سها الشيخليان تبيت أربع عوائل مكونة من عدد من النساء والاطفال بمختلف الاعمار في طريق القناة وبين البساتين امر يدعو الى التساؤل والدهشة معا .. وربما يسأل البعض عن السبب..؟ لنرو الحكاية وامام انظار السادة المسؤولين.. وخاصة رجال خطة فرض القانون لا لشيء بل لكون الحادثة لا تخرج من اطارها القانوني.. والتطبيق (الاعمى) لقانون فرض حظر التجوال في العيد اولا، وعدم ذكر التشديد او إلغائه او حتى التخفيف من إجراءاته ثانيا.. لم نسمع عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية اية اشارة حول فرض حظر التجوال.. وتحديد ساعات تنفيذه، لنبدأ بسرد الحكاية من اولها:
- ابتهاجا بحلول عيد الفطر المبارك ذهبت مجموعة من العوائل تستقل ثلاث سيارات لقضاء أمسية على شاطئ نهر دجلة في احد كازينوهات منطقة (الكريعات) في الاعظمية.. كانت السهرة على ظهر يخت عائم على سطح نهر دجلة يمثل لتلك العوائل الخروج عن الروتين اليومي الممل، ومر الوقت سريعا، حتى وجدت تلك العوائل نفسها وقد ازفت الساعة الثانية عشرة ليلا، فأسرعوا الى السيارات ولكن عند نقطة السيطرة في ساحة (الطبقجلي) تم ارجاع تلك العوائل وكان السبب هو حلول موعد فر ض حظر التجوال، ولم تشفع كل التبريرات والاسباب التي جعلت تلك العوائل تتأخر الى ذلك الوقت، اكبر الاسباب هو عدم الاشارة الى تطبيق منع التجوال في ايام العيد، او تحديد ساعاته.. وقررت العوائل سلك طريق القناة لعل نقطة السيطرة هناك تسمح لهم بالمرور الى منطقة الكاظمية عبر بوابة بغداد .. لكن نقطة سيطرة القناة تعنتت هي الاخرى التشديد رغم صراخ الصغار وتذمر الكبار وامام لوحة كتب عليها (قيادة قوات الشرطة الاتحادية / قيادة الفرقة الثالثة فوج الوحدة/ موقع الساحة) قضت تلك العوائل ليلة العيد بين البساتين وفي ظروف غير آمنة .. ذهبت الى الملازم اول علاء حمزة وطلبت منه (بواسطة العريف يحيى) ان تقوم الشرطة بتفتيش العوائل والسيارات معا .. ثم السماح لنا بالمرور الى بوابة بغداد ، ثم الى مدينة الكاظمية المقدسة.. لكن مسؤول السيطرة كان يغط في نومه كما اخبرنا العريف يحيى .. وطلب منا العريف ان نبيت ليلتنا على قارعة الطريق.. مبررا ان الاوامر هي الا وامر ولا سبيل لتجاوزها مهما كانت الاسباب.. وبقينا الى الساعة الخامسة صباحا في (قبضة) السيطرة حالنا حال اي متجاوز للقانون.. ومع احترامنا للقانون الصادر والذي يعني حرص الدولة على امن المواطن فان هناك مبررات عديدة يجب ان تاخذ بالحسبان منها احتجاز مجموعة من الاطفال والنساء من اجل تنفيذ قانون لم يتم الاشارة اليه طيلة الفترة التي سبقت ايام عيد الفطر المبارك، وفي الساعة الخامسة والربع اطلق سراح العوائل المحتجزة، وسارت تلك السيارات صوب بوابة بغداد بعد ان تنفس الجميع الصعداء.. ولكن الامر لم ينته بهذه السهولة.. فقد تعنتت السيطرة في بوابة بغداد في تطبيق القانون مرة اخرى وأوقفوا السيارات ساعة كاملة لحين ان تبلغ الساعة السادسة صباحا، وكان على الجميع الانتظار ساعة اخرى.. وفي الساعة السادسة والربع تم الافراج عن طاقم السيارات الثلاث.. فكانت المحصلة التعب الشديد حد الإعياء..
منع التجوال: ليلة العيد في العراء
نشر في: 25 سبتمبر, 2009: 06:06 م