TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: ربـع بلنـكـو

نص ردن: ربـع بلنـكـو

نشر في: 21 سبتمبر, 2011: 08:24 م

 علاء حسن قبل ايام قليلة عرضت احدى الفضائيات برنامجا  بنظرها فكاهياً، اثار سخط واستياء مجموعة من الاشخاص  شاهدوه بالمصادفة ، لم يحفزهم على الضحك ، بل عبست الوجوه من مستوى الانحطاط والاسفاف والتهريج ، وهذا رأي الجميع بلا استثناء ، ووصل الحد باحدى السيدات الى ان تبادر بالاتصال هاتفيا بأحد معارفها العاملين في القناة ، لتنقل له ردود افعال اكثر من 15 مشاهدا من مختلف الاعمار شاهدوا البرنامج .
البرنامج شارك فيه " اساتذة فنانون " ومحور الحديث كان يدور عن شرب "البلنكو " والاستاذ كما كان يخاطب احدهم الآخر ، اغلب الظن  من نتاج ما كان يعرف بموجة المسرح التجاري التي انتعشت في عقد التسعينيات ، فخلفت النجوم الجدد ، بعد ان غاب عن الساحة المسرحية العراقية رجال المسرح الحقيقيون.تلك الفضائية المعروفة بمهنيتها ورصانتها وخطابها المستقل، واتساع جمهورها ومتابعيها ، لانها واحدة من نوافذ العراقيين للإطلالة على الحياة المدنية ، تجاهلت دراسة اهداف البرنامج قبل اعداده وبثه ، ومثل هكذا برامج كثيرة في فضائيات عربية وخصوصا الخليجية .في مقال نشر في الصحف الاماراتية لأحد كتابها ، اكد فيه تاثير التكنولوجيا الحديثة في فقدان فئة عمرية حددها بين 6-17 سنة لمهارات معرفية بسيطة ، وذكر ان التلميذ الاماراتي وعلى الرغم من دراسة العلوم باللغة الانكليزية واجادته استخدام الحاسوب  ،  يستعين بالحاسبة للجواب على سؤال  عن ناتج 6×6 ، واشار كاتب المقال الى  انعكاس برامج الفضائيات على السلوك  الشخصي ، وخاصة لدى الفتيات في سن المراهقة ، في تقليد تسريحة هذه المذيعة ، وحركات مقدمة البرنامج الفلاني ، واختتم الكاتب مقاله بدعوة الفضائيات باعتماد خبراء تربويين ومتخصصين بعلم النفس  واساتذة الاعلام للاستعانة بخبراتهم قبل اعداد البرامج .التلفزيزن العراقي ربما يكون الاقدم في المنطقة العربية، وذاكرة المشاهدين مازالت تحتفظ ببرامج صندوق السعادة، والرياضة في اسبوع ، والعلم للجميع والسينما والناس  وغيرها ، والجهات الحالية المسؤولة عن ادارة الفضائيات ، تعرف سر نجاح تلك البرامج . بعد انتهاء "البرنامج الفكاهي " خاض الحاضرون في تلك الجلسة نقاشا طويلا عريضا عن جدواه وما حققه من تاثير في نفوس المشاهدين ، احد الحاضرين قال ان ابناءه الثلاثة الصغار يجهلون التحدث بلهجتنا الدارجة ، ويستخدمون الفصحى في كلامهم " نتيجة متابعة افلام الكارتون ، وهم يعانون سخرية الآخرين من حديثهم ، مما جعلهم يخشون الاقتراب من اطفال باعمارهم ، وعلى افتراض ان هذا الاب شاهد البرنامج الفكاهي مع ابنائه الثلاثة فماذا يقول حينما يوجهون له  السؤال لمعرفة معنى"  بطل البلنكو" بلا شك انه سيقع في حيرة وسيخون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram