وديع غزوانقرأت موضوعاً تحليلياً نشرته الواشنطن بوست ركزت فيه على العواقب التي يمكن أن يسببها انسحاب القوات الأميركية أشار فيه ثلاثة أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي إلى المخاطر التي قد تتعرض لها الديمقراطية في العراق التي قد تصل حد " السقوط ".
وبغض النظر عما أورده هؤلاء المسؤولون الأميركيون من تبريرات تتعلق بمشاكل وأمراض كثيرة انتابت العملية السياسية ، وبغض النظر عن مواقف الأطراف السياسية المعروفة من هذا الانسحاب ، فان الديمقراطية ، وبحسب رأينا المتواضع ، لن تسقط بعد أن ذقنا قليلاً من حلاوتها . ورغم ما تجابهه من مخاطر وتحديات عرقلت وتعرقل ترسيخ مفاهيمها بالشكل الصحيح ، إلا أن لا أحد يجرؤ على التصدي لها بشكل مباشر ، لذا قد يلجأ البعض إلى أساليب وطرق ملتوية يستر فيها عداءه لهذا المبدأ ،وهذا هو مكمن الخطر الأشد والذي ينبغي الخوف منه حقيقة . في تاريخ الشعوب ومنه تاريخنا العديد من التجارب عن أحزاب وأنظمة استباحت دماء شعوبها باسم الديمقراطية ، غير أن النتيجة أن سقطت الأنظمة وبقيت الشعوب تسعى ، بمختلف الوسائل لانتزاع حقها في حياة ديمقراطية ، تكفل لها حياة كريمة وآمنة . في العراق كانت تجربتنا بوجود المحتل قاسية ، لكننا هذه المرة لم نرهن مستقبلنا بيده أو نعول كثيراً على إطراف سياسية بعينها ، فبقينا نراقب ونشخص الأخطاء وننقدها ، دون أن ننجر إلى موقف يضيع علينا فسحة ما تحقق من ممارسات ديمقراطية بسيطة .. كنا نعرف أن هنالك أخطاء ارتكبت من الإدارة الأميركية بقصد أو بدونه أساءت إلى تجربتنا التي ما كنا نريدها على هذه الشاكلة، كما أننا كنا واعين لما يمارسه عدد من سياسيينا من أساليب مبنية على الكذب والخداع ولم تنطل علينا الكثير من حيلهم تلك ، لكنا لم نجد غير الصبر والأناة ليس لسواد عيونهم ولكن خوفاً ً على ما تتعرض له التجربة من مخاطر، من بينها السقوط ، كنا كما قال الأستاذ فخري كريم في لقاء متلفز مع الحرة ( أمام خيارين إما أن نعمل لإعادة بناء العراق وإمكاناته التي تسمح لنا أن نستعيد استقلال وسيادة العراق ، وإما أن نتحول إلى جانب تلك القوى الظلامية التي رفعت السلاح .. ) كان خياراً صعباً لكنها الضرورة، فذهبنا بإيمان إلى صناديق الاقتراع رغم علمنا بفساد عقلية عدد غير قليل من سياسيي الفرص السانحة ، فقط لنقول للعالم إن عصراً جديدا قد بدأت تلوح آفاقه في العراق . صحيح إن الديمقراطية ليست صندوقا انتخابيا فقط ، لكنه خطوة تضعنا على الطريق الصحيح . وانطلاقاً من هذا نقول ونحن واثقون إننا لن نرضى بأن تسقط الديمقراطية ، لأنها وحدها الكفيلة باجتثاث الفساد وإنهائه وهي القادرة على إجراء الإصلاحات والتغييرات الجذرية في بنية العملية السياسية وإزالة ما لحقها من تشويه ، لذا فالديمقراطية باقية وان من يسقط هو من يقف في طريقها ويعارضها مهما كان .
كردستانيات: لن تسقط الديمقراطية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 06:04 م