عامر القيسي ته ايها العقيد في صحرائك وحيدا . منبوذا ومرتعبا مثل جرذ مذعور . ته مع نهاياتك الحتمية رغم تأخرها المهول ، يوم او يومين . شهر أو شهرين ، سترصدك نجمة هائمة بالحرية في سماء ليبيا . لتلتحق بصنوك صدام الذي ما زلنا ندفع ثمنا باهظا لحماقاته التي تشبه حد التطابق حماقاتك التي قادت الشعب الليبي الى اتون الصراع المسلح . وماتركه من آخر الحماقات والدلائل هو صاروخ حلبجة الكيمياوي الذي كان مع غيره سببا في ازهاق ارواح خمسة آلاف عراقي ،
رجلا وطفلا وامرأة دون تفريق . سترصدك نجمة الحرية في حفرة مثل مهيبك الذي لم يكن يرضى بغير النصر او الشهادة ، فعافهما معا من اجل حياة ذليلة في حفرة بائسة . قمر يهيم فوق ليبيا ينشد للحرية المشتهاة بالدم والدموع.. زنكة زنكة ياتيك الفتية الهائمون .. الحالمون.. الضائعون .. سيأتونك ايها العقيد ويسوقونك الى سوح العدالة كما فعلنا بصنوك ، عندها لن تنفعك خطاباتك الفارغة ، الم تقل بانك لن تغادر العزيزية الا شهيدا !! ياحسرتي على الشهداء النبلاء .. سيمنحك الليبيون بالتأكيد فرصة الدفاع عن نظريتك الثالثة الخرقاء وكتابك الاخضر الذي لايفهم منه غير هذيانات الجهلة . ته ايها العقيد في صحراء لن تمد لك يدا ولن تمنحك فرصة للنجاة و اعدك بان فقراء ليبيا ، الذين كانوا يبحثون عن الضوء في دهاليز حماقاتك ، لن يدعوك تفلت من القصاص ، فقراء ضاعت احلامهم في فوضى اوهامك ومتاهاتك . الشيء الوحيد الصحيح الذي قلته ياسيادة العقيد وملك ملوك افريقيا ، في مؤتمر قمة عربي ، لاأذكره لاني لااحفل بمؤتمرات الدجاج، قلت مخاطبا الرؤوساء والملوك والجنرالات وانت تتحدث عن مصير صنوك صدام " الدور جاي عليكم واحد واحد " والله هي نبوءة تحسد عليها، لكن غباءك منعك من ان تكون اول المستفيدين من النصيحة ، فكان الحري بك ان تصالح شعبك وتفتح امامهم ابواب الحياة والنهضة والحرية لتتجنب سقوطك المدوي هذا .لن تعود الى العزيزية ابدا كما ان صدام لن يعود للقصر الجمهوري وحسني مبارك الى القصرالرئاسي وكذلك زين العابدين بن علي ، اذهبوا عليكم اللعنة . الاكثردعوة للاستغراب ان لااحد من " القادة " العرب يتعظ بما جرى ويجري امامه ، بشار الاسد نموذج لتجلي الثقافة السياسية العربية في عدم الاعتراف بالاخرين الا من خلال نظارة لايشاهد من خلالها الا نفسه ، فهو الوطن و المستقبل والمواطنة والنصر والبطولة .ربما لم يعد اي مجال لاعادة المسرحية السورية فهي في فصلها الاخير ، لكن المجال مازال امام الملوك والمشايخ والجنرالات والرؤساء الباقين ان يتحركوا لفهم حقيقة الربيع العربي ، الذي تخشاه السلطة لدينا مرّة ومرّة اخرى تقول ان هذا الربيع قد انطلق من بغداد !
كتابة على الحيطان :تيهان العقيد..
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 08:39 م