TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > استراتيجيات التربية الحديثة وإعداد المعلم

استراتيجيات التربية الحديثة وإعداد المعلم

نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 08:22 م

حسين علي الحمدانيدائماً ما كنا نطرح في الحلقات النقاشية وورش العمل التربوية مسألة إعداد المعلم وفق آخر مستجدات المناهج التربوية وطرائق التدريس الحديث بما يؤمن وجود معلم متابع لما يحدث في العالم من تطورات علمية وتربوية من الممكن أن تساعده بشكل كبير في مهنته التي تتطلب التواصل والإبداع والمواكبة.
وربما كانت السنوات الماضية لا تسمح بسبب الأوضاع الأمنية من أن تقيم وزارة التربية ومديرياتها العامة دورات تقوية للمعلمين والمدرسين بما يتناسب والمناهج التدريسية الحديثة التي دخلت مدارسنا، ولكننا وجدنا في عامنا هذا وجود بوادر لتطوير المعلم وإعداده بالشكل الصحيح والسليم وهذا الشيء يجعل الكثير منا يتفاءل بالمستقبل. لهذا فإن التركيز يجب أن يتم في برامجنا لإعداد المعلم أن نحدد ما الذي ينبغي عمله في سبيل إعداد المعلمين لعملهم بما يتلاءم والقرن الحادي والعشرين، فإذا نظر إلى التدريس باعتباره نقل معلومات للتلاميذ،  فإن المرء يستطيع أن يقدم الحجج بأن المعلمين لن يحتاجوا لأكثر من إتقان المعرفة بالمادة الدراسية بحيث يستطيعون أن يلقوا دروساً. ومن السهل لهذا النوع من التدريس أن نخرج المعلمين من كليات الآداب والعلوم،وقد يكون هذا إعداداً كافياً لهم،ولكن إذا كنا في حاجة إلى معلمين قادرين على ضمان تعلم ناضج للتلاميذ الذين يجيئون إلى المدرسة بمستويات مختلفة من المعرفة السابقة، وأنهم يتعلمون بطرق مختلفة، فإن المعلمين في حاجة إلى أن يكونون مخططين يعرفون قدراً كبيراً من المعرفة عن عملية التعلم ولديهم حصيلة كبيرة من استراتيجيات التدريس،خاصة وإن المدرسة العراقية الآن تضم صفوف تربية خاصة، ويافعين،وبطيئي التعلم،وبالتالي فإن مهام المعلم لم تعد تقتصر على التلقين فقط بل تتطلب أن يعرف المعلم احتياجات التلميذ النفسية والصحية وكيفية التعامل معها. ومن يتابع تاريخ التربية سيجد بأن  كليات التربية وأقسامها قد تعرضت لنقد شديد خلال القرن الماضي، خاصة بعد أن تم دمج مدارس إعداد المعلمين في أقسام الجامعات، وظهور ما يسمى " توحيد مصدر إعداد المعلم "، ويبدو أن كثيراً من برامج إعداد المعلم تفضل النظرية على التطبيق إلى حد كبير،ومن الانتقادات التي توجه لبرامج إعداد المعلم التقليدية عدم كفاية وقت الإعداد، وطرق التدريس غير المهمة أو السيئة، والتجزئة في المعلومات والعناصر التي يتم دراستها أو منهج التعلم السطحي.ويشكو العراق من نقص الكفاءة المهنية للمعلمين وقصور خليفتهم العلمية والثقافية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وأسباب ذلك معروفة للجميع، منها أسلوب اختيار المعلمين الجدد وتخلف طرق تأهيلهم، وعدم مداومة تدريبهم، وعدم توفر الحافز لديهم،وهذا يعني حاجتنا الماسة إلي تغيير جذري في سياسة تأهيل المعلم العراقي، والتخلص من الأساليب القائمة على التلقين واستبدالها بأساليب التعلم الجديدة القائمة على إشغال جميع حواس التلميذ بعد أن ظل التعليم مقتصراً على حاستي السمع والنظر في العقود الماضية. والإستراتيجية التي تقترحها لإعداد معلم مدرسة المستقبل تبنى على تحديد معايير علمية وتربوية وثقافية وصحية ملائمة لانتقاء المعلمين تمكن من ترغيبهم بعلمهم وتحفيزهم لتطوير ذواتهم وخبراتهم،وكذلك التدريب الميداني خلال سنوات الدراسة لفترة كافية داخل المدارس، علاوة على شكل فصول مصغرة داخل مؤسسات الإعداد مع الملاحظة المستمرة من قبل أساتذة المناهج وطرائق التدريس، وأيضا مواكبة المعلم نفسه للتطورات التي تحصل في مفاهيم التربية والتعليم ومحاولة تسخيرها في مهنته.  ويتطلب الأمر كذلك إدخال مقررات جديدة في المعلوماتية وطرائق استخدام التقنيات الحديثة في التعلم ضمن مناهج إعداد المعلمين.  ومن الضروري أن يتم تكثيف الدورات الخاصة بتغيير المفاهيم القديمة إلى مفاهيم وأهداف تربوية جديدة تتلاءم ومتطلبات العصر مع التأكيد على تفعيل دور المعلم ورفع قدراته من أجل تمكينه من أداء مهمته على أكمل وجه. وأخيراً فإنه بالعمل لا بالشعارات، يمكن أن نعد معلماً – معلم مدرسة المستقبل – قادراً على بناء السلوك البشري ومواكبة ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، وأن يحقق مطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،ولن ننجح في بناء هذا السلوك بدون تنظيم وتنسيق بين المؤسسات التعليمية والتربوية وسائر المؤسسات مثل وسائل الإعلام، الوزارات الساندة لوزارة التربية مثل :الصحة والتخطيط والمالية وغيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram