إحسان شمران الياسريفي غيرمرّة، يقولون إن مسؤولاً في الدولة غيّر مجرى نهر، ووضعه عند أرضه.. وتقع هذهِ (الحوادث) على هامش عمليات إصلاح أو تطهير أو كري.. ويبدو إن بعض هؤلاء المسؤولين من الذين نراهم في التلفزيون والذين يتختّمون بخواتم النبي ويتكلمون الهوينا ويلتمسون مناّ الدعاء.
وبعضهم من الأفندية الذين صاغت لهم الدنيا عالماً جديداً لم يكونوا يحلمون به.. فهذا كان محامياً وذاك مزارعاً والأخرى كانت طبيبة بيطرية، ثم فجأة أصبحوا نواباً ووزراء وقادة فيالق وفرق ورؤساء تحرير صحف ومستشارين. وكل واحد منهم يستطيع التأثير في سياسة الدولة وقراراتها ومجاري أنهارها.قد تكون تلك القصص ملفقة على مسؤول نزيه بهدف إسقاطه من قلوبنا وعيوننا، وربما جاء التصميم العمراني و(الجيوسياسي) للنهر فأصبح يمّرُ من باب (مضيفه)، ولكن القضية الأكبر، إننا نرى ونسمع، وتلك معضلة غير قليلة لمن يعمل في السياسة ويتطلع إلى الغد.ونحن (شخصياً!!) أعددنا ذاكراتنا ليوم عصيب على من نام في العسل، وبنى افتراضاته على زحمة اليوم الموعود، وهلاهل العراقيات والدين والمذهب، والقومية والعشيرة.. ومْنَ غيرّوا مجاري الأنهار، ووضعوها أمام مضايفهم يدركون إن تلك أمانة ليست في موضعها، وخيانة لا تخطئها المدارك. ولا يخفى إن فكرة تغيير مجاري الأنهار تنطبق على كل محاولات تغيير الوقائع وترتيب الأمور لكي تحقق منافع شخصية بدلاً من المنافع العامة.وستأتي اللحظة التي لا نحاسب المسؤول الذي غيّر مجرى نهرٍ لصالحه، بل للمؤسسات والموظفين الذين فعلوا ذلك.
على هامش الصراحة: إنهم يُغيّرون الأنهار
نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 06:17 م