محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاّب العراقيين ،بالباحث والمؤرخ صباح المرزوك،وأدار الجلسة الشاعر هادي الناصر الذي وصف المرزوك بقامة عراقية باسقة ،وأكاديمي متمرس ومرب فاضل ومؤرشف دؤوب . وناقد ومترجم وباحث متشعب في تأريخ الحلة ومبدعيها في الفكر والشعر والفلسفة والدين والأمثال والأمكنة والطبوغرافيا والتجارب والاقتصاد وكل مايمت للحلة بصلة ، وعمل وما زال يعمل بدأب صامت في تأريخ الحلة مقتفياً أثر الخطيب البغدادي بمؤلفه " تأريخ بغداد" , وابن عساكر في مؤلفه"تأريخ دمشق" , حيث خلد هذان العلمان مدينتيهما بتفاصيل لولاهما لما عرفناها الآن ، وضيفنا يرى أن الحلة لا تقل أهمية عن بغداد ودمشق.
تحدث صباح المرزوك عن مدينة الحلة التي عاش بها وتنفس فيها هواءها ، وقال هي عندي كالطفلة المدللة ، وأنا أرى الحلة مهد المرجعيات الدينية والثقافية فقد سبقت النجف بذلك ، ومن ذكرياتي فيها إني في الصف الثاني متوسط كنت ازور المكتبات الموجودة في الحلة ( المعارف ، الفرات ، الرشاد ، الطالب ) ،وكنت أفرح بالعيد حين يجيء لأنه يمنحني العيديات ، التي أحرص على جمعها لأشتري بها مجلات لبنانية ومصرية إضافة إلى الكتب ، وفي عام 1966 كنت طالباً في الإعدادية ووجدت في المكتبة كتاباً بعنوان ( معجم الشعراء العراقيين المحدثين ) لمؤلفه كوركيس عواد واستفزتني كلمة المحدثين فاشتريت الكتاب ، وكان بعدة محاور ، وقد اعتمد المؤلف على مصادر عديدة : عربية وتركية وايطالية وانجليزية ، وهذا الكتاب شدني وسحبني باتجاه القراءة ، فصار عندي فضول أن أعرف ماذا يقرأ الآخرون ، وكلما شاهدت كتاباً بيد أحد أسجل عنوانه ثم أبحث عنه ، وصرت أكتب وأنشر في الصحف العربية والعالمية . وتذكر المرزوك جدته قائلا: هي التي ربتني ، ورعتني أكثر من أمي ، وقد استفدت من هذه المرأة الكثير في مجال تدوين وجمع الأمثال الشعبية ، حيث كانت مصدري الأهم والمهم ، لأنها تحفظ المئات من الأمثال ، فضلا عن الحكايات الشعبية ، وهي التي ساعدتني في تأليف كتابي عن الأمثال الشعبية في العراق وبابل . الناقد علي الفواز وصف المرزوك بالمدرسة الأرشيفية ، ولديه منجز كبير في هذا المجال ، وهو من الجنود السريين الذين صنعوا تاريخنا الحديث وأحد الذين تركوا الكثير من الفائدة ، واعتقد انه ينتمي لجيل ينبغي علينا أن ننحني له جميعاً ،وحسناً فعلنا حين أعادنا صباح الى واجهة الثقافة لأنه يعزف بطبيعته عن الحضور الإعلامي ونحن بحاجة الى من ينظّم ويؤرشف حياتنا . وأشار د. خليل إبراهيم قائلا : لا أفوت فرصة لقاء صديقي صباح المرزوك ، الذي جاء به ملتقى الخميس الإبداعي إلينا اليوم ضمن واجبات اتحاد الأدباء الذي لابد عليه من أن يحتفي بمبدعيه ، وكان رائعاً وهو يعرّف صباح المرزوك ، فهذا الرجل -أي صباح -ميزته إنه متواضع جداً ولايجيد الحديث عن نفسه . وفي نهاية الحفل قدمت الشاعرة آمنة عبد العزيز للمحتفى به باقة ورد، فيما قدم له ألفريد سمعان الأمين العام لاتحاد الأدباء (لوح الإبداع) تثميناً لجهوده البحثية والأرشيفية .
صباح المرزوك في الخميس الإبداعي..بـاحث متشعّب في تـاريخ الحلّة ومبدعـيها
نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 06:46 م