حاوره : يوسف المحمداوي / تصوير: ماجد حاكم موجد • من هو عماد ابو غازي؟ - عماد ابو غازي من مواليد القاهرة عام 1955، ولد في 3 يناير في حي المعادي الذي قضى طفولته وشبابه فيه، وتربى في حضن جدته لأبيه، من أسرة فنية، والده ناقد للفن التشكيلي على الرغم من انشغالاته كموظف في وزارة المالية،
وبدأ والده بكتابة النقد التشكيلي منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي، ووالدته مدرسة للتربية الفنية. وفي نفس الوقت كانت تمارس فن النحت، وترتبط الأسرة بالحركة الفنية والثقافية منذ مرحلة مبكرة، فخال والده يعد الرائد لفن النحت الحديث في مصر، ولعب دوراً مهماً في الحركة التشكيلية المصرية وهو الفنان محمود مختار. وله مجموعة من الاعمال النحتية المهمة في ميادين القاهرة والاسكندرية، وارتبطت بالحدث الاهم بتاريخ مصر في القرن العشرين وهو ثورة 1919. رائد فن النحت الحديثفي مصر• هل لديه أثر فني معلوم في مصر؟- نعم.. لقد عبر عن الثورة بتمثاله (( نهضة مصر)). ثم خلد زعيم الثورة سعد زغلول بعد وفاته بتمثالين احدهما في القاهرة والثاني في الإسكندرية، فضلاً عن الاعمال الفنية والكتب واسطوانات الموسيقى فقد كانت مكوناً أساسيا من مكونات منزل الأسرة الكبيرة، أي منزل الجدة للأب ومنزل الجد للأم وكلاهما كانا مصدر تأثير للعائلة، فالأعمال الفنية التي تملأ جدران المنزل، فضلاً عن الكتب التي جعلت من النشأة ثقافية فنية، دخلت جامعة القاهرة عام 1972 في كلية الآداب قسم التاريخ، وكانت الحركة الطلابية في تلك الفترة بقمة توهجها وتألقها.أنا من صفوف اليسار المصري• تعني الفترة التي أعقبت هزيمة حزيران عام 1967؟ - بالضبط فكانت الاحتجاجات الطلابية هي السبيل الذي اختاره الطلبة منذ العام 1968 للتعبير عن احتجاجاتهم ومطالبهم والذي استمر حتى عام 1973. • هل كنت منتمياً الى اتجاه سياسي معين وهل شاركت في التظاهرات؟ - بالطبع وكنت حينها قد انضممت الى صفوف اليسار المصري في ما يعرف بالحلقة الثالثة او الجيل الثالث من اليسار المصري الذي كانت مواقفه في تلك الفترة مواقف راديكالية في اغلب القضايا وخاصة في القضايا الوطنية كقضية الصراع العربي الإسرائيلي، واستمر نشاطي الطلابي في الجامعة الى ما بعد حرب أكتوبر عام 1973، والتي جاء من نتائجها هدوء الحركات الاجتماعية داخل الجامعة الى حد كبير، لاواصل بعدها دراستي العليا في التاريخ. لم أنتمِ للحزب الوطني أبداً• هل بقيت مع اليسار أم انتميت إلى الحزب الوطني الحاكم الذي أسسه السادات في تلك الفترة؟ - ابدأ لم انتمِ في أي وقت من الأوقات للحزب الوطني مطلقاً، لكوني لم اخرج من اليسار. وقد يكون هناك تنوع في الانتماء ولكن حتى ذلك التنوع هو في داخل اليسار الذي لم اخرج او أحيد عنه يوما ما، فأنا بدأت مع التيار الاشتراكي الديمقراطي. وعدت اليه بعد سنوات قضيتها في وسط الحركة السياسية الأكثر راديكالية والأكثر تشدداً، ثم أكملت دراستي العالية في مجال التاريخ ثم في حقل الوثائق. وتقدمت عام 1983 لمنصب رئيس قسم المكتبات والوثائق في جامعة القاهرة والتحقت بالعمل، واستمررت به إلى أن أصبحت أستاذا مساعدا للوثائق عام 2007. وفي مارس عام 2011 عينت وزيراً لثقافة مصر. اعتقلت أكثر من مرة• ألم تتعرض للاعتقال طيلة تلك الفترة التي عملت بها كناشط سياسي؟- اعتقلت اكثر من مرة وتحديداً عام 1981 بسبب نشاطي السياسي وكذلك عام 1982, وفي عهد السادات وكذلك قبض علي في الفترة الانتقالية التي قادها الرئيس صوفي ابو طالب وكذلك في حقبة مبارك.• برأيك أسوأ خسارات الثقافة المصرية، هل كانت بحقبة مبارك ام في حقبة السادات؟- برأيي ان مشكلات الثقافة المصرية الحقيقية كانت في حقبة السادات، وهي تمثل التراجع الحقيقي لها، اما حقبة مبارك فمنذ بدايتها بدأ التفكير لاستخدامها بشكل سياسي لخدمة مصالح النظام، رغم وجود مشكلة، لكن مع ذلك كان العمل في هذا المنحى أدى الى تطورات ايجابية في مؤسسات العمل الثقافي، وأعطى مؤسساتنا مساحة اكبر في التحرك. بمعنى ان المدخل كان لاستعادة علاقة مصر بالعالم العربي من خلال الثقافة، وهذا لا يعني عدم وجود مشاكل في الأعوام الثلاثين التي حكم فيها مبارك، أهمها مشكلات الركود التي عانى منها المجتمع المصري بكل أركانه وجوانبه، ولكن الفترة التي تولى فيها فاروق حسني وزارة الثقافة وهي الحقبة الأطول في تاريخ حكم مبارك، قد تبلور منها تأسيس منشآت ثقافية كثيرة ،كالبيوت الثقافية، وقصور الثقافة،ومن خلال تلك الأمور استعادت وزارة الثقافة مكانتها وعافيتها، وكذلك اعيدت هيكلة العديد من مؤسسات الوزارة ، وتم ترميم العديد من المتاحف والآثار المهمة, لكن وللأسف اقولها ان نهاية تلك المرحلة شهدت انقطاعا واضحا بين المثقفين ووزارة الثقافة وكذلك مع الحكومة. وهذا الامر ناتج من تعبئة تلك الوزارة وتحميلها الكثير من الممارسات السياسية للدولة، لذلك ترى فجوة بين المثقف والوزارة . لم تكن القصور الثقافية مسيسة • ألم تكن القصور الثقافية التي ذكرتها عبارة عن دعاية اعلامية لنظام مستبد، ام انها هم ثقافي حقيقي؟- ابداً لكون تلك القصور غير مسيسة اصلاً ولم تكن مرتبطة ب
وزير الثقافة المصري لـ المدى:لم تكن لدي علاقة بالواقع الثقافي العراقي في حقبة صدام
نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 06:53 م