المؤلف: البروفيسور جاسون بورج الكتّاب: الأميركيون اللاتينيون وسينما هوليوود ترجمة/ عادل العامل في آب 2009 ،انتقل البروفيسور المساعد جاسون بورج من جامعة فاندربيلت إلى جامعة تكساس في أوستن. وكانت إحدى مساهماته الأساسية في منهج المتخرجين والدارسين وفي المحيط الفكري لقسم اللغتين الأسبانية والبرتغالية ،هي بحثه في العلاقة بين الأدب والسينما، والثقافة الجماهيرية في أميركا اللاتينية ونصف الكرة الغربي. وكما يبيّن هو، " فإن معظم كورساتي للمتخرجين وغير المتخرجين يجب أن تتعامل مع الفيلم السينمائي بوجهٍ خاص، واستقبال الثقافة الجماهيرية في أميركا اللاتينية عموماً".
وقد نشرت دار روتليج كتابه، ( الكتّاب الأميركيون اللاتينيون ونهوض سينما هوليوود Latin American Writers and the Rise of Hollywood Cinema ) في عام 2008 ، وبعدها بسنتين صدرت طبعة ورقية الغلاف من كتابه المهم هذا. وتحلل دراسة البروفيسور بورج الطريقة التي ارتبط بها الكتّاب والمفكرون الأميركيون اللاتينيون بهوليوود خلال العقود الأولى من القرن العشرين. وقد قدمت سينما العقود الأولى من القرن العشرين علامات ملتبسة على شخصيات معروفة جيداً مثل هوراسيوكويروغا، وأليخوكاربينتير، وماريودي أندريد، بالإضافة لكتّاب أقل شهرةً مثل كارلوس نورييغا هوب ( المكسيك )، وفيرا زوروف ( تشيلي )، وغويليرموفيلاروندا ( كوبا ). إن وصول هوليوود إلى المشهد وضع هؤلاء الكتّاب وأمثالهم في حالة إلزام، مثلما شعر كثيرون بأنهم مجبرون على مضاهاة " الفنان artistry " من وسط تهيمن عليه دولة تفرض تحدياً رمزياً على الاستقلال اللغوي والثقافي الأميركي اللاتيني، إضافةً لسيادة الإقليم الجغرافية ــ السياسية geopolitical. وهكذا احتلت صناعة السينما موقعاً حاسماً في الصراع بين الجماليات والنشاط السياسي. لقد نظّم البروفيسور بورج دراسته عن طريق " الموضوعة والإقليم، بتلك الطريقة التي قدمت بها نصوص أولية بشكل طبيعي نفسها على امتداد المشروع ". وأضاف " أن إحدى الفوائد كانت أنني قد عملت آنذاك بحثاً معتبراً في الموضوع بينما كانت إحدى مختاراتي النقدية السابقة حول النقد السينمائي الأميركي اللاتيني المبكر . وفي الحقيقة، فإن كتاب ( الكتّاب الأميركيون اللاتينيون ونهوض سينما هوليود ) يستمد مادته من البحث الأرشيفي الواسع الذي تولاّه وهويحضّر كتاب (Avances de Hollywood  ) 1915 ــ 1945 ، وهومجلّد محرَّر يجمع معاً للمرة الأولى مقالاتٍ تطورية ونقدا سينمائيا لكتّاب ومفكرين من تلك الفترة. ويحلل البروفيسور بورج في كتابه ( الكتّاب الأميركيون اللاتينيون ...) بشكل مفصّل عدداً من الأعمال المهمة لكتّاب غير معترَف بهم أيضاً، مثل (XYZ) لكليمينت بالما، وهي رواية من الخيال العلمي البيروي يستنسخ فيها عالم مجنون لممثلات هوليووديات؛ ورواية ( هوليوود) لأوليمبيوغيلهيرم، وهي رواية أشبه بالسيرة الذاتية مستندة إلى تجارب الكاتب البرازيلي كممثل ومخرج في أفلام هوليوودية صامتة.وأخيراً، يؤكد بورج في هذا الكتاب أن الطبيعة النصّية المتبادلة intertextual لصناعة السينما المبكرة قد اعتمدت بشدة على الكلمة المطبوعة، وهي حقيقة وفرّت للكتّاب الأميركيين اللاتينيين  الفرصة لإعادة التأكيد على صلتهم الوثيقة بالميدان العام المتّسم بالحداثة على نحوٍ سريع عن طريق المواجهات أواللقاءات التوسّطية mediating بين هوليوود وجماهير المشاهدين المحليين. ويذكر البروفيسور بورج أن دراسته " لا تتفحص كثيراً الكيفية التي وسِّعت بها الهيمنة الثقافية الأميركية على مستوىً هائل من خلال الآلية الإيديولوجيشة للإمبراطورية غير الرسمية، وإنما تتفحص بالأحرى، وبشكل مركزي، كيف فاوض المفكرون الأميركيون اللاتينيون في الأول وعارضوا تلك الهيمنة. ومن هذه الناحية، فإن كتاب البروفيسور بورج يشكل مساهمة مهمة في دراسة الأدب الأميركي اللاتيني وعلاقته بوسائل الإعلام الجماهيرية ويقدم خارطة فاتنة لعملية " تكييف " وإعادة اختراع خيال هوليوود بين الكتّاب الأميركيين اللاتينيين في النصف الأول من القرن الماضي.