزراعة(20عاما): لقد حققت لي العلاقات الافتراضية على شبكة الانترنت الكثير من الرضا عن نفسي خصوصا بعد أن جوبهت بالرفض من قبل الجنس الآخر فتولد بداخلي شعور بغض وكراهية للآخر على الرغم من قناعتي بأن للجنس الآخر أسبابا معينة  لرفضي ولكن لم يفارقني الشعور بالهزيمة ،مما ولد عندي انقلابا على الذات وقد وجدت في العلاقات الافتراضية حلا امثل وانجح لمشكلتي التي كانت بالنسبة لي عصية على الحل والفضل في هذا يعود إلى تقرير شاهدته على إحدى القنوات الفضائية يؤكد إن الإنسان يجب أن يبني علاقات ولو مع الحيوان لان الوحدة تخلق نوعا من الفراغ الذي قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان. فخاخ التكنولوجياأما (نوال ك) طالبة في كلية الطب البيطري تتضاحك وتقول: انه الم الاضطرار تعتمده بعض الفتيات لئلا تسقط في فخ الفضائح التي تسببها العلاقات الطبيعية في الواقع خصوصا وان اغلب هذه العلاقات ينظر إليها المجتمع نظرة تحريم ويعتبرها جرما ومن يفعله يجب أن يقتل لان القبلية حلت محل المدنية في المجتمع العراقي كما إن الحكومات التي تعاقبت على العراق كرست النزعة القبلية في المجتمع العراقي.أقفاص ذهبية الكترونية ويرى أمجد فالح(30عاما) إن شبكة الانترنت وفرت له فرصة الاقتران بزوجته إذ يقول: بفضل الشاشة الفضية تعرفت على زوجتي الحالية وعبر النت استطعنا أن نرسم حياتنا المستقبلية إذ كانت تلعب دورا مهما في توجيه إرادتي باتجاه حبها إلى إن تعلقنا ببعضنا كتعلق الشمعة بنارها،واستطعنا تفريغ شحنات عواطفنا بعيدا عن تسلط الأهل وتدخلهم في شؤون أبنائهم.سلام ومريم، طالبان من كلية الهندسة لهما رأي يخالف زملاءهم إذ يرون إن الانترنت يسلب حرية العاشق ويصبح عبدا للآلة إذ يفقد الحب معناه عندما يتحول إلى شهوات مسطحة ورغبات هلامية تبعد الإنسان عن إنسانيته،كما إن هذه العلاقات تسمح للإنسان بأن يمارس الجنس علانية من دون خجل أو حياء،وكذلك فأن هذه العلاقات تبيح الخيانات وتجعلها أمرا مشروعا وهذا منافٍ للقيم التي ينبغي مراعاتها في الحياة الزوجية. الأمثلة كثيرة وأساليب متنوعة تدعم تلك العلاقات الخفية التي تتبع السرية الكاملة والتي تعقد في الخفاء، بعيدا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram