في المدى، وفي القسم الثقافي، استرسل الشاعر والمثقف الموسوعي ياسين طه حافظ في حديث عراقي حميم في الثقافة والسياسة والأحزاب، لها وما عليها.. تحدث عن أخطاء الماضي ومقتضيات المصلحة الوطنية اليوم.
اتسم الحديث بالروح الوطنية وبالاحترام للأحزاب وأفكارها.. قال في بداية حديثة: اعتدت على النظر إلى نقاط الضوء، إلى ما هو جميل في الناس والحياة ولا خلاف مع الأفكار، الخلاف مع أساليب العمل والسلوك في التطبيق. وهذه مسألة تحضّر أكثـر مما هي فكرية.. وما دام مسعى غيرنا لخير الوطن وسعادة شعبه، وجب علينا احترامه. ما اهتم به هو جمع الطاقات والأفكار في اتجاه واحد لتحقيق مستقبل أفضل للناس والبلاد...""ثقافة المدى" تنشر هذا الحديث كاملاً في حلقات، على أن تعقبه طاولات مستديرة لمناقشة هذا الموضوع من قبل المعنيين بالشأن الثقافي في العراق.المدى الثقافي ياسين طه حافظكل الأحزاب بلا استثناء مارست هذه الشتائم بحق الناس، وهي أحزاب تنادي بالعدالة والكرامة الإنسانية! سنرى لاحقا كم لهذا التأسيس الشتائمي من نتائج!بعد هذا، وأنا لا ابتعد كثيرا عن الحقيقة أقول إن الثقافة صارت عملا مكتبيا أو عملا في مكتبة، وان المثقفين هواة كتب معتزلون أو مُحْبَطون أو منتظرون دورا... بوضوح أكثر هم بلا دور حقيقي في التغيير ولا في رسم المستقبل ولا في تصحيح المسيرة ولا في التصويب الأخلاقي..، ولا تتعدى نشاطاتهم التعقيب على الأحداث باتجاه التأييد أو الاستنكار. أما الأكاديميات فظلت تعمل على وفق مناهجها وبمراجعها القديمة وإن بدأ الانترنيت يقدم لها عونا.لكن ما العمل؟ فبالرغم من كل المبدئية المهذبة ومن الأخلاقية العالية التي أبداها ممثلو الحزب في الخطاب السياسي والتعامل الودي المباشر مع رؤساء الكتل ومثقفيها، ظلت المواقف اللاودية عميقة الجذور لا تستطيع المجاملات إخفاءها. ثم لا يعقل أبدا أن ينتظر الحزب حضورا مجديا ومرحَّباً به في زمن الاشتباكات العلنية على عوائد النفط! لا عجب في حال كهذه أن تظل العوامل المنتجة للنزاعات ويظل البلد يراوح مكانه. هل ذلك هدف من الأهداف؟.. علينا ألا ننسى حقيقة أن الحركات الثورية في الشرق الأوسط هي تواريخ للتدخلات الخارجية الهادفة إلى إجهاض أي توجه ثوري يمكن أن يتحكم ببوابات الأسواق، والطاقة وطرق التجارة وحركة الآليات العسكرية للدول الكبرى... هل تنسينا الأجواء التي تبدو صحوا جزئيا، إننا نقع في طريق تقدم الولايات المتحدة الأمريكية وان الشرق الأوسط محطتها الستراتيجية الكبرى، مثلما هي خزين وقودها المدني والحربي؟ هل نغفل عن عنف عصرنة "الرأس مالية" وننسى ما واجهه القادة العماليون والأحزاب اليسارية من إلقاء الثورين أحياء من الجو إلى قتل وتغييب حقوقيين ومفكرين وقادة فلاحين؟ كاف جدا ما شهدناه في العراق واندونيسيا والسودان من إبادات موجهة وعلى نسخ من خارطة واحدة.ربما، أقول ربما، كانت للحزب، بوصفه بؤرة الراديكال العراقي، فرصة عظيمة عقب الاحتلال، تلك هي إلا يدخل شريكا في حكومة الاحتلال. ويقود هو المقاومة (هنا مقاومة نوعية تتبنى جوهر المعارضة) لتعديل الاتجاه بالتعاون مع القوى الوطنية من اجل الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية، ولا نتزاع قيادة المقاومة من الرجعيين وأنصار الماضي والمجموعات الممولة إقليميا ليشهد البلد بذلك مقاومة وطنية أخرى بوعي سياسي متقدم ومحترم وبترحيب وإسناد القوى المناضلة في العالم ومن بعض أوساط العولمة بما فيها الحركات النسوية التي ستتعاطف مع المبادئ الإنسانية في هذا النضال الوطني "الحديث". سيخلق ذلك حالة جديدة من توازن القوى ويشكل معارضة حديثة متنورة بعيدة عن الكلاسيك السياسي .. إن معارضة، أو مقاومة، كهذه ستؤدي دورا تثقيفيا ووطنيا حيويا لكل الأطراف، فلا تغيب عندئذ عن الساحة روح النضال الوطني.لكن هذا تفكير فردي لمن يرصد المشهد من وراء شبكة، فهي رؤية قد لا تكون دقيقة وقد يكون تفكيري هذا طوباويا. وإنا أعترف بذلك، فالمشهد غائم والتفاصيل غير واضحة، كما أن للحزب ما لا يبوح به من متاعب. ومَنْ في الميدان غير الذي تجيؤه الاخبار... ومما يؤسف له إن العديد من المثقفين في الأوقات الحرجة يتخذون من الحزب الشيوعي قنطرة يعبرون عليها إلى الجهة الأخرى.كما ترون صار الحديث يميل إلى المرارة. ثمة إهمال أو إغفال متعمد لحقيقة أن عددا من القوى في الدولة تحتفظ بخط نضالي وتاريخ من التضحيات وأخرى يصعب تجريدها من الوطنية على اختلافنا معهم، وزهدنا، المتعالي بأفكارهم خطأً، ومن اكبر الأخطاء هو خطأ سياسي في التطبيق!. ليس صحيحا في ظروف سياسية شائكة كظروفنا لا تكون بين القوى الوطنية مشتركات للإصلاح الداخلي، أو في الأقل، لتغييب التناحر وإبعاد خطر الاحتراب.نعم كان الأحزاب الوطنية العريقة تاريخ مجيد وتضحيات كبيرة من الشهداء. ولكن لبعض أحزاب الساحة اليوم نضال وتضحيات أيضاً وإذا أسست الأولى تاريخيا نضاليا، هل ننكر على الأخرى أن تؤسس تاريخا وان تعتز بنضالها وأفكارها؟ أعتقد بان ترسيم مشتركات ممكن وخيار الوطن أو الله أو ا
حـــــزن الــثــقــافـــــة الـمـــريـــــر"3"
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:48 م