TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: إعلام يضحكنا وآخر يبكينا

وقفة: إعلام يضحكنا وآخر يبكينا

نشر في: 19 سبتمبر, 2011: 07:53 م

 عالية طالبليس جميلا ولا مهنيا ولا مقبولا ولا منطقيا ما يفعله إعلامنا المحلي بنا !! فقد  بات أشبه بقميص عثمان الذي نحمله وندور على الضفتين وقتما يروق لنا إيقاد الفتنة ونخبئه في الدواليب حسبما  يأمر صاحب الخزينة ، ورغم أنني أدمنت تسلسل أولوياتها في أجهزة بيتي كلها ،
ولم يفلت من ذلك إلا غرفة أحفادي الذين استعاضوا عن كل تشابكنا السياسي بمتابعة رسوم متحركة لا علاقة لها بالمذاهب وتعاليم كل واحد منها وهو ما متوافر تماما في فضائيات عربية متخصصة تبث الآن بكل تمحيص ودراسة ودقة ، غابة من الأنباء أستمع إليها في فضائية فأجد نقيضها في أخرى وثالثة تلغي الخبر والأول والثاني وتبتدع  جديدا يسحبني إلى ألم يدور في قلبي بكل حرية ولا أعرف الفكاك منه إلا بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم . ولنستعرض  بهدوء ما تفعله بعض فضائياتنا بنا ونحن نحمل مناديلنا بأيدينا بانتظار دمعة الفرح والحزن :--العراقية :- تدلق علينا فرحا  زاخرا بحجم البناء والإعمار والاستثمار والاستقرار وترصين البنى التحتية والمشاريع الضخمة والمستقبل المتخم بالتفاؤل الرائع وأضحك من ملء قلبي وأتساءل ترى هل يقصدون العراق أم بلد آخر؟-الشرقية :- أكاد أحزم حقيبتي من جديد بحثا عن  بلد يقبل بإقامتي وأتلفت صوب مقتنياتي وأتساءل ترى أين أخبئها بعيدا عن أيدي الإرهاب المتربص بي في أول شارع سأقصده !!-بغداد :- كلما تسلمت مكالمة هاتفية من والدي وهو يحثني على عدم تكملة  ساعات عملي والعودة للبيت سريعا كلما عرفت انه كان يتابع نشرة أخبارها .-البغدادية :- أمسح دموعي فتغرق حالا بأخرى وأنا أتذكر  البيانات العسكرية السابقة التي كانت تقول " بلغ حجم خسائرنا البشرية 800 شخص و10 مدرعات وخمس طائرات لم تستطع الطيران لاختفاء المدرج !!-الرشيد :- أشعر بأنني أتفرج على وضع بلدي من برج بابل المندثر دون أن استطيع الهبوط لإمساك الأرض التي  لا يعنيني الوصول إليها بشيء .-الفيحاء :- أستغرق مع متابعاتها واقع المرأة وحقوق الإنسان والمسؤول واللامسؤول وأتساءل ترى لماذا لا تضع كل هذا أمام المسؤول المباشر .-البابلية :- لا أستطيع برغم خبرتي الإعلامية الطويلة أن أفهم لماذا يغيب عنها رئيس الوزراء ويحضر نائبه بقوة حتى إنني لم اعد ادري أيهما الأساسي وأيهما النائب .-الحرية :- أجد فيها العربي والكردي دائمي الحضور ولا تدري إنها لا تستطيع بهذا التخصيص لهما والإغفال لغيرهما أن تنسيني أن في العراق أطيافا وقوميات وأثنيات نباهي بها كامل المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج.ولم أنس باقي الفضائيات ولكنني لا أفضل  تذكرها لأسباب لا تتعلق بالسياسة بل بالأخلاق العامة ، ولكن  يحق لي أن أتساءل ترى ما الذي يجعل مسؤولا محسوبا على تيار ديني معروف ومؤثر يمول فضائية  تروج للراقصات والراقصين والمغنيات والمغنيين بشرط أن يكونوا من ذوي الدرجة العاشرة !!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram