TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بين خيبة الدوائر الديمقراطية والترحيب الشعبي.. بوتين لفترة رئاسية ثالثة

بين خيبة الدوائر الديمقراطية والترحيب الشعبي.. بوتين لفترة رئاسية ثالثة

نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 06:58 م

د.فالح الحمراني يجمع المراقبون على أن هناك احتمالات أكيدة بأن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي وافق حزب الوحدة، الحزب الحاكم، على ترشيح الرئيس دمتري ميدفيف له لخوض الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار 2012  سيعود إلى قصر الكرملين في فترة رئاسية ثالثة.
واستقبلت الأوساط السياسية والاجتماعية بروسيا النبأ بمشاعر مختلطة، قد تتضح أكثر في الفترة المقبلة.فالتيارات الديمقراطية/الليبرالية تلقت النبأ  بخيبة أمل كبيرة. لقد راهن هذا التيار، الذي لا يمتلك شعبية واسعة تأتي به لسدة الحكم، على الرئيس ميدفيديف بان يكون  شخصية سياسية مستقلة، يواصل ما بدأه في فترة رئاسته  بإشاعة الديمقراطية وتوسيع الحريات خاصة السياسية والتعامل باحترام مع المعارضة والإصغاء لمطالبها وإصلاح القضاء ليكون مؤسسة مستقلة لاتخضع لإرادة السلطة التنفيذية ،والأكثر من ذلك حملته لاجتثاث الفساد الحكومي وملاحقة المتورطين به وإنزال أقصى العقوبات بهم  وتطهير أجهزة وزارة الداخلية وغيرها من مؤسسات القوة. ولكن التيار الأقوى،الوسط، تلقى عزم بوتين للعودة إلى قصر الكرملين بارتياح بالغ. فبوتين الذي يحظى بشعبية يمكن أن يحسده عليها أي زعيم أجنبي، وكما يرى هذا التيار فهو الشخصية القوية التي يمكن أن  تعزز أركان الدولة الهشة ومواجهة تحديات بعض المراكز الدولية بالعمل على تهميش روسيا كلاعب دولي، وفرض الحصار عليها بالقواعد العسكرية والدرع الصاروخية، ووقف عمليات اختلاس موارد الدولة وتهريب الأموال ومظاهر تفكك الدولة. إن روسيا ما تزال تمر في مرحلة انتقالية  ومازالت تواجه تحديات لوجودها كدولة فيدرالية ولم يترسخ اقتصادها على أسس صلبة  وتواجهها مشاكل قومية ودينية على خلفية هواجس من تفاقهما، والوعي السياسي الاجتماعي، لم يرتق بعد لممارسة قيم الديمقراطية بنسختها الغربية.إن روسيا بحاجة لشخصية قوية تتمتع بثقة غالبية الناخبين للمضي بتحقيق هذه الأهداف.إن الفترة الثالثة ستتيح لبوتين في حال الفوز بها فرصة سانحة لكي يضفي الكثير على برنامجه السياسي وخاصة في مجال تعميق المؤسسات الديمقراطية وتوسيع حرية الصحافة والكلمة  وتوفير الأجواء لانتخابات نزيهة وتشكيل معارضة فعلية وقوية  والمساعدة على نمو الطبقة المتوسطة  وعصرنة روسيا حينها سيكون شخصية ايجابية بالتاريخ الروسي الحديث  وليس الزعيم المستبد كما يصفه البعض.ظاهرة بوتينليس من الصحيح القول إن بوتين يحظى بتقدير عال مطلق من جميع الأوساط الروسية, فهناك موقفان واضحان منه. المعسكر الكبير بالتأكيد يقف بجانب بوتين. وينضم لهذا المعسكر كافة مؤسسات الدولة وحكام الأقاليم وأجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة وقطاعات سياسية واجتماعية واسعة ودوائر من المثقفين. وترى كل هذه الدوائر ببوتين الشخصية التي استجابت لتطلعات روسيا بالخروج من حالة الفوضى وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وغياب الأمن والاستقرار، وفقدان مواقعها على الساحة الدولية التي سادتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ورغم إن بوتين لم ينجح لحد الآن في إحداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي للشرائح العريضة من المواطنين ولم تجتث في عهده مظاهر الفساد  ولم تنخفض معدلات الجريمة ولم تتحسن لدرجة مقبولة الخدمات الاجتماعية، ومازالت قطاعات عريضة تعيش على حافة الفقر ولم يتحرك الإنتاج بالمستوى المطلوب، إلا أن ثمة إجماعا ملموسا بأن سكان روسيا ينظرون لبوتين على انه " قائد الأمة" الذي لا منازع له. ويبدو أنهم أسلموه من دون قيد أوشرط مقاديرهم وقيادة البلاد ومنحوه صكا بدعم  جميع قراراته. كأنهم يثقون ليس بصحتها وحسب وإنما بنزاهتها. فبوتين نجح بكسب ثقة المجتمع الروسي لأنه أسس له صورة ما يسمى بزعيم المرحلة التي تستجيب لتطلعات الناس. إلى جانب ذلك فثمة دوائر بروسيا ترى ببوتين شخصية استبدادية تتميز بالسرية التي لايمكن التكهن بقراراتها، جمع السلطات كافة بيده وأقام نظام حكم تسيطر عليه مجموعة محددة من الناس المخلصين له، وأجهز على المنجزات الديمقراطية وفعل دور أجهزة الأمن لملاحقة المعارضة بجميع أشكالها وأرسى قواعد لعبة ديمقراطية شكلية، ولكنها تكرس السلطة لمجموعته التي يطلق عليها مجموعة لينينغراد.مخاوف غربية .وأثار بوتين روع الدوائر الغربية، التي ترى أن بوتين ينتهج سياسة مستقلة جدا، وانه يمضي بإنعاش القدرات العسكرية الروسية ويرسخ نفوذ موسكو في مناطق إقليمية جديدة ويتجاسر على معارضة الكثير من الخطط الغربية، ويمسك ورقة الطاقة لتحقيق أهداف سياسية. وتطلع أوساط الرأي العام الغربي بهلع إلى اقتراب المقاتلات الاستراتيجية الروسية إلى تخوم الأجواء الغربية، وتوجيه الصواريخ النووية إلى أوربا ردا على نشر أجزاء الدرع الصاروخي.ويلوح أن نذر حرب باردة قد لاحت في الأفق القريب. ويمكن الحديث عن بوتين بكونه يبدأ مرحلة جديدة في سيرته السياسية لم تتضح معالمها بعد، حيث سيتحول التصويت بالنسبة لحزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بالنسبة له بمثابة استفتاء عام عليه أيضا. وستقوم خطوته ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram