حازم مبيضين متأخرة جداً استيقظت اللجنة الرباعية وبعد أقل من ربع ساعة على تقديم محمود عباس طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، لتدعو الفلسطينيين والاسرائيليين إلى لقاء في غضون شهر, لوضع جدول زمني ونهج تفاوضي, يقضي بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية العام المقبل على أبعد تقدير, وطالبت الطرفين بتقديم اقتراحات متكاملة بحلول ثلاثة أشهر بشان الأمن والحدود, على أن يحرزا تقدماً جوهرياً خلال ستة اشهر, وفي ( الوقت المناسب )
ينعقد مؤتمر دولي في موسكو لتقييم مدى التقدم في المفاوضات, وفي ( تاريخ غير محدد ) سينظم مؤتمر للجهات المانحة لفلسطين, والمؤكد أن هذا العرض الغامض والبائس ليس أكثر من محاولة لتطويق تداعيات الطلب الفلسطيني.لم يكن غريباً أن تسارع وزيرة الخارجية الاميركية, إلى دعوة طرفي النزاع إلى اغتنام اعلان الرباعية لاستئناف المفاوضات, معتبرة العرض بأنه تعبيرعن القناعة الثابتة للأسرة الدولية, بأن السلام العادل والدائم, لا يمكن أن يتم إلا من خلال المفاوضات, ولم تكن غريبة الاستجابة الفلسطينية الأولية للدعوة, فهم كانوا على الدوام مستعدون لتحمل مسؤولياتهم, بموجب خارطة الطريق والقانون الدولي، لكنهم هذه المرة يشترطون أن تتحمل اسرائيل مسؤولياتها, فتتوقف عن الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة, والمهم أنه للتعبير عن جديتهم في التعاطي مع كل ما يطرح, فإن القيادة الفلسطينية ستدرس بيان الرباعية, لإعلان موقفها النهائي منه.مهم جداً أن نلاحظ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أن السلام لن يتحقق من خلال قرارات الأمم المتحدة - التي وصف قاعاتها بالمظلمة أو السوداء- وحذر من أن الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة, سيعزز ما أسماه الإرهاب الإسلامي, وسيجعل إسرائيل أقل أمناً, وهو بذلك يعزف على وتر حساس بالنسبة للغرب, لكنه يفصح عن هدمه لأول مدماك في جدار السلام, وهو الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 67, وهو مع كل هذا التعنت لم يخجل من دعوة الفلسطينيين للإعتراف بيهودية دولته, مثلما لم يخجل من رفض حقيقة أن جوهر الصراع هو قضية الاستيطان. في مواجهة كل هذا التعنت ومحاولات استغباء العالم, كان الإعتدال شديد الوضوح في كلمات الرئيس عباس, حين أعلن أن الفلسطينيين يمدون أيديهم إلى الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام, وحين أكد أن تحركه الأخير لا يستهدف عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها، بل اكتساب الشرعية لقضية شعبه, من خلال نبذ العنف ورفض الإرهاب، وتمسك منظمة التحرير بكل الاتفاقيات مع إسرائيل, وخيار التفاوض وفق القرارات الدولية، مع الاحتفاظ بحق الفلسطينيين بمواصلة المقاومة السلمية الشعبية للاحتلال.بيان الرباعية المؤيد من إدارة أوباما المتصهينة, والذي كان مرفوضاً من من موسكو حتى اللحظة الأخيرة , وبالرغم من قبول الفلسطينيين الأولي له, ليس أكثر من بيان صادر عن مكتب نتنياهو في القدس المحتلة, وليس أكثر من محاولة التفاف, تقودها واشنطن, وتسخر لها الرباعية الدولية, لإجهاض التحرك الفلسطيني الدبلوماسي الذي يحظى بدعم دولي غير مسبوق حتى وإن عارضته الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها وفلك سياسات نتنياهو, وسيأتي يوم ولو كان بعيداً, يدرك فيه العالم كم خسر, حين لم يغتنم فرصة وجود محمود عباس رئيساً لمنظمة التحرير.
في الحدث :الرباعية وواشنطن.. محاولة للالتفاف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 24 سبتمبر, 2011: 08:23 م