اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > هنا بغداد.. الشوارع تزدحم بالعاطلين

هنا بغداد.. الشوارع تزدحم بالعاطلين

نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 08:37 م

 بغداد/ سها الشيخلي تصوير/ادهم يوسفصرخ العامل فاضل بوجهي  في إحدى ساحات العاصمة التي نطلق عليها (المسطر) عندما علم بمهمتنا ، ثم خطف القلم من يدي وألقاه على الأرض وداسه بقدمه، وواصل صراخه متهماً الصحافة بأنها ساكتة عن الحق ،
وان البلد يُسرق ويُنهب ، و يطفو على الازبال ويخيم عليه الظلام ويتسوّل ربع سكانه ، والصحافة ساكتة ، فهي على حد وصفه، إما أن تكون جبانة أو متواطئة ، وبعد أن هدأ فاضل قلت له إن الصحافة ليست جبانة ولا هي متواطئة بدليل أننا هنا معكم ونستمع إلى شكواكم لنقلها إلى الرأي العام . قال فاضل بسخرية: أي رأي عام تتحدثين عنه ؟. أين منا ذلك الرأي العام الذي تقصدينه ؟. الأمية أم البطالة أم الإرهاب الذي ينهش أجسادنا؟!.دول الجوار تدخل كيلومترات عديدة لتنهب أرضنا وتهجر أهالي القرى  والرأي العام ساكت. تحلق حولنا زملاء فاضل في العمل وهم يبررون ثورته ، ويعتذرون بالنيابة عنه فقال احدهم : سامحيه .. فقد جاء من محافظة الديوانية الأشد فقرا بين مدن العراق، باحثا عن عمل فهو (صبّاغ دور) ماهر، إلا انه منذ أسبوع يجلس هنا في انتظار فرصة عمل قد تأتي أو لا تأتي.انه صاحب عائلة كبيرة وله أب معوق حرب ، وقد باع كل أثاث منزله وجاء  للبحث عن العمل .فاضل البالغ من العمر (40 سنة) معلم مفصول من مدرسته لأسباب سياسية ، كونه يحمل فكرا نيرا. إلا أن معاملة إعادته الى الخدمة تحتاج الى رشوة مقدارها 1000 دولار ..فلا تغضبي من فاضل فهو يعاني البطالة .rn أرقام وهميةتكاد لا تخلو التظاهرات  في الوقت الحاضر سواء في بغداد أو في المدن الأخرى ، من المطالبة بالحد من البطالة وإيجاد فرص عمل للعاطلين الذين ازداد عددهم بشكل يهدد المجتمع العراقي ، ولا ننسى أن تظاهرات الباحثين عن العمل قد ألهبت الشارع العربي في ثورات الربيع ، التي وصفها بعض حكامنا بالخريف ، وتعد البطالة  محليا من اعقد واخطر الملفات التي تواجه  الحكومة الآن. ومع أن كل الأرقام المعلنة من قبل بعض الوزارات بشأن وجود درجات شاغرة  ، يبقى الأمر محض وعود، الغرض منها إنعاش الآمال في إيجاد فرص عمل عبر سراب تضعه الحكومة أمام  العاطلين ، لكن حتى هذا السراب صار (كليشة) لا يثق بها العاطلون ، ولم تنطل عليهم فهي في نظر العاطلين إن وجدت ستخصص وفق محاصصة تلك الدوائر.   وخلال تظاهرات يوم الجمعة سألنا احد المتظاهرين إن كان يثق بوعود الحكومة في توفير فرص عمل لهم، فقال جبار (24) سنة: أصبحنا لا نثق بأحد ، بل حتى إذا كانت هناك فرص فهي  قليلة  وسوف تدخل تحت الجذر التربيعي ويتم الالتفاف عليها لتعطى الى المقربين من تلك الكتلة او الحزب في الوزارة المعلنة عن تلك الدرجات المبالغ في عددها ،  ويخرج الغالبية بخفي حنين ، حتى سئمنا الوعود ولم نعد نثق بأحد. عاطل آخر (مطشر، 26 سنة)، يقول انه جاء من محافظة الناصرية باحثا عن العمل بعد ان ترك زوجته وطفله لدى أخيه على أمل الحصول على عمل لكنه لم يعثر عليه لحد الآن ، ويؤكد مطشر انه يقيم لدى شقيقته التي تعيش في بيوت مبنية  من البلوك والصفيح في منطقة العبيدي القريبة من جسر ديالى وقد تعب من كثرة السؤال عن العمل، علماً أنه يعمل في البناء (عمّالة) وعندما يدركه الوهن ينام على الرصيف أو تحت المجسر  القريب من المسطر  وانه عادة لا يتناول سوى وجبة واحدة (ما جعلنا ندفع له وجبة اليوم)،  ولا ننسى أن البطالة كانت وراء إشعال فتيل التظاهرات التي ألهبت الشارع العربي مؤخرا ، وهي بالتأكيد تلهب الشارع العراقي حاليا ، إن لم تتدارك  الحكومة نفسها وتجد الحل السريع لهذه المشكلة المستعصية ، ومع كل الوعود المطمئنة ، إلا أن الباحثين عن العمل لم يحصدوا سوى قبضة من الريح .rnالبطالة والجريمة تُعد ساحة العروبة في مدينة الكاظمية  إلى جانب  ساحات أخرى متناثرة في بغداد ، محطات لتجمع الباحثين عن العمل من مختلف الأعمار ، والذين يشكلون صورا لا تخطأها العين ، فالنظرات منكسرة ، والآمال مبعثرة والفرص نادرة في الحصول على العمل والانتظار الممل و الصبر النافد لترقب فرصة قد لا تأتي  أبدا . في البداية عندما علم رجال المسطر بمهمتنا قال لنا احدهم  بتهكم  وهو ينفث دخان سيكارته : وماذا عساكم ستفعلون ؟.هل تظنون أن الحكومة لا تعلم بنا ؟.  التفتنا إلى احد الجالسين في ذلك المكان وسألناه ، منذ متى وأنت هنا تبحث عن فرصة للعمل ؟. أجابنا الرجل بألم: منذ عشرة أيام  وأنا اجلس هنا احرق السكائر واحرق معها كل أمل في الفوز بفرصة عمل. وتابع أبو طارق  (30 سنة) ، تم تهجيري من (أبو غريب) واسكن الآن في منطقة يقال إنها تابعة الى امانة بغداد، وانا بنظر القانون متجاوز وهذا يعني أنني مهجر ومتجاوز وعاطل أيضا عن العمل ولا املك شبرا واحدا في بلد يلاحقني بكل الطرق ليقول لي إنني مواطن لا استحق العيش بشرف ونزاهة . إن قوانين بلدي وإجحافها بحقي تدفع الكثيرين إلى الج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram