اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات المدى في القاهرة :تواشيح وأنغام بين حي الحسين وخان الخليلي

يوميات المدى في القاهرة :تواشيح وأنغام بين حي الحسين وخان الخليلي

نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 07:51 م

 القاهرة/ يوسف المحمداوي يقولون أن السفر متعة وأنا أقول بأنه لوعة، نعم لوعة لنا نحن العراقيين الذي حبانا الله على امتداد التاريخ باحتلالات وغزوات وفتوحات لم نجن منها غير الخراب والدمار لبلد أقل ما يقال فيه أنه مهد الحضارات، فأين نحن من عالم يتسابق في الوصول إلى أعلى زقورات العالم بالتطور والرقي،
 وأنا أتسابق مهرولاً إلى الوراء المظلم بفضل بعض الساسة الذين لا يجيدون غير قيادة الوطن باتجاه المجهول، نعم وأنا أشاهد القاهرة، التفاتاتي صوب الحبيبة بغداد لم تنقطع بل تنهال عليّ كالمطر.. لأصرخ بكل وجعي.. حبيبتي يا فريسة النهر.. سيجرد الله الأرض من الفصول، أسدلي جفونك ولا تنتظري سواك.. حبيبتي.. امنحيني مسافات ابعد.. لأسعد خطواتي بدنو الأمل.. أو الأجل.. لا فرق كلاهما يتشابهان حين ينحني الشعر... القاهرة التي يقطنها 17 مليون نسمة، أي حوالي ربع سكان مصر، تنقسم إلى ثلاثة أحياء رئيسة بالنسبة للسائح، الأول هو القاهرة الإسلامية الذي يضم العديد من المتاحف والمساجد والقلاع الإسلامية، أما الثاني فهو القاهرة المسيحية، ويحتضن هذا المرفق الكنيسة المعلقة وبرج نابليون وكنائس عديدة، ككنيسة مارجرجس والقديسة بربارة، وكذلك المتحف القطبي، أما القاهرة الثالثة فهي الفرعونية والتي تضم مدينة اون التي تقع في شمال القاهرة، ومدينة منف عاصمة الفراعنة وأهمها آثارها أهرام خوفو/ وخفرع ومنقرع، وأبو الهول ومركب الشمس، أو ما يسمى بسفينة خوفو الذي تحدثنا عنه في الحلقة السابقة.السلام على الحسينواليوم يأخذني صديقي ودليلي الشاعر ماجد موجد باتجاه القاهرة الإسلامية وبالذات إلى حي الحسين الذي يقع فيه مسجد سيدنا الحسين بن علي عليه السلام، وسمّي الحي باسمه تيمّناً بابن بنت الرسول (ص) الذي يعتقد الناس بأنه يحوي رأس الإمام بعد استشهاده في موقعة كربلاء المشهورة، واختلفت الروايات بشأن الرأس الشريف، فمنها تقول إنه دفن في كربلاء، وروايات أخرى تقول إنه في المدينة، والبعض ذهب الى أنه مدفون في دمشق أثناء وصوله إلى يزيد بن معاوية في الشام والبعض يقول إنه دفن في مدينة الرقه بسوريا، ورواية أخرى تقول في مدينة عسقلان الفلسطينية، لكن المتعارف عليه في العراق هو أن الرأس دفن مع الجسد بعد عودة الإمام زين العابدين بن علي إلى كربلاء ليقوم بمراسيم الدفن في ما يسمى (مرد الروس)، وهي إحدى الشعائر التي يقوم بإحيائها المسلمون في العراق.مسعود العمارتلي كان حاضراً أما الدولة الفاطمية فقد قام بناؤها وقوتها على تقديس أهل البيت، وقد يكون بناء مسجد الإمام الحسين (ع) والقول بأن الرأس مدفوناً هناك هو لإضفاء شرعية وجودها والقيام بتلك الشعائر، لذلك بنى المسجد كما يقول الشيخ حسين محمد وهو أحد سدنة المسجد في العهد الفاطمي سنة 1154 ميلادية، في عهد الوزير الصالح طلائع وتم العمل بإشرافه المباشر.وأنت تتوجه إلى المكان تشعر وكأنك متجه إلى كربلاء، فالمطاعم تسبق الباب الرئيس للمسجد، وكذلك المقاهي والباعة المتجولون الذين ينتشرون في كل مكان، أوصاني صديقي ماجد أن لا أرد على أي بائع أو بائعة، لأن مجرد سؤالك  عن سعر بضاعتهم، يرغموك على الشراء شئت أم أبيت.. جاء أحدهم وهو شاب لم يتجاوز الـ (15) عاما، وكان يبيع أقراصا لمطربين، وقارئي قرآن فقلت له هل لديك تسجيلات غنائية للمطرب (مسعود العمارتلي) رد عليّ متسائلاً (مين ده)؟.. قلت له مطرب عراقي قديم (أنت بتهزر معاي)قلت له.. لا وحياة النبي.. كنت أعرف جيداً بأنه لا يملك أشرطة للمرحوم (مسعود العمارتلي)،لأن شبابنا لا يعرفون من هو، فكيف بشاب مصري قد يكون سمع بكاظم الساهر أو سعدون جابر، لكن ليس من المعقول أنه يعرف (مسعود)، ولكني اتخذت ذلك الموقف لأثبت لصديقي ماجد بأني قادر على تجاوز ما حذرني منه.. مطعم نور المالكي وعندما اتجهنا صوب الباب.. على اليسار استوقفتني لافتة خطت على أحد المطاعم وما أكثرها، مطعم نور المالكي قلت مع نفسي هل يمكن لرئيس وزرائنا أن يشتري مطعماً هناك والتفت الى ماجد مستفسراً، هل هنا قبيلة بني مالك أيضاً، ضحك وقال كلا يا يوسف أنه المذهب المالكي، وقلت مع نفسي بالطبع لا يمكن للمالكي أن يبني مطعما هناك لعدم تمكنه ماديا من ذلك، ولكن كما عرفناه طيلة حقبة حكمه الماضية والحالية بأنه قد يبني سيطرة أو سجنا أو مركزا جديدا للطب العدلي، أما مطعما فمن المستحيل.. وصلت الباب الممتلئ بالمتسولين وأول ما وقعت عليه عيناي عند الباب حديث الرسول الذي نردده دائما في العراق (حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط)  ملابس ومقتنيات الرسول       خلعنا الأحذية وسلمناها للأمانات التي عند الباب، لتنعم العيون بروعة العمران وقدسية المكان، أعمدة من الرخام الأبيض تمتد على طول باحة المسجد، وبواقع خمسة أعمدة في العرض وضعفها في الطول، ويقع في منتصف المسجد، المحراب الذي يتوسطه منبرا من الخشب، وتبهرك السقوف والجدران الخضراء التي تملأ المسجد، فضلا عن الصور التاريخية التي تؤرشف ملابس ومقتنيات الرسول (ص) وآل بيته الأطهار، فضلا عن ثوب زفاف سيدتنا فاطمة (ع) وعباءتها..وقرب المنبر وعلى يساره مباشرة هناك ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram