عامر القيسي جريمة اخرى من جرائم الوحوش البشرية ارتكبت امس بحق الشعب العراقي في محافظة كربلاء، باربعة تفجيرات متزامنة لايقاع اكبر عدد من الضحايا وتصعيد التوترات الطائفية تمهيدا لاندلاع صراع اطفأنا ناره بعشرات الآلاف من الضحايا . السؤال هو : من المسؤول عن هذه الجرائم البشعة ؟
الجواب عند سياسينا جاهز ومعلب ومستعد للتسويق في بازارنا السياسي العجيب في اي وقت ولحظة ومكان . القاعدة . وهذا امر طبيعي لمنظمة ارهابية ناصبت العداء للحياة والانسان في العراق وغيره من البلدان التي تتاح لها فرصةالعمل في بيئة تساعدها على التحرك بحرية. لكننا نقول كلاما آخر.. نقول دون تردد ان المسؤولين غير المباشرين هم قادتنا ، وطبقتنا السياسية المتصدية للعملية السياسية الغارقة في خلافاتها التي لم تنته بعد، المتصارعة على الكراسي والمواقع والامتيازات والمسترخية على فراش التصريحات والاعلانات عن الدستوري وغير الدستوري والمربع الاول والثاني. طبقة سياسية فاسدة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى الفساد السياسي وعدم الاكتراث بارواح الناس من كل الفئات والانتماءات والاصول . نعم نقولها بلا تردد انها طبقة بصراعاتها المفتوحة وارتباطات الكثير من اصولها باجندات الخارج وتوجهاته تفسح المجال واسعا لان تلعب القاعدة الارهابية لعبتها القذرة على حساب ارواح الناس ومصالحهم ومستقبل البلاد. بالامس فقط قالت القاعدة ان في جعبتها القذرة مئة عملية نوعية. ماذا فعل الساسة لدينا والبلاد بيدهم طولا وعرضا، هل توقفوا عن خلافاتهم واعلنوا النفير لمواجهة منظمة لاتعرف المزاح فيما تقول وتفعل؟ الجواب لا بالتأكيد ، لانهم بكل برودة اعصاب سيدينون الجريمة أو الجرائم ويتحدثون برطانتهم المعهودة عن وحدة الصف العراقي، وكأنما هم الذي اوجدوها، وعن يأس القاعدة في عملياتها النوعية، خطف واغتيال وكواتم ولاصقات وموت جماعي كما في النخيب و كربلاء والانبار وكركوك والموصل وبغداد، وان الوضع الامني مسيطر عليه بقدرة قادر وسيتواصل المسلسل بحلقاته الجهنمية مادام لدينا هذه الطبقة السياسية التي لاتستطيع محاربة الارهاب ولا وجهه الثاني الفساد المالي. ماذا يفعلون اذن؟ هل بامكانهم الاجابة على هذا السؤال؟ هل بامكانهم ان يقولوا لنا لماذا يقفون عاجزين عن فعل شيء امام هذا الموت الجماعي الذي يشمل القوات الامنية التي تدفع ثمن تصديها لاشباح القاعدة، بسبب غياب المنهج السياسي والامني للتصدي لمثل هذه الجرائم.؟انهم لايستطيعون الاجابة على الاسئلة التي يتداولها الناس المنكوبين بالجرائم والصمت والخلافات. بالامس طالبنا بهاء الاعرجي الكشف عن جناة جريمة النخيب والتي قال بيان كتلته ان قوى سياسية متورطة فيها. ولا جواب ايضا!! واليوم سيظهرلنا سياسي آخر ليقول لنا بكل برودة اعصاب: انهم سيلقون القبض على الجناة القتلة في اقرب فرصة؟ هذه هي فصول الكوميديا السوداء التي نعيشها، وهؤلاء هم الممثلون البارعون في البكاء على الضحايا، ونحن الجمهور الذي لاحول لنا ولا قوة امام صراع الجبابرة على خشبة المسرح. ولكن الى متى؟
كتابة على الحيطان :جريمة كربلاء.. برسم الخلافات السياسية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 10:06 م