TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: عراقيون أصلاء

كردستانيات: عراقيون أصلاء

نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:41 م

 وديع غزوانيمكن أن نطلق على الوضع العراقي العام  وبدون تردد صفة  عدم الاستقرار والتأزم في كثير من القضايا التي لم تجد طريقها للحل رغم كل التصريحات التي تؤكد فيها جميع الأطراف السياسية حرصها على استقرار الأوضاع  وحل ما بينها من عقد على طريق الاتفاق على وضع أسس بناء ديمقراطي حقيقي للعراق .
الواقع وفي أكثر من قضية أظهر بدون مواربة أداء مخيباً للآمال، سواء ما يتعلق منها  بحقوق الإنسان أو إطلاق الحريات أو توزيع الثروات بعدالة وغيرها من الأمور التي نص عليها الدستور المتجاوز عليه. صار طبيعياً أن نسمع كلمات وتصريحات نارية سرعان ما تخمد وتختفي، ونبقى ضائعين لانعرف سر التصعيد وأسبابه مثلما لا نعرف دوافع الهدوء الذي يحطّ فجأة على زعماء وأقطاب أطراف العملية السياسية والمتحكمين بها. ومع أن من أبجديات العمل السياسي  استناده إلى برامج ونظريات عمل  إلا إننا في العراق،وإذا أردنا أن نكون حسني النية،  قد  يكون "قدراً أحمق  الخطى" ذاك الذي دفع بعناصر لاتفقه من السياسة وأصولها شيئاً إلى واجهة العمل السياسي،فتراهم يتصدرون نشرات الأخبار وتملأ تصريحاتهم الصحف.. عناصر لاهمّ لها غير أداء دور رسمه لها من تصدّق عليهم بالموقع وهم ليسوا أهلا له. ما يؤسف له أن اخطر القضايا وأهمها لا نعرف سر بقائها معطلة كل هذه الفترة، خاصة  ما يتعلق منها بعلاقات أطراف العملية السياسية وأزمة عدم الثقة المستحكمة في ما بينها، وخذ  نماذج  وأمثالاً على ما نمر به سواء ما يتعلق بمجلس السياسات الستراتيجية أو قانون الانتخابات أو علاقة المركز والإقليم. البعض يعد ما يحصل علامة صحية لسلامة النهج الديمقراطي، وهو صحيح لو كان النقاش يتم عليها على  نحو يكرس صيغ حوارات حضارية تبتعد عن الاتهام الذي يصل أحيانا حد كسر العظم كما يقول المثل، ومنها ما أطلقه البعض من تصريحات على  مكون أساس في العراق بشكل عام وعمليته السياسية بشكل خاص ونقصد بذلك  الكرد. لانريد أن نعيد الكلمات التي قيلت لأنها استفزازية ومخجلة ولاتنم  عن إيمان بمفاهيم الشراكة والمسؤولية المشتركة في بناء العراق، لكننا، وبغض النظر عن موقف القيادة الكردستانية بجميع أطرافها الذي أكد كما في كل مرة التمسك  بوحدة العراق ومستقبله، نتمنى أن تتخذ الأطراف السياسية موقفاً حازماً من تلك العناصر المحسوبة عليها، التي اعتادت في كل مرة إطلاق مثل تلك التصريحات  المسيئة لكل العراقيين والتي تنم عن موقف عنصري لامكان له في العالم الآن وليس فقط في العراق. وللأمانة أقول إنني لست كردياً لكنني مؤمن بأنهم عراقيون أصلاء وصادقون في طرح فهمهم الخاص لحقوقهم  على عكس آخرين اعتادوا اللف والدوران، وأشعر بأن هذا اقل ما يمكن أن نسهم فيه على طريق البناء الصحيح لوطن يستحق منا الكثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram