اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وباء يجتاح المدن والقرى اسمه الأميّة!

وباء يجتاح المدن والقرى اسمه الأميّة!

نشر في: 19 سبتمبر, 2011: 06:57 م

 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسف وقفت حسيبة في احد مراكز محو الأمية  لتكتب كلمة ( الرفق بالحيوان ) على السبورة وهي تحمل طفلتها  أمل  البالغة من العمر 4 سنوات والتي أبت الا ان تحضر مع أمها حتى وهي تتلقى دروسها وعندما فاجأت عدستنا كل من أمل وحسيبة لاذت الصغيرة بأمها واخفت وجهها في عباءتها ،
أما أم أمل فقد ابتسمت لنا وهي تشرح كيف استطاعت أن تهرب من مدينتها ( أبو غريب ) قبل سنوات، وكيف لاذت بأهلها في بغداد لتحتمي من أحداث العنف التي كانت جارية  عام 2006 وتختتم أم أمل حديثها قائلة: إنها تأمل الحصول على شهادة الدراسة الابتدائية من احد مراكز محو الأمية في أطراف بغداد ،  لتستطيع أن تعمل وتعيل ابنتها أمل ، بعد أن اختطف الإرهاب والد الطفلة. كشفت وزارة التخطيط أن شباب العراق يعاني من الأمية بنسبة محزنة تصل إلى 40% وقد يكون أحد أسباب انتشار هذه  الظاهرة هو عدم وعي الأسرة بضرورة انخراط الأبناء في التعليم ، إضافة الى الظروف المعيشية والأمنية والسياسية غير المستقرة التي عاشها المجتمع العراقي في الآونة الأخيرة ، وعدم وجود مدارس قريبة ، ونقص في عدد المدرسين بعد أن غادر بعضهم إلى خارج البلاد،إضافة إلى أن 22.9% من السكان يعيشون دون مستوى خط الفقر، بناء على احدث الإحصائيات والتقارير التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء العراقي ،لذا بات من الضروري أن تعمل الدولة على تخفيف هذه النسبة وإشراك منظمات المجتمع المدني للتقليل من هذه الظاهرة رغم أن العراق قد أعلن عام 1990 خلوه من الأمية .40% من الشباب أميّونأشار تقرير أعدته وكالات الأمم المتحدة إلى أن نسبة الأمية في العراق تبلغ 24%،منها 11% بين الرجال، وفي المناطق الريفية 25%،وفي المناطق الحضرية 14% ، واقر مجلس النواب مؤخرا قانون محو الأمية الذي حدد المشمولين به من عمر 15 سنة فما فوق من الذين لا يجيدون القراءة والكتابة . ووصف مفتش عام وزارة التربية مظفر ياسين خطوة مجلس النواب بمصادقته على قانون محو الأمية بأنها خطوة مهمة في تشريع قانون محو الأمية في العراق، مبينا أن الظاهرة بدأت تنتشر انتشارا كبيرا ، وان الوزارة ستعمل بجهود كبيرة للحد من من الظاهرة ، وقام الجهاز المركزي للإحصاء بمشاركة صندوق الأمم المتحدة للسكان والمشروع العربي لصحة الأسرة في جامعة الدول العربية بمسح شمل مقابلة 6730 أسرة عراقية، موزعة على جميع المحافظات بما فيها إقليم كردستان ، حيث شارك 15080 فردا من عمر 10- 30عاما،ومن نتائج المسح ظهر أن 2و39 %من الشباب العراقي بين الأعمار 25-30 سنة، لا يجيدون القراءة والكتابة ، ولم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة ، بسبب التحاقهم بسوق العمل ، وعدم وجود هدف محدد يريدون تحقيقه . وبين المسح أيضا أن الشباب بين الأعمار10 -14 لم يستكملوا تعليمهم  وبنسبة 9و13%، لأسباب اقتصادية ، وترك 51%،من الشباب بين 15-24 سنة، دراستهم لعدم الرغبة في مواصلة التعليم . وينص القانون الجديد على تشكيل هيئة عليا مستقلة لمحو الأمية ذات سلطة تنفيذية مكونة من جهات تربوية وعلمية عدة ولها فروع في جميع المحافظات، كما لها صلاحيات بإصدار عقوبات ضد المشمولين الذين يتخلفون عن الالتحاق بالدراسة من الفئات التي نص عليها القانون وتشمل المواطنين من أعمار 15-55 سنة من كلا الجنسين، ممن لا يجيدون القراءة والكتابة ، وستقوم الجهات ذات العلاقة ، بتنفيذ مهامها وإلزام الدوائر بوضع خطة تحدد فيها التزاماتها في ما يتعلق بالحملة ، وأكدت وزار ة التربية أن تكون الدراسة على مرحلتين تستمر كل منها على سبعة أشهر، تسمى الأولى الأساس، والثانية التكميلي وبينهما عطلة لمدة 15 يوما ، على أن تبدأ الامتحانات في نهاية كل مرحلة على دورين ،وتجري بصورة شفوية وتحريرية ويحق للحائزين على شهادة التكميلي في الصف الخامس الابتدائي مواصلة دراستهم ، ولهم الحق بالاشتراك في الامتحانات البكالوريا للدراسة الابتدائية . مبادرة وطنيةتحدث للمدى عبد الزهرة الهنداوي من الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط عن اليوم العالمي لمحو الأمية الذي صادف يوم الأربعاء الموافق 8/9 / 2011، حيث تم إطلاق المبادرة الوطنية لخفض نسبة 50% من الأمية، خلال 5 سنوات قادمة ، وقد جاءت هذه المبادرة على أساس المؤشرات التي حددت نسبة 19%، من العراقيين يعانون تفشي ظاهرة الأمية ، وأكد الهنداوي أن هذه النسبة تمثل الواقع الحقيقي وليس رجما بالغيب ، وحدد  أن 26%، من النساء يعانين تفشي الأمية وخاصة  في الريف حيث  ترتفع، عما هو في المدينة ، ولما كان التعليم احد أهم الركائز لخطط التنمية ، جاء الاهتمام بالتعليم ولمن فاتهم قطار التعليم في الصغر يمكن تداركه في محطات لاحقة واللحاق بركب العالم المتمدن ، فكلما كان الشعب متعلما تلاشت مشاكل البطالة والفقر وتراجعت معدلات الجريمة وانخفضت الأعمال الإرهابية ، لذا كان من الضروري إيجاد المبادرة الوطنية هذه ، وعما تناقلته الصحف من أن نسبة الأمية في المجتمع قد وصل حدها إلى 40% من الشعب العراقي ، أكد الهنداوي أن الرقم مبالغ فيه كثيرا..تربية الرصافةلما كانت وزارة التربية الجهة المعنية الأولى للحد من  تفشي ظاهرة الأمية، ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram