هاشم العقابي كاد العراق ان ينجر الى حرب طائفية جديدة. ليس بسبب ما ارتكبه المجرمون بحق الابرياء في "النخيب"، حسب، بل وبفعل جهل بادارة الازمات تمثل باستعراض ثمانية متهمين بالشوارع ، أعلن رئيس الوزراء، قبل غيره، براءتهم.
ولأن الفتنة قد قبرت، كما يبدو، فلن أتوقف عند حيثياتها، بل عند البيان الذي اصدره مكتب رئيس الوزراء حول الحادث ونشر على موقعه الخاص. بيان محزن ومضحك في آن. المحزن هو ان رئيس الوزراء، وبحسب ما نسب اليه في البيان، اكد انه لن يتسامح في اهانة الأنبار وأي مدينة عراقية. كلام نحييه عليه. لكن الواقع، وللأسف، يقول غير ذلك. فاين كان المالكي من اهانة اربعة من المثقفين والاعلاميين في وضح النهار وامام الناس ببغداد بعد تظاهرة 25 شباط؟ الم يقل عنهم بانهم مشاغبون؟ كان قصده انهم يستحقون الاهانة والضرب. فلو كان لهؤلاء المثقفين شيوخ مثل شيوخ عشائر الدليم، هل قال عنهم المالكي ما قال؟ صدق الشاعر العربي يوم قال:تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الحــاميأما المضحك في البيان فهو ركته في الصياغة وكثرة أخطائه النحوية والإملائية. ان احترام اللغة في الكتابة يعني احترام من يقرأ. والعكس صحيح. وبيان يصدر مكتوبا وليس منطوقا من اعلى رأس بالحكومة لا يمكن ان نجد له عذرا في تجاوزه على اللغة وعدم احترامها. عنوان البيان يقول عن لسان رئيس الوزراء: " مرتكبوا جريمة النخيب لم يميزوا بين شيعيا او سنيا. انظروا للألف بعد الواو في "مرتكبوا"، وكلمتي: "سنيا" و "شيعيا" المنصوبتين بدل الجر. يبدو أن حكومتنا لا تميز حتى بين المنصوب والمجرور ولا تعرف ما يفرق "واو" الجماعة" عن غيره. وفي متن البيان ينسب لرئيس الوزراء قوله أيضا: "لقد تابعت الموضوع في ذلك اليوم لحد الساعة الثانية ليلاً". لا أسأل رئيس الوزراء ان كان قد تابع اهانة الإعلاميين الاربعة الى هذا الوقت المتأخر أو فعلها يوم قتل هادي المهدي، بل أسأله: "هل هناك ليل يستمر حتى الثانية؟ انها الثانية صباحا يا سيدي! اللهم الا اذا قصدت بان ليالي العراق اكلت صباحاته حتى صار الصبح عندنا ليلا اظلم، فاني قد أتفق معك وأسحب اعتراضي. وفي مكان آخر يقول: "فالمغدورين كانوا في مركب واحد". اعتقد يا استاذي انها يجب ان تكتب "فالمغدورون". أليس كذلك؟ غريب ان "تجروا" من يستحق الرفع و "تنصبوا" من يستحق "الجر". أما الهمزة في: "وسائقف مع كل مدينة"، كما وردت في البيان، فلا اظن اني شاهدت مثلها طيلة حياتي. أجدني اصبحت مثل "عبوسي" مع أستاذه "حجي راضي" في تمثيلية "نحباني للو"؟ مع هذا يظل "حجي راضي" متفضلا لانه وان لم يضبط اللغة، فقد أجاد إدارة دكان حلاقة وأضحكنا،. لكن حكومة لا تضبط لغتها لن تضبط إدارة دولة ولن تضحكنا. بل قد تضحك العالم علينا.
سلاما ياعراق: "نحباني للو"
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 08:03 م