عامر القيسيالتهديدات بين السياسيين كتلا وافرادا لم تتوقف ولم تهدأ ، وهي تهديدات تتعلق بالفساد المالي والارتباط بشبكات ارهابية ودعم الميليشيات بل وحتى تنظيم مافيا الجريمة، فضلا عن اتهامات العمالة لهذا الطرف أو ذاك .
أقول لو اخذنا كل هذه الاتهامات على محمل الجد واعتبرناها حقيقة ، لهالنا حقا منظر طبقتنا السياسية ، لان احدا منهم سوف لن يكون خارج واحدة من التسميات ، فاما ان يكون فاسدا يعني لصا رسميا واما يده ملطخة بدماء العراقيين لدعمه الارهاب تحت اسم المقاومة الشريفة ، أو مسؤولا عن ميليشيات خارجة عن القانون قتلت وذبحت حتى اتخمت، واما عرّابو مافيا الجريمة والتهريب !! لو اننا صدّقنا كل الاتهامات ، وهي صورة في افضل حالاتها تجعلك تغسل يديك اكثر من مرّة من امكانية نهوض هذا البلد بهذه الأيادي والوجوه .الغريب في الامر ان الجميع يتهم ويهدد بالكشف والفضيحة والتسقيط السياسي لكننا لم نسمع غير الكلام والصراخ خلف المايكرفونات . المالكي اتهم اكثر من مرّة برلمانيين بالإرهاب ولم يكشف شيئا ، ولا ندري لماذا صمت ، وعلاوي يتحدث عن وثائق للفساد تخص الحكومة ورأسها ، ولم نر شيئا ، والكرد هددوا بالكشف ان اتفاقات اربيل الحقيقية ولم يفعلوا . الجميع يهدد ثم يصمت ثم يعود مرّة اخرى الى نفس النغمة ! لماذا ؟ لاشيء غير التكهنات .آخر الصراعات في عالم الاتهامات السياسية تلك التي اطلقها النائب جواد الحسناوي عن التحالف الوطني يوم السبت، عندما اتهم الاميركان برعاية بعض اطراف القاعدة ، وهذا شيء تقليدي عند ساستنا ، لكن الحسناوي وجه ناره الى بعض النواب الذين يدافعون عن الاميركان ويمنعون الحسناوي من كشف الحقائق . لكن السيد الحسناوي مثلا ، لم يقل لنا لماذا لا ينشر الوثائق ومن المؤكد ان تحالفه لديه اكثر من وسيلة اعلام ، بل ان تحالفه من اكثر الكتل التي بيدها وسائل اعلام خاصة ورسمية ، من كان يمنعه من ذلك ؟ فلديهم الصحف والفضائيات ومحطات الراديو والمساجد والحسينيات ، ولا احد سيمنع السيد الحسناوي ان يبرز وثائقه ليصدق الناس ان كلامه ليس من نوع التهديدات التي تعود سماعها المواطنون . يقول انه ارسل الوثائق الى احدى الفضائيات لكنه لم يذكر اسمها ، ولنفترض ان تلك الفضائية امتنعت عن نشرها لتحمي نفسها مما هو اعظم . فما بال فضائيات احزاب التحالف لا تتبنى هذه المهمة النبيلة والشرعية والانسانية والاخلاقية ، لكي نعرف كمواطنين أين الحقيقة فنتلمس الدروب الصحيحة والسليمة ونكون موقنين ان بين سياسيينا من لا يسمعنا الجعجعة ولا يرينا طحينا .أيها السادة لاشيء يخيف في الشارع ، ان الطريق الوحيدة لمساعدة العراقيين هي ان تقولوا الحقيقة بالوثائق التي لديكم ، لان احتقان الشارع بسبب التهديدات التي تنذر بمستقبل اسود ، وليس كشف الحقائق التي تبعد العملة الرديئة من ساحة العمل السياسي في بلادنا .لننتظر من يفعلها !
كتابة على الحيطان: اكشفوها وخلصونا!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 19 سبتمبر, 2011: 08:05 م