عن : أفكار عن العراقفي عام 2000 كتبت كونداليزا رايس مقالة عما سيكون شكل السياسة الخارجية لبوش اذا ما فاز في الانتخابات قالت فيها ان العراق و كوريا الجنوبية يمكن ردعهما ، و اذا ما حصلا على اسلحة الدمار الشامل فلن تكون لهما الجرأة على استخدامها
لأنهما سيواجهان دمارا كاملا من قبل الولايات المتحدة . في تلك السنة ، قال ديك تشيني ان العراق قد تم تجاهله لفترة طويلة و يجب القيام بعمل ما تجاه ذلك . الخلاف بين رايس و تشيني هو ما ستكون عليه ادارة بوش الجديدة . كان البيت الأبيض منقسما بخصوص العراق منذ البداية ، فكل مسؤول كان له رأيه . الإدارة الجديدة لبوش وضعت العراق في مركز سياستها تجاه الشرق الأوسط لكنها لم تقرر ما تفعل بشأنه . و عندما عقد مجلس الأمن القومي اجتماعه الأول في كانون ثاني 2001 كان احد مواضيعه التوصل الى سياسة جديدة تجاه العراق . قالت رايس ان صدام يسبب عدم الاستقرار في المنطقة ، وان تغييره سيغير الوطن العربي بكامله . اما جورج بينيت ، مدير وكالة المخابرات المركزية ، فقد اظهر صورة لمعمل ادعى انه ينتج اسلحة دمار شامل ، لكنه لم يستطع تأكيد ذلك. ثم قال كولن باول وزير الخارجية آنذاك بان العقوبات المفروضة على العراق فاشلة ، اذ انها تمنع دخول البضائع المهمة مثل الدواء الى البلاد مما يسبب مصاعب كبيرة لأبناء الشعب . كان العراق يراقب ذلك و يحشد الراي العام العالمي ضد الحصار . كان باول يؤيد عقوبات هادفة تمنع دخول التجهيزات العسكرية و تسمح بدخول بقية المواد الى العراق . و ذكر تينيت ان العراق يبيع النفط الى سوريا و الأردن بأسعار مخفضة من اجل تقويض العقوبات . في نهاية الاجتماع ، دعا الرئيس الى المزيد من الدراسة على العقوبات و على برامج اسلحة الدمار الشامل ، و طلب من الجميع الاستمرار بأعمالهم . وزير الدفاع رامسفيلد اوعز سبب اولوية العراق في مذكرة 30 كانون ثاني الى قضايا الأمن القومي ، حيث وضع العراق مع دول اخرى على قائمة التهديدات التي تواجه أميركا . و زعم بان انتشار التكنولوجيا يزيد من خطورة الدول الصغيرة بسبب امتلاكها اسلحة الدمار الشامل . صار العراق البوستر الدعائي لنظرية رامسفيلد . اكد الاجتماع الثاني لمجلس الأمن القومي على الانقسامات الكبيرة التي ظهرت في الحكومة . كان هدف الاجتماع دراسة الخطط الخاصة بالعراق . اقترح باول تشديد العقوبات ، بينما اكد رامسفيلد بان هدف الولايات المتحدة هو التخلص من صدام و ليس العقوبات ، اذ ان ذلك سيبعث رسالة لكل الشرق الاوسط عن مدى قوة اميركا . ثم تحدث تينيت عن انقلاب يمكن ان يحقق تلك الأهداف ، فرد عليه باول بان الولايات المتحدة لا تريد استبدال صدام بشخص عسكري مثله . عندها اقترح رامسفيلد دعم المعارضة العراقية و انتهى بالقول ان هدفه الرئيسي هو التخلص من اسلحة الدمار العراقية و ليس استبدال صدام. كان رامسفيلد يريد ان يجعل العراق عبرة للدول الاخرى لمنعها من امتلاك اسلحة كيمياوية و بيولوجية . و كما في الاجتماع الاول ، لم يتخذ اي قرار بشان الموقف الذي ستتخذه اميركا تجاه العراق . استمرت الاجتماعات حول العراق ، الا ان القرار الوحيد الذي توصلوا اليه هو جمع المعلومات عن برامج اسلحة الدمار الشامل العراقية . في 16 شباط اخبر بوش احد كاتبي خطاباته بانه سيتخلص من صدام ، لكنه لم يذكر كيف . في جلسة استماع مجلس السيناتورات قال نائب وزير الدفاع وولفويتز ان الإدارة تنظر في كيفية دعم مجاميع المعارضة مثل المؤتمر الوطني العراقي من اجل اسقاط صدام ، و كان المقترح يشمل خيار ارسال قوات لإسنادهم في حالة تمكنهم من اشعال انتفاضة ضد النظام . كذلك ذكر رامسفيلد الحرب للمرة الاولى و قال ان بالإمكان استخدام حادثة في منطقة حظر الطيران كتبرير لمهاجمة العراق . انقضى الصيف و لم يتم التوصل الى قرار بشان العراق . اجتمع مجلس الأمن القومي في حزيران للنظر في اساليب جديدة للضغط على صدام . ثم قام الرئيس الجديد لقوة الواجب بمراجعة خيارات الوكالة التي وجدت ان القوة العسكرية هي السبيل الوحيد للتخلص من صدام . في نيسان اقترح ريتشارد كلارك و جورج تينيت ضرورة ملاحقة القاعدة ، فادعى رامسفيلد بان هناك ارهابا آخر غير القاعدة مثل العراق الذي يجب ان تركز عليه الولايات المتحدة اكثر من القاعدة ، لكن الإدارة انقسمت بشان ذلك ايضا . من كل ذلك يظهر ان الرئيس بوش لم يكن يخطط لاحتلال العراق منذ تسلمه المنصب . الا ان احداث الحادي عشر من ايلول جعلت الإدارة تفكر في تغيير النظام في العراق . ترجمة المدى
بوش لم يخطط لغزو العراق إلا بعد 11 سبتمبر
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 09:24 م