 السليمانية / شانو غريب قال المهندس المعماري المشرف على ترميم سراي السليمانية إن  مشروع عملية ترميم وإعمار بناية السراي القديم تحولت إلى  التنفيذ وستتحول البناية حسب التصميم الجديد إلى متحف تراثي للمدينة، بمبادرة من عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني  السيدة هيرو إبراهيم احمد، فيما انتقد شاعر شاب عدم اهتمام الإدارة بالمئات من البيوت القديمة للمدينة .
وقال المهندس المعماري ريباز محمود للمدى: إن مراحل إزالة السمنت والجص من جدران البناية والتصميم قد انتهت والفرق تعمل في مرحلة التنفيذ في بناية السراي القديم التي تتكون من طابقين مضيفا" البناية ستتحول إلى متحف تراثي تحوي متحفا فلكلوريا، و صالات عرض للأفلام والمؤتمرات الصحفية ،فضلا عن دار للضيافة لبعض الضيوف الرسمية للمحافظة " مؤكدا" إن البناية ستعيد تصميمها القديم بكل تفاصيله ". وأشار المهندس إلى  أن الفرق المشرفة على ترميم السراي قد اعتمت على المئات من الصور القديمة وذاكرة الجيل الذي عاصر تلك الفترة ومازال بعضهم يتذكر الشكل القديم لها قائلا" بين يدينا صور للبناية كذلك اعتمدنا على مشاهدات الجيل القديم الذي عاصر تلك الحقبة من عمر المدينة "وانتقد الشاعر الشاب "كوران " إدارة المدينة لإهمالها المئات من البيوت القديمة وتحولت تصاميمها أو هدمت وبنيت عليها أبنية لاتحمل البعد التراثي في تصاميمها مضيفا " بعد كل ما لحق بالأبنية القديمة من تحولات نرى بناية السراي ترمم وتعيد شكله المتألق " متابعا" ننتظر بشوق كبير افتتاح هذا المشروع التراثي للمدينة لتعيد ذاكرتنا إلى الأماكن القديمة المعروفة بتصاميمها التراثية الجميلة" مطالبا" منظمات المجتمع المدني والحكومة معا  القيام بحملة توعية بهدف التعريف بآثار وتراث المدينة ومنها هذه البناية التي هي شاهد على الحركة السياسية في المدينة فترة ما لايقل عن 200 عام"وقال عضو مجلس محافظة السليمانية ورئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ المشروع هوشيار رسول محمد للمدى إن سراي السليمانية يحمل بعدا تاريخيا لهذا تم إدراجه على لائحة الأبنية المحمية مضيفا" تمت الاستشارة بخبراء متخصصين وشهود عيان والاعتماد على صور قديمة وخرائط ،مضيفا" إدراج السراي كبناية محمية وإعادة ترميمه هو لموقعه المتميز في ذاكرة الأجيال". وكانت السيدة الاولى في العراق هيرو إبراهيم احمد قد دعت ممثل مكتب اليونسكو في العراق في تشرين الثاني من عام 2009 للتشاور والاستشارة  معهم حول  ترميم المباني التاريخية في محافظة السليمانية وطالبتهم بالدعم التقني لحماية الأبنية التراثية.وقال المهندس إن مسؤولين في اليونسكو زاروا البناية بصحبة السيدة الأولى هيرو إبراهيم احمد وقدموا للفريق ملاحظاتهم حول البناية وكيفية حماية تصميمها القديم  مضيفا" يتم الترميم حسب المعايير الدولية في حماية المباني الاثرية بحيث تمت إزالة الجص والسمنت عن الجدران، طابوقة طابوقة". يذكر إن مجلس محافظة السليمانية قد خصص مبلغ (1.717) مليار دينار لعدد من المشاريع الأثرية والتاريخية في المحافظة . منها مبلغ  1.3 مليار دينار لإعمار مبنى (سراي السليمانية). كما خصص مبلغ (419) مليون دينار لتجديد بيت القائد الكردي التاريخي ملك محمود الحفيد ، (380) مليون دينار لإعادة بناء قلعة دربندخان الأثرية ، و(60) مليون دينار لعمليات التنقيب في موقعي (ميرقولي) و(حصن بازيان) للحفاظ على المواقع الأثرية. وتعتبر بناية السراي وسط مدينة السليمانية من أقدم الأبنية في مدينة السليمانية. فقد كانت مركزا إداريا لحكومة الشيخ محمود الحفيد، ومقرا عسكريا للجيش البريطاني ،حيث سكنه الميجر سون. وبني السراي حسب شهود عاصروا تلك الفترة بعد بناء مدينة السليمانية قرابة 50 عاماً. وبنيت مدينة السليمانية بقرار من الأمير الباباني إبراهيم باشا بن أحمد باشا الذي وضع حجرها الأساس لها سنة 1784 ميلادية وتم  البناء سنة 1875، كي تتحول إلى مركز إمارته بعد أن كانت عاصمة الإمارة في 30 كم شمال شرق السليمانية.