عامر القيسيانشط حركة في البلاد تستهوي سياسيينا ، هي الاجتماعات ، وهو الشيء الوحيد الذي لاخلاف لديهم بشأنه ، رغم اعترافات الكثير منهم انها اجتماعات بلا فائدة ، وبالنسبة للجمهور فهي بلا نتائج ، اي بلا اشياء ملموسة على ارض الواقع تنقل حياته من حال الى حال . الكثير من هذه الاجتماعات تنتهي ببيان ايجابي وتصريحات متشابهة من ان الاتفاق قد تم على الكثير من النقاط ، لكننا نفاجأ بعد دقائق من الاجتماع ان النواب ورؤساء الكتل سرعان ما يدلون بتصريحات نارية تؤكد ان الاجتماع لم يحقق اهدافه ،
وان النقاط العالقة ما زالت عالقة ، ولكن اين ؟ لااحد يفسرلك سبب العلقان ولا يريح بالك المشغول دوما باجتماعات ساستنا ، لانك عزيزي المواطن المنكوب بهم ونحن معك مازال الامل يتلاعب بين جوانحنا من ان شيئا يمكن ان يحصل ينقذ البلاد من رطانة طبقتنا السياسية وهوسهم بالاجتماعات. خذ اتفاقية اربيل مثالا نموذجيا ، والتي على ضوئها تم تشكيل حكومتنا العتيدة ماذا نتج عنها ؟ توزعت الكراسي ، لكن اتفاقات تحريك العملية السياسية ما زالت موضع خلاف ، مجلس السياسات الستراتيجية ، المادة 140 ، المشاركة الحقيقية في القرار السياسي ، الاستحقاقات المحاصصاتية في مؤسسات الدولة ، كل شيء بقي عائما وعالقا وموضع خلاف . فاذا كان السادة قد اتفقوا مثلا في اتفاقية اربيل على مجلس السياسات ، فهل استجد شيء ليكتشف المالكي انه غير دستوري مثلا ! وهل اكتشف علاوي مؤخرا انه لايمكن ان يكون فوق الرئاسات مجتمعة ، وعلى مايبدو فان السيد علاوي قد نفض يديه من السياسات الستراتيجي ليبحث عن قيادة المجلس الاتحادي للثروة النفطية !!المثيرفي الامر ان هناك اصرارا على استمرار الاجتماعات على الشاكلة نفسها ، بدل البحث الجدي عن سبب عدم تحقيق الاجتماعات السابقة لاهدافها المعلنة على الاقل ، ونقول المعلنة لان الكثير من النواب والسياسيين يقولون لنا لاتصدقوا ما نقوله في الاعلام فالكلام الحقيقي هو الذي يجري في الغرف المغلقة !!هل المطلوب بقاء الحال على ما هو عليه حتى الانتخابات المقبلة لترتيب الاوضاع من جديد بعد الاعلان عن مليونية التزوير من قبل وزير التجارة ؟ ومن هي الكتلة او الجهة التي من مصلحتها بقاء الحال كما هو عليه الآن ؟ في عالم الجريمة يقولون لك الخيط الأول لاكتشاف الجريمة هي البحث عن المستفيد .ولكن من هو المستفيد؟المواطن بات يعتقد ان الجميع مستفيد من هذا التوقف والتوترات السياسية وتوالد الازمات سواء على مستوى قوى داخلية او دول الجيران ، وان امام القوى المتصدية للعملية السياسية وبيدها القرار والحل والربط ، ربما فرصة اخيرة للتخلص من هوس الاجتماعات والشروع بتنفيذ الاتفاقات بروح المسؤولية الوطنية وليس الانانية الحزبية والطائفية ، ربما يكون هذا هو الحل والفرصة الاخيرة!
كتابة على الحيطان: اجتماعات ساستنا .. جعجعة بلا طحين!
نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 09:36 م