ترجمة / عادل العاملتشترك الكتب و أعمال الشغب في تاريخ عاصف. و يخطر في البال في هذا الإطار ما كان يدعى بـ Bonfire of the Vanities ( و يعني اشعال النار في كتب معينة في العراء ) في عام 1497، حين قام جيرولامو سافونارولا و زمرة من الأتباع المتدينين بجمع تلال من الأدب “ الوثني “ و إشعال النار فيها. و بعدها بقرون، قامت مواكب من طلبةٍ ألمان على ضوء المصابيح بإحراق كنب منهوبة احتجاجاً منهم على ما اعتبروه لطخة التفكير اليهودي الزاحفة على ثقافتهم القومية.
أما في لندن عامَ 2011، فيستطيع محبّو الكتب،على كل حال، أن يتنفسوا الصعداء : فبالرغم من أعمال الشغب، ظلت الكتب في أمانٍ على رفوفها، و قوتها الماكرة متغافلة عما يحدث بلا اكتراث. فعندما يتعلق الأمر بالنهب، تخسر الكتب اللعبة لصالح بناطيل الجينز العالية الأطراف و مصنوعات أبل Apple-made و غيرها من الأدوات المعروضة في المحلات. و قد صرّح موظف بطريقة مازحة في إحدى مكتبات ووترستونز Waterstones في مانشستر في أثناء الشغب قائلاً إنهم سيبقون فاتحين المكتبة بالرغم من الاضطرابات، “ و إذا ما سرق هؤلاء بعض الكتب فإنهم يمكن أن يتعلموا شيئاً منها “، كما قال! غير أنه أصيب بخيبة أمل و لا بد، كما يبدو، إذ أن أحداً لم ينهب أيّاً من مكتبات ووترستونز و لم تُستهدَف غير مكتبة واحدة من مكتبات و. هـ. سمث W. H. Smith. و أعلن شخص آخر على الانترنيت أن المحل الوحيد الذي لم يتم نهبه على امتداد الطريق إلى حيث يسكن كان مكتبة ووترستونز! و كان الاستثناء المؤسف الوحيد في نجاة الكتب من اعمال الشغب مكتبة إحدى المثليات. فقد وصل العاملون فيها صباح يوم 8 آب ليجدوا نافذة المحل و قد هُشِّمت بصخرة و لُطِّخت الكتب المعروضة بالبيض. و لم يتعرض أي محل آخر للكتب في الشارع لأي اعتداء أو يؤخذ أي كتاب منه. و قال المدير المساعد، أولي لينارت، لمراسلي الصحف “ إن الذي أراحنا فقط أن الصخرة التي هشّمت النافذة لم يعقبها عود ثقاب “! و تحدث سيمون كي، و هو مالك شريك لمكتبة Big Green Bookshop في لندن،واصفاً في مدوَّنة المحل ذلك العنف و النهب بإنه “ أمر يتّسم بقصر النظر، و الجهل، و التساهل مع النفس، و الجشع “. و لم تكن مكتبته قد أصيبت بأي ضرر، لكن السيارات المحترقة و شظايا الزجاج المحطم ملأت الشارع. و قد أوهن عزيمته جو التهديد و الارتياب على نحوٍ واضح. “ فمن الصعب الاستمرار كالمعتاد، و قد قمنا، من قبيل الحيطة، بإلغاء مناقشات ( جماعة الكتب ) لدينا .. لكننا لن ندع ليلة العنف الفظيعة تلك تدمر الأمور “، كما قال. و لا بد أن مؤلفي الكتب حول العنف في لندن، مثل ( لندن العنيفة : 2000 سنة من أعمال الشغب، و التمردات و الثورات ) للكاتب كليف بلوم، يتطلعون إلى مبيعات متزايدة ( بقلب منقبض، بالتأكيد ). و سوف يُراق حتماً حبر كثير للكتابة عن جذور و أسباب هذه الثوَرانات الأخيرة. و لا يمكنني إلا أن أرى صور الأغلفة، بالشبّان المقنّعي الرؤوس و العناوين الفرعية الحمر. غير أن الرسالة الأساسية بالنسبة للمكتبات هي بالكاد أخبار الصفحة الأمامية : أن النهّابين، مثل أكثر المستهلكين التقليديين، سعداء جداً جميعاً لتجاهل سلعها المعروضة!■ عن / The Economist
وا أسفاه! لم تعد الكتب تستحق السرقة اليوم!
نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 06:44 م