TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > التربية الحديثة ودور الوسيلة التعليمية

التربية الحديثة ودور الوسيلة التعليمية

نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:22 م

ميعاد الطائي  يمكننا القول بأن التعليم هو نوع من التواصل أو التبادل العلمي والفكري بين المعلم والتلميذ يقوم على فهم وإدراك التلميذ للمنهج من خلال محتوى هذا التواصل وعن طريق الحواس التي يمتلكها التلميذ والتي يحاول المعلم استغلالها لإيصال المعلومة .ولهذا تعتمد العملية التربوية الحديثة على استخدام الوسائل الكفيلة بإيصال المعلومة للتلميذ بصورة مفهومة من خلال تسخير التطور العلمي والتقدم الصناعي واستخدام الوسائل التعليمية المتطورة والتي تعين المعلم على أداء مهمته من خلال إشراك أكثر من حاسة من حواس التلميذ في عملية فهم الدرس .
ويمكننا تعريف الوسيلة التعليمية بأنها مجموعة من الخبرات والمواد والأدوات التي يستخدمها المعلم لنقل المعلومات إلى ذهن التلميذ سواء داخل الصف أو خارجه بهدف تحسين الموقف التعليمي الذي يعتبر للتلميذ النقطة الأساسية فيه . وتساعد الوسيلة التعليمية في اختصار الزمن والجهد وتساعد المعلم على إبقاء التلميذ أكثر انتباها وتركيزا على الدرس وإشباع حاجته وإثارة اهتمامه لا سيما إذا تناسب نوع الوسيلة مع طبيعة الدرس وأعمار التلاميذ ومستوى ذكائهم .و تزداد الحاجة لاستخدام الوسائل التعليمية في عصرنا الحالي وذلك كونه عصر المعلومة الحديثة التي تحتاج إلى التعريف والتوضيح من قبل المعلم وخاصة في السنوات التعليمية الأولى من عمر المتعلم ،فكلما توضّحت له الصورة في هذا العمر كانت أكثر فهما ورسوخا في ذاكرته حيث تعمل الصورة الإيضاحية والوسيلة التعليمية على مصاحبة المعلومة المراد إيصالها لتصل بكل سهولة وانسيابية إلى ذهن التلميذ وخاصة إذا ما كانت الصورة محببة له وقريبة من فهمه ،كالصور الكارتونية أو صور الطبيعة وصور الحيوانات والفواكه التي يتم اختيارها من محيط التلميذ لتكون قريبة من إدراكه وتعمل على تقريب المعلومة التي نعمل على إيصالها إليه .وان الوسيلة التعليمية قد استخدمت منذ زمن بعيد وما وجده أجدادنا من آثار يؤكد ذلك حيث عثر على الآلات الفلكية والمصورات والمخطوطات بأشكال مختلفة استعملها العرب في الجامعة المستنصرية وبيوت الحكمة في القاهرة. وأيضا ما استخدمه ابن النديم من صور الحيوانات والنباتات في وضع كتابه ( الفهرست ) تعد من الوسائل التعليمية التي استخدمها العرب منذ زمن بعيد.  ولقد أكد الخبراء في المجال التربوي إن الوسائل التعليمية تساعد على خلق روح الإبداع لدى التلميذ لأنها تضطره للاستفسار وتحويل المعلومة إلى شيء ملموس من خلال مشاهدته أو ربما الممارسة العملية والميدانية للتفاعل مع المعلومة لكي نتخلص من حالة التلقين الآلي ونتحول إلى مرحلة التفاعل العملي من اجل أن نحصل على تلاميذ قادرين على تلقي المعلومات المقرونة بوسائل تعليمية مناسبة ليتخطوا صعوبة الفهم النظري الذي عادة ما يصاحبه الملل. وتجدر الإشارة إلى أن الوسائل التعليمية شهدت تطورا كبيرا بعد الثورة الصناعية الكبيرة التي شهدها العالم وظهرت السبورة كأحد أهم وسائل الإيضاح التي تساعد المعلم والمتعلم في عملية إيصال المعلومة حيث يستخدمها المعلم في كتابة الملخصات وذكر الأمثلة وحل التمارين وإيضاح الرسوم واستخدامات كثيرة أخرى جعلت السبورة منذ اكتشافها ترافق العملية التربوية لحد الآن حيث يصعب على المربين الاستغناء عنها ،ولذلك شهدت السبورة تطورا دائما في نوعيتها وشكلها وحجمها بما يتناسب مع التقدم العلمي والصناعي . وكذلك ظهرت استخدامات للفيديو وعرض الأفلام التربوية للأطفال فقامت المؤسسات التربوية في العالم بإنتاج الأفلام المناسبة للدروس العلمية وحسب المناهج والمراحل الدراسية كافة  .ونجد التغيير الكبير الحاصل في الوسائل التربوية بدخول الحاسوب والانترنت إلى الساحة التربوية ليحدث طفرة علمية في استخدام الوسائل التعليمية ووسائل الإيضاح الأمر الذي يتطلب من المعلم أن يكون بمستوى التطور الذي يحصل في العملية التربوية ،وهذا يجعلنا نطالب المؤسسة التربوية بالاهتمام بالكوادر التعليمية وتطويرها من خلال إشراكها في دورات علمية تؤهلها لمواكبة الحدث والتعايش مع روح العصر . ونريد أن نشير في الختام إلى إن المعلم والمدرس المبدع يمكنه استغلال كل مفردات الحياة التي يجدها متوفرة في محيطه في جعلها وسائل إيضاح مهمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram