نعمان المحسن أقبّل يد الوقت لأنه أعطاني شجاعة النجوم/ وهي ترتعش من بعيد لتهز ظلام الليل/ أقبّل يدها للتي مرت بطيئة من السوق/ وهي هائمة كالصبر مع الخوف الذي تشم رائحته/ وتنسى بانكسار التذكر الذي يدور في بيتها ....
القدح المذهب/ قدح ارتشاف الليالي/ مكسور في زاوية حزنها/ تتأمله بحزن مخيف/ لولدها الذي يلعب باصفرار وجنتيه الذابلتين ككلمات خرساء/ ولكنها مع كيس الخوخ/ ومع النساء المتلهفات لأصحاب الدكاكين المراهقين/ تمشي في زقاقها بطيئة .لا أريد أن أصل البيت/ رائحة الخوخ بألوانه الأرجوانية الوقحة/ ينظر من خلف الكيس المائع الذي ثقبته أحزانها الصامتة، هي صاحبة العباءة النظيفة/ وصاحبة الصمت المتوجع/ حين رأيتها وأنا في باب البلابل الخرساء .أيتها المرأة ياعذوبة العذاب/ يا خوخ الخراب والذي يخرج من كيسه الأسود حمرة من تجاعيدأنت البطيئة لا تصلي بيت الاكدار/ القدح المذهب شظايا لأقدامك الترفة/ لا تصلي/ ابقي على هذا البطء/ ابقي في زقاق الخوخ/ مع الغليان الهادئ/ الزقاق سيطول لك/ لأنه أرحم من البشر/ ولعباءتك النظيفة كالليل/ تهفهف بهواء الخريف اللذيذ/ والذي يهز صدرك العاقل والمشتهي/ تحت سواد عباءة كأنها شراع/ مزرعتان من كروم ذهبية/ تسيل انهار من خمر/ تملأ قدحك الذي كسرته الحسرات/أين أنت ياعاصر الأعناب ؟/ أين لياليك الجديدة في كل دقيقة؟/ أين قطاف أصابع الاشتعال؟/ أين ذلك الليل الذي لا تنتهي نيرانه الدافئة؟/ أين أنت ؟ وكان الخوخ يذقب الكيس المزيف/ ويجن من أسئلتها المشتعلة/ ومن ذكريات سود/ - مساء الخير واستدارت كالفرس الذي أيقظه الصوت المفاجئ - عفوا .....- إن خوخك يتساقط لأن الكيس مثقوب نظرت إلى خوخها الأرجواني الوقح وهو يطرز ممر الزقاق .- شكرا.....ولملمت معها الخوخ المتساقط والحزين والذي كان يسمع أحزانها/ بكيس جديد بلون أحمر/ كنت أحتفظ به يومياً لأني كنت أعرف بأن سيأتي يوما ألمُّ معها ونحن منحنيان أشمّ أنفاسها الساخنة وأقول لها:سنلّم خوخ المساء.....
نـــص :وحدها.. تلّم الخوخ
نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 07:19 م