إحسان شمران الياسريعندما غامرتَ يا صديقي وجلستَ هناك، فأنك لم تَعُد أفضل مني، رغم إن بعض التفاصيل التي أحببتها طيلة عمرك أصبَحت في متناول يديك. ولكنك إذ غامرت فقبلت أن تُمثّل شعبك في المجلس، أصبحتُ أنا أكثر راحة للضمير منك وأقدر على أن أقول (لا) إذ يتعذر عليك ذلك.. بل أحسبُ إنه يستحيل..
أنا الآن لا أمنح تفويضاً أو أمنع آخر، وأنت تفعل هذا، فيُلزْمكُ الموقف أن تكون أميناً على كل (لا) تسمعها، وتعجز عن تكرارها. ويُلزمُك الموقف أن تتحرى بمن تفوضه أو تمنع عنه، الأهلية والمعيارية وموضوعية التحليل. أما أنا، فلي خياراتي التي لا يسألني عنها إلا ضميري، وهو مُحصّن كما تدري وقادر على فعل ما تُحاسب عنه أنت كل يوم وليله.وأنا أشفق عليك إذ أنت تجعل روحك جسراً لاماني الناس وأحلامهم، وأدعو لك ان تفلح في هذا، وتفلح في ملحمةٍ يتصدى فيها الأخيار و (الأشرار) لما يمليه عليهم قدرهم!..فيا صديقي الذي غامرتَ فجلستَ هُناك، تصوغ من همومنا عرشك وجاهكَ وبِطانَتِك، ستنقضي تلك الأيام التي يُُداولها الله بين الناس، فتعود (إن لم تفلح) مُحملاً بأوزار ما اصطنعته نصراً، وأدعيتهُ مجداً، فيما نبقى، نحن الذين بدّدنا أوهامنا بأوهامكم، وألقينا على ذاريات الدرب أحمالنا، ومشينا، كأننا لا نُديمُ لكم نصراً، أو نوقف في ملحمة العشق النادي، ساريةً قد تهديكم.. أما إن أفلحتَ، فأدعو أن يُشرق يومك، فتكون لنا عيداً.
على هامش الصراحة: صديقي الذي غامر
نشر في: 16 سبتمبر, 2011: 06:40 م