تميزت قصائدالماغوط بعفوية ومرونة في تناولها ما هو يومي وعابر بصدق وعمق بما عرف باسلوبه السهل والممتنع المضمخ بالسخرية والاحتجاج والادانة للواقع العربي لقد نأت القصيدة الماغوطية عن التنظير للشعر والتفلسف والتجريد، متخذة من ايقاع الحياة اليومية مادة لها، في قصيدة الصورة، فمن الشارع قامت موهبته وخرجت قصائده لتجتذب القراء بمختلف اتجاهاتهم ومستوياتهم مرسخا بذلك اتجاها شعريا بعيدا عن تقليدية الشعر وانماطه الدارجة..
وباتت دواوينه منذ صدورها محط اهتمام القراء مثل (حزن في ضوء القمر) و(غرفة بملايين الجدران) فضلا عما?قدم للمسرح من مسرحيات اشهرها (العصفور الاحدب) (كاسك ياوطن).. لقد كان لعبقرية الماغوط وتجربته المتفردة التي لفتت اليها الانظار منذ عقود تأثيرها الواضح في مسار الشعر والادب العربي والعراقي، خاصة في دواوينه الاولى التي شكلت ارهاصا لتأسيس شعرية النثر وغدت الماغوطية تمثل ظاهرة ادبية انعكست ظلالها على المشهد الثقافي الابداعي العربي لعدة اجيال وقد ارتبط العديد من الكتاب العراقيين بالشاعر الراحل ملحق منارات ينشر عددا من الشهادات عن الماغوطrnrnعبد الوهاب البياتيrnظاهرة ابداعية لن تكررrnrnلاشك ان الاثر الماغوطي في الشعر العراقي الحديث بعيد وواضح السمات، فقد انكب الشعراء الشباب منذ اكثر من ثلاثين عاما على مجاميعه الشعرية التهاما وتمثلا ودراسة حتى شكل هو وادونيس وانسي الحاج اقانيم الثالوث المقدس الذي قاد حركة قصيدة النثر الحديثة في العراق بما يجعل من كل واحد من الثلاثة ظاهرة منفردة ويجعلهم ثلاثتهم ظاهرة واحدة كبيرة متعددة الاثار والانساق والرؤى وتلمسنا منذ عهد مبكر من بروز هذه الظاهرة ان شعراء قصيدة النثر في العراق وقعوا في التقليد وقوعا مريعا، بحيث تشعر وانت تقرأ نصوصهم انك تقرأ الماغوط او س?اه بل تجاوز الامر حدود تقليد نصوصهم النثرية الى تبني رؤاه النقدية والتنظيرية في الشعر بل الموقف من الحياة عموما سياسة واجتماعا واقتصادا اذ كان الماغوط ينطوي على نفس متمردة تجعل منه صعلوكا نظيفا طيبا، بالمعنى الفلسفي والصوفي للصعلكة لا بالمعنى الذي شوهه بعض الخمارة المدمنين الذين ارادوا ان يجعلوا من كؤوسهم بديلا عن الابداع الحقيقي والموقف الرافض لرداءة الحياة وقبحها وهو الذي ابدع فيه الماغوط وحمله رسالة محبة وسلام وتغيير وتنوير وكشف وتعبير واتوقع ان يزداد هذا الاثر الماغوطي في حركة قصيدة النثر بعد فقده وغيا?ه عن الساحة الشعرية العربية، ذلك ان وفاة المبدع عادة في الشرق تعيد الرغبة في قراءة منجزه واعادة النظر فيه محاطا بالمحبة والاعجاب اللتين لم يضمنهما في حياته. واذا كان لقصيدة النثر ان تواصل مشوارها الفني المحاط بالاشواك والصراخ والاحتجاج فان الظاهرة الماغوطية سوف تتبرعم في ربيعها الجديد الذي اتاحه الموت الجسدي ليخلق الولادة البهية لموهبة سبحت عكس التيار ولا تزال.rnrnrnعيسى حسن الياسري (شاعر)rnقصيدة النثـر الماغوطية ترتبط بجذور النثـر العربيrn.rnrnلم يكن تأثير (الماغوط) مبكرا في القصيدة العراقية لا سيما قصيدة النثر التي تأثر كتابها اول ما تاثروا بالشاعر ادونيس بالرغم من ان مصادر قصيدة النثر (الادونيسية) فرنسية في حين ان قصيدة النثر (الماغوطية) ترتبط بجذور النثر العربي المقاربة للشعر وكذلك قصيدة النثر (الصوفية) ولم يلتفت شعراء قصيدة النثر في العراق الى (الماغوط) الا في مرحلة متأخرة.. مع هذا فالذي اعتقده ان للقصيدة العراقية نكهتها الخاصة التي تنفرد بها عن كل الشعر العربي. الشاعر العراقي لا يتأثر بالاخرين.. ويضع خطوته فوق مواطئ خطواتهم انه يفيد من المن?ز العربي والعالمي وفي الوقت نفسه يؤثر فيه.. وقد يتخطاه في كثير من مواضعه.rnrnفاضل ثامرrnشعر الماغوط تسرب الى مفاصل الكثير من النتاج الشعري .rnrnلايمكن تأطير ظاهرة النص الماغوطي باطار تجييلي، كما لا يسهل عده على منحى كتابي محدد الاتجاه، على الرغم من انه امسك بجمرة (الشعرية) عمليا كما شهد بذلك احد اقطاب شعرية الحداثة في النصف الثاني من القرن المنصرم اعني ادونيس وهو يقدم الماغوط لجماعة مجلة شعر اللبنانية على الرغم من الاختلاف بين اتجاه كل من الشاعرين من حيث الوعي والنمط الكتابي، اذ يميل ادونيس الى تمكين الوعي من تأطير الابداع، على حين يتقدم الماغوط - كالخرافة - في مداهمة أفق المتلقي بعفويته المسكونة بالتمرد، ذلك التمرد الذي يفارق سكونية طبع الماغوط ا?اجتماعي، ليعيد معجمة الواقع بالغاء العلاقات التي تجمع اشياءه بنمطية مملة، واقامة علاقات لا منطق يحركها سوى مخيال الماغوط نفسه.rnالماغوط ظاهرة تجذب الى قطبيتها افاق المتلقين ورغبتهم في استنساخها واعني هنا المتلقين المنتجين ولاسيما الشعراء ولكنها ظاهرة لايمكن ان تحدد مساحة للتأثير الملموس في المشهد الشعري والابداعي على نحو اعم لانها لا تملك عناصر التقعيد والتحديد ومن ثم لاتملك التمكين من التفاعل معها على نحو تأثري لكن متن الماغوط تسرب الى مفاصل الكثير من النتاج الشعري ولو عن طريق تحريك طاقة الغاء العلاقات المستقرة في صور قصائده ومسرحياته.rn rnrnعبد الواحد لؤلؤةrn rnاصبحت القصيدة على يديه مكتنزة بالنضج والجمالrnrnحقا يعتبر الماغوط او الماغوطية ظاهرة متميزة في المشهد الشعري العربي عموما وبدت ملامحها بارزة وقوية
محمد الماغوط الظاهرة الابداعية
نشر في: 26 سبتمبر, 2009: 01:55 ص