خاص - المدىخياطة الملابس النسائية مهنة قديمة في المجتمع العراقي، ولكن في الغالب يطغى الطابع الشعبي عليها، وأثبتت أنها الملاذ الآمن للكثير من النساء اللائي فقدن المعيل، حتى أن منظمات المجتمع المدني المتخصصة في قضايا المرأة المتعددة والمتنوعة ساعدت في ازدهار هذه المهنة من خلال تدريب الأرامل وغيرهم بشكل مهني. وعندما قادت الناشطة أحلام علي مهمة تدريب النساء على فن الخياطة في العامة بغداد، كانت مقتنعة بأنها تعطي مجالا لتقليل معاناة  المرأة العراقية.
وتبدو مهنة الخياطة محملة بالصعاب حيث لم تجد أم حيدر بعد مقتل زوجها عملاً ملائماً لها لتوفير مايحتاجه أبناءها سوى أن تستقبل أهالي المنطقة وتحديداً نساؤها ( لخياطة ملابسهم ) فتقول: لم أرى أفضل من هذه المهنة لتوفير لقمة العيش لفرط ما مرَّ بي من أيام قاسية، مؤكدة أنها لا تستطع أن تعمل بمهنة أخرى لأنها غير حاصلة على أي شهادة دراسية. وتصف أم حيدر حكايتها مع هذه المهنة فتقول: في البداية كنت اعاني من قلة الزبائن ومع مرور الوقت اصبحت معروفة، وبات اهالي الحي ومعارفهم واقربائهم يتصلون بي عن طريق الهاتف النقال لحجز مواعيد لهم لخياطة ملابسهم.  مشيرة على الرغم من إنها باب رزق لها ولأطفالها، إلا أنها متعبة جداً، وتتطلب مجهود جسدي وفكري كبيرين، كما أن استمرارية عملي كخياطة سبب في إصابتي في العديد من الأمراض منها ضعف بصري، إضافة إلى الآم الرقبة والفقرات. وان حاولت ترك مهنة الخياطة لفترة فلن يكون هناك مورد زرق لأبنائي. أم حيد لم تكن المرأة الوحيدة التي تمتهن هذه المهنة في الأحياء والأزقة منها الشعبية والراقية.rnفقدان المعيلمن جهتها أكدت الخياطة أم آية في أنها تعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاماً بسبب عوق أصاب زوجها أقعده عن العمل، مما أضطرها الى تحمل المسؤولية بدلاً عنه. وفي مناخ آخر وصفت أم نوال هذه المهنة بأنها ( مهنة الخايبات)أي بمعنى أن التي تقدم على العمل بها تكون قد لاقت المرار في حياتها.مشيرة إلى هذه النسوة تتشابه معاناتهن من حيث فقدان المعيل في الوقت ذاته يعشن في صراع توفير لقمة العيش لأطفالهن، بينما هن لا يملكن أي شهادة أو فرصة تعليم تؤهلهن للعمل بمهنة أفضل. وترى أم نوال هؤلاء النسوة يعشن بعرق جبينهن اليومي، ومنهن من لم يستطعن الأستمرار في هذه المهنة للمشقة التي تلاقيها المرأة والجهد في الخياطة، فيما نجد نساء اخريات أصبن بامراض اقعدتهن عن العمل.