□ عن: نيويورك تايمزمازال ديك تشيني، نائب الرئيس السابق، يواصل كتابته حول حرب العراق، فقدادعى في إحدى المقابلات بأنه كان المقرر الأول لإدارة بوش خلال أحداث ايلول و أن الجيش رفض أوامره بإسقاط الطائرات المدنية التي ضربت برج التجارة، و ليس هذا فقط و إنما لم يخجل من الكذب بشأن كيفية سقوط العراق في حرب أهلية بعد إسقاط النظام المباد.
جاء ذلك ردا على انتقادات كولن باول له كنائب للرئيس ، حيث قال باول " تشيني يقول باني تهاونت في واجبي و لم أوضح رأيي للرئيس . هذا كلام فارغ ، فالرئيس يعرف باني أخبرته برأيي في ما يتعلق بكل القضايا . ربما نسي السيد تشيني بأني أنا الذي قلت للرئيس ( إذا أردنا الحرب في العراق فيجب أن نستعد لها بالكامل و ليس للصفحة الأولى منها فقط ) في الوقت الذي لم يكن فيه السيد تشيني و غيره مستعدين لما حدث بعد سقوط بغداد ". كما يجب ان نتذكر ان السيد تشيني هو الذي اخبر اميركا بان الصراع في العراق مازال مستمرا و ان العنف يتصاعد . و بالطبع لم نكن نسيطر على كل شيء" . يقول تشيني ان القرار الوحيد الذي أشعل فتيل العداء هو تعيين بول بريمر حاكما مدنيا في العراق و الذي لم يسمح لأفراد الجيش العراقي السابق بالمشاركة في الحكومة المشكلة حديثا . و بعد أن اخرج بريمر بقايا المسؤولين ممن كانوا قبل الحرب قام بحل الجيش السابق و وزارتي الدفاع و الثقافة و غيرهما من المؤسسات الامنية ، مما ترك حوالي 400 ألف من منتسبي الجيش بلا عمل بالاضافة الى ألفين من موظفي وزارة الثقافة . أجريت صفقة بين بريمر و القيادة العسكرية للحفاظ على السلام الهش في العراق . المعروف عن بريمر أن له تاريخا في نشر عدم الاستقرار في البلدان و تفكيك مؤسساتها دون حتى استشارتها . في اجتماع المجلس حول العلاقات الخارجية عام 2004 ، قال الجنرال بيتر بيس نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة بان قرار حل الجيش العراقي تم اتخاذه دون تدخل هيئة الاركان المشتركة ، و اضاف " لم يطلبوا توصيتنا او مشورتنا "، مما ادى الى غضب افراد الجيش العراقي السابق ، و ما كان منهم إلا أن حملوا السلاح . إن اكبر الأخطاء كان حل الجيش العراقي في مايس 2003 . لقد كان قرارا اتخذه بضعة رجال – خاصة بريمر كحاكم مدني للبلاد – و معاونه والتر سلوكومب ، دون مشورة او علم اي شخص له معرفة ميدانية بالموقف . يبدو ان بريمر و سلوكومب كانا يعتقدان بضرورة إضعاف الجيش العراقي رغم ان البعض قد أوضح بان بريمر و سلوكومب قد خلطا بين الجيش و بين الحرس الجمهوري . كان الحرس الجمهوري يتكون من موالين لحزب البعث ، أما الجيش العراقي فقد كان قوة عسكرية محترفة حاولت دائما المحافظة على مسافة بينها و بين نظام صدام . عندما بدأت الحرب ، تراجع الجيش الى الارياف تاركا الحرس الجمهوري يتحمل العبء الاكبر من القتال . عندما انتصر الاميركان – حسب لورنس ولكرسون رئيس اركان كولن باول – أبدى ضباط الجيش العراقي رغبتهم بالعمل مع المحتلين ، لكن بدلا من ذلك فقد تم تجريدهم من مناصبهم . نتيجة لذلك خسر ما يقارب 500 – 800 الف رجل ( 7 – 10 بالمئة من القوة العاملة العراقية ) وظائفهم ، و كانت لديهم اسلحة . يقول تشارلس فرغسون " كان قرار حل الجيش العراقي هو الذي خلق اعمال التمرد في العراق أكثر من اي قرار آخر ".rn■ترجمة: عبدالخالق علي
تشيني مستمر فـي مذكراته: تعيين بريمر أشعل فتيل الأزمة

نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 08:57 م









