عادل العامل كان هناك عند منصة في خيمة قرنفلية اللون لوح كبير يفخر بروائي فائز بجائزة بوكر، هو بين أوكري، و شاعر فائز بجائزة بوليتزر، يوسف كوميونايكا، و الملحق الثقافي الأميركي المحلي و مدير مهرجان ستوريموجا هاي Storymoja Hay الذي أُقيم في العاصمة الكينية نيروبي في أيلول الماضي. غير أن الصوت الأكثر قوةً جاء من جمهور الحاضرين. " إن لكينيا مشاكلها، لكن ذلك لا يعني أن الثقافة يجب أن تموت هنا "، كما قال فنان الكتب الهزلية الشاب نيامويا من نيروبي، " فالثقافة يمكن أن تكون الشيء الذي ينقذنا "، وفقا لما جاء في تقرير بنجامين سيتشر عن الحدث الثقافي.
فكون نيروبي بحاجةٍ إلى الإنقاذ أمر بادٍ للعيان من دون شك : فصور النار و هي تلتهم أحد أحياء الفقراء مؤخراً كان لها دور المذكِّر الفوتوغرافي بمدى الفقر الذي تظل أجزاء العاصمة مغمورة به. و لكن إبداعياً، كما يرى نيامويا، فإن نيروبي لم تكن أبداً أغنى، قائلاً " إنها مدينة رائعة "، بينما كان يحثني على إعطاء ظهري لأعالي المركز المهدمة و مواجهة العمارة الجريئة الجديدة القائمة على جانب تل يشرف على قرية خيام المهرجان، " إنها تشبه باريس في ثلاثينيات القرن الماضي "، كما قال.لقد كان هناك بالتأكيد ما يشبه الصالون الأدبي في ما يتعلق بالجو السائد في هذا اليوم الأول من المهرجان ــ إن استطعتَ أن تغض الطرف عن حشود لقالق الماريبو الغريبة المكرمشة الأجنحة و هي تزدحم في الفضاء فوق الموقع، و هو ملعب رياضي قديم. و كان في إحدى الخيم الروائي البريطاني الشاب هاري كَنزرو في ندوة تجمعه مع 30 كاتب قصة قصيرة كيني مفعمين بالطموح. و كان أحدهم يعترف قائلاً " إن معظم القصص التي أكتبها قصص حزينة "، فيرد عليه كنزرو مبتسماً " و كذلك أنا ". و راح يستشهد بأشباح موباسان، و همنغوَي، و تشيخوف، و كارفر، و يصب الفاصوليا على أسرار العمل الغريبة لزملائه الكتّاب، مثل ديفيد ميتشل ( الذي يكتب رسائل لنفسه من شخصياته )، و جوناثان سافران فوَر Foer( الذي حين تربكه الأفكار، يتحول إلى لعبة البنغ ـ بونغ ). ثم قال لجمهوره " هناك أن يُنشر لك، و هناك أن يُدفع لك " ــ و هذان أمران مختلفان. و يجب أن يكون هدفك الأول هو النشر. و أنت كاتب حقاً فقط إذا كان لك قرّاء "، و كان بين أوكري يهز برأسه وسط الحاضرين موافقاً على ما يقول المتحدث.و كان الكاتب و الرسام النرويجي ستيان هول قد تحدث مبكراً في اليوم نفسه عن فن إبداع كتب الأطفال المصورة الصعب، و تأثير ثقافات الشعوب على طبيعة نهاية قصة الأطفال و أحداثها. فالبعض يريد نهايةً سامية، و البعض يشعر بالحياء من أمور يعتبرها آخرون عادية. و قد طلب ناشر أميركي من هول ذات مرة أن يحذف من كتابه صورة فتى القصة الصغير و هو يتبول عند شجرة، و أن يضيف ثياباً أخرى لفتاة. و قد أزعجه ذلك و يشعر بالخجل لأنه وافق على تغيير صوره. بينما لم تصطدم الطبعة العربية لثلاثية غارمان هذه بأية عقبات من هذا النوع، كما قال. ■ عن / The Telegraph
فـي مهرجان نيروبي الثقافـي: أنت كاتب حقاً فقط حين يكون لكَ قرّاء!
نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 07:39 م