عدنان حسينإذا صحّ ما نُسب إلى عضو مجلس النواب عن ائتلاف القائمة العراقية حمزة الكرطاني، يمكننا الاطمئنان مع معتمد المرجعية الدينية في كربلاء وخطيب الجمعة في الصحن الحسيني السيد أحمد الصافي الى أن ثمة جواباً بالإيجاب على أحد أسئلته المهمة التي طرحها في خطبته الأخيرة، أول من أمس.
السيد الصافي انتقد هذه المرة أيضا (ربما هي المرة المئة أو أكثر) السياسيين المُمسكين بكل شيء في البلاد والمتصارعين بضراوة على السلطة والنفوذ والمال، بسبب انشغالهم بصراعاتهم وأطماعهم عن "الاستماع إلى ضمير الشعب" بحسب تعبيره الدقيق، ما يؤدي إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي وتفاقم المعاناة التي يكابدها الشعب. وتساءل السيد الصافي بحرقة عما إذا كان للعمل السياسي الذي يؤديه هؤلاء السياسيون "ضوء في نهاية النفق أم هي الظلمة التي تؤدي الى ظلمة أخرى؟" كما قال بالنص. النائب الكرطاني نقلت عنه إحدى الوكالات المحلية (أين) القول بوجود توجّه نيابي من مختلف أعضاء الكتل السياسية للتحرر من قادة كتلهم، موضحاً أن " عدداً من النواب ومن مختلف الكتل السياسية منزعجون من التهميش الذي يتعرضون إليه من قبل قادة كتلهم حين اتخاذ قرار سياسي لتلك الكتل"، وان "المواقف التي يتخذها بعض قادة الكتل السياسية تخالف المبادئ العامة التي يؤمن بها أولئك النواب وجعلتهم (النواب) يفكرون جدياً بعدم الانصياع لمواقف قادة تلك الكتل".غير مرة سمعنا كلاماً كهذا من نواب في ائتلاف العراقية وفي غيره من الائتلافات والكتل السياسية الممثلة في البرلمان والحكومة، بيد أننا في كل تلك المرات ما أن ننام على أحلام مُبهجة حتى نصحو في اليوم التالي على الكوابيس ذاتها التي أرقت النواب من أمثال السيد الكرطاني وأرّقتنا معهم.سيفعل خيراً السيد الكرطاني وزملاؤه إن فعلوها هذه المرة وجعلونا نصحو على صباحات مختلفة من دون الكوابيس الخانقة التي يتسبب بها "العتاوي" .. و"العتاوي" هم قادة الكتل والقوى المتنفذة في الحكومة والبرلمان، فهؤلاء يتعاملون مع زملائهم في كتلهم وائتلافاتهم بالضبط كما يتعاملون مع الذين انتخبوهم .. يسعون لاسترضائهم وقت الحاجة فقط وبعدها لا يكون للناخب أو النائب قيمة ولا اعتبار .. هم مجرد أنفار لا يعني رأيهم شيئاً لـ "العتاوي".تحوّل هؤلاء "العتاوي" الى حفنة من الطغاة المتكبرين في حق الشعب وفي حق زملائهم النواب .. كل واحد منهم يبدو صورة من صدام حسين، وهذا هو سرّ التردي المتواصل في العملية السياسية وفي مناحي الحياة كافة في البلاد، ذلك أن صراعاتهم كأطماعهم لا قواعد لها ولا ضوابط ولا حدود.اذا ما تصرّف عدد معتبر من النواب الذين تحدث عنهم النائب الكرطاني بما تمليه عليهم مسؤولياتهم باعتبارهم نواباً عن الشعب وممثلين له وليسوا تكملة حساب عند "العتاوي"، فإنهم سيفتحون نافذة كبيرة في نهاية النفق المحشور فيه العراق الآن.
شناشيل: العَتاوي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 08:48 م