علي حسينأخيرا انتصرت قوات دولة القانون الباسلة واستطاعت أن تحرر الوطن من الغزاة الغاصبين أمثال صباح الساعدي. واستبشر العراقيون خيرا وهم يتطلعون الى النائب علي الشلاة يلقي البيان رقم واحد من قبة البرلمان وقد جاء فيه : بعد الاتكال على الله وبهمة الغيارى والنشامى من أبناء دولة القانون وبمساعدة القضاء العادل استطعنا أن نصدر مذكرة اعتقال بحق العميل صباح الساعدي
الذي تجرأ ووجه نقدا إلى مقام معالي رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه من كل مكروه وجنبه خبث الحاسدين والشامتين ، بعد هذا البيان الثوري انطلقت أسراب الخبراء تحلل الحدث التاريخي وتسلط الضوء على الإنجاز الكبير، ولا أستبعد أبدا أن تتسابق مراكز الأبحاث الإستراتيجية على عقد ندوات ومؤتمرات تحمل عناوين ضخمة من نوعية " وأد الفتنة في ارض العراق " وربما تأخذ المسألة أبعادا عالميه فيتوسع العنوان إلى " الآثار الناجمة عن خطر فايروس صباح الساعدي وانعكاساته على مستقبل حلف الناتو." ولأن الأمر بهذه الأهمية التاريخية فإن ما يدعو للدهشة أن الشعراء والملحنين لم يتفاعلوا مع الحدث حتى هذه اللحظة، ولم نسمع أو نشاهد بعد مرور 24 ساعة على الانتصار العظيم أغنية وطنية واحدة توثق هذه اللحظة التاريخية النادرة، ما يجعلنا نتحسر على أيام الصحاف الذي كان يستدعي المطربين فيتحفوننا بأغنية بعد كل خطاب للقائد الضرورة ، لا أدري أين اختفت مثل هذه الروح الوطنية الوثابة في لحظة الانتصار العظيم على صباح الساعدي ومن قبله هادي المهدي ومعه متظاهرو ساحة التحرير ، فلم تُخلّد هذه الأحداث شعرا وفنا وغناء، إن عظمة هذا الانتصار تنبع من أنه أثبت لأولئك المعترضين على سياسة رئيس الوزراء أنهم توهموا أن السيد المالكي بشر مثلنا ، يخطئ ويضحك ويبكي ، فيما الواقع يقول انه ملاك هبط من السماء لينقذنا من واقع مظلم ، واعتقد الساعدي ومن هم على شاكلته أن أعضاء دولة القانون موظفون لدى الشعب من حقه ان يحاسبهم وان يوجه لهم النقد إذا ما قصروا أو أخطؤوا ، فيما الواقع يقول ان الشعب يعمل لخدمة أشاوس دولة القانون ولهذا يصبح غريبا ان يخرج مشاغب مثل الساعدي لينفذ أجندة خارجية ضد ملائكة الحكومة ومقربي السيد المالكي " للأسف اليوم يشعر العراقيون جميعا ان لا وجود للدولة طالما أن ملائكة دولة القانون مصرون على الإمساك بالساعدي وتقطيع يديه وقدميه ورقبته والذهاب بجثته إلى مجلس القضاء الأعلى ، لا توجد دولة طالما الحرب لا تزال مشتعلة في البرلمان من اجل أن يستحوذ رجال دولة القانون على معظم مؤسسات الدولة دون أن يستطيع احد إيقاف هذه المهزلة حتى الآن.عندما ينتحر القانون وتسود القوة لا يمكنك أن تتحدث عن قوام دولة.. وعندما ترى كل هذا الحشد من القوات في ساحة التحرير كل جمعة، بينما حفلات الدم اليومية لا تتوقف في مدن العراق ، نتأكد ان مرضا خطيراً أصاب مفاصل المجتمع العراقي. ولا شك أن الجميع يعلم أن من أسباب انهيار نظام صدام أن السلطة استقرت في مخدع رجل واحد حول نظام الحكم من تشكيل سياسي إلى تشكيل عصابي ، هذا النظام الذي انتهى بعد ان قدم العراقيون انهارا من الدماء يسعى البعض من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة للعودة به من جديد من خلال إقامة أصنام جديدة تركع أمامها الناس ليل نهار، ان المفارقة الأفدح في المشهد أن يصدر أمر القاء القبض على الساعدي، فيما يرفل قتلة هادي المهدي في بحبوحة من العيش في ظل حماية من القانون نفسه.
العمود الثامن:" قانون " دولة القانون
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 09:44 م