نيويورك/ وكالاتقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبا امس الجمعة الى الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبارها عضوا في المنظمة الدولية.ويسلم عباس رسالة الى المنظمة الدولية يطلب فيها الانضمام اليها قبل فترة قصيرة من القاء خطابه امام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي يعقد للبحث في الطلب.ويخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعية العامة بعد خطاب عباس، حيث يتوقع ان ينتقد الخطوة الفلسطينية ويرفضها.
وتعارض الولايات المتحدة واسرائيل الخطوة الفلسطينية، وتقولان أن الدولة الفلسطينية يمكن أن تتحقق عبر المفاوضات مع إسرائيل.وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما لعباس امس الاول الخميس ان واشنطن ستستخدم حق النقض (الفيتو) لاجهاض الطلب الفلسطيني، الا ان عباس اصر على الاستمرار في تقديم الطلب.تركيز دبلوماسيالرئيس باراك اوباما"الإسرائيليون والفلسطينيون، وليس نحن، هم الذين عليهم التوصل الى اتفاق حول القضايا التي تفرق بينهما، الحدود والامن واللاجئين والقدس"."وتبدأ الإجراءات الدبلوماسية بتقديم عباس طلب الاعتراف بالدولة خطيا للامين العام للامم المتحدة بان كي مون.وفي حال وافق بان كي مون على الطلب، سيدرسه مجلس الامن الدولي ويصوت عليه.وتتطلب إجازته الحصول على موافقة تسعة من اعضاء مجلس الامن، البالغ عددهم 15 دولة عضو، بشرط عدم اعتراض اي دولة من الدول دائمة العضوية، وعددها خمسة هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.وقد يستغرق تصويت مجلس الامن عدة اسابيع، وربما لا تحتاج الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو، اذ تنشط واشنطن واسرائيل داخل اروقة المنظمة الدولية لاقناع اعضاء المجلس بالتصويت ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المزمعة، او الامتناع عن التصويت على الاقل.حل وسط لكن الجهد الفلسطيني يركز بالدرجة الاولى على تنشيط الامور باتجاه اعادة الحياة الى عملية السلام المتوقفة مع الاسرائيليين، منذ نحو سنة.وقال الرئيس الامريكي، في خطابه الاربعاء الماضي امام الجمعية العامة، ان "الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس نحن، هم الذين عليهم التوصل الى اتفاق حول القضايا التي تفرق بينهما، الحدود والامن واللاجئين والقدس".من جانبه، حاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ايجاد حل وسط عبر الاقتراح بقبول الامم المتحدة فلسطين دولة غير عضو، اي اعلى من صفة مراقب واقل من صفة العضوية الكاملة، لتسهيل وضع جدول زمني محدد لمحادثات السلام.ويتضمن المقترح الفرنسي مدة شهر لبدء المفاوضات، وستة اشهر للبحث وحل ملفين رئيسين، هما الحدود والامن، ومدة عام لوضع اللمسات النهائية على اتفاقية شاملة كاملة.رؤية اوباما يشار إلى أن التصويت على دول غير أعضاء، وهو وضع شبيه بوضع دولة الفاتيكان، لا يحتاج الى توصية لمجلس الامن، بل اغلبية بسيطة لا يستخدم فيها الفيتو. ويحاول المفاوضون في اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة) العمل على تحديد اطار عمل يسهل التوصل الى اتفاق لاطلاق محادثات السلام مجددا، على اساس رؤية اوباما للدولتين على حدود ما قبل الخامس من يونيو/حزيران من عام 1967 باتفاق على تبادل محدود للأراضي.ويقول الفلسطينيون ان محاولتهم الحصول على اعتراف المنظمة الدولية بهم دولة قائمة جاءت بدفع من الربيع العربي، ونتيجة سنوات من الاخفاقات والفشل في محادثات السلام.وعلى الرغم من أن مسألة اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية تظل قضية رمزية في مجملها، يرى الفلسطينيون أنها ستقوي وتدعم موقفهم في محادثات السلام.