اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حكاية الغفران لماجدة الرومي في مستشفى"الرشاد"

حكاية الغفران لماجدة الرومي في مستشفى"الرشاد"

نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 07:10 م

 بغداد/ وائل نعمة  عدسة/ أدهم يوسف فراش من إطار معدني ، وفنجان من البلاستيك وبعض  الملابس الرثّة هي كل ما يملك ( هـ. ك) " نتحفظ على اسمه الحقيقي لخصوصية المريض ". كان قد حصل على شهادة البكالوريوس من إحدى الدول الأوروبية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليس عن الجرائم التي ارتكبها ، ولكن لمرضه!.
(هـ.ك) هو واحد من  1500  مريض يعيشون وراء القضبان في مستشفى الرشاد ، وهي مؤسسة الرعاية الصحية العقلية الوحيدة في العراق. الطريق إلى "الشماعيّة " الطريق من حيث انطلقنا إلى "الشماعية " – التسمية الشائعة – لم يكن بالسهولة التي تخيلناها ، فالمطبات والشوارع "المحفورة " والمياه الآسنة ، تملأ المنطقة المحيطة بالمستشفى، وواجهتنا صعوبة في الدخول إلى بعض الأفرع لأنها مفروشة بالأطيان والازبال  .استمرت السيارة- التي تقلنا- بالسير قرابة الساعة في أزقة ضيقة ، يصطف بجانبها حيوانات جر "العربات " ، ويتجول في المنطقة أطفال شبه عراة وحفاة ، يقفون بالقرب من مخلفات الحيوانات التي تنتشر في المنطقة وتفوح رائحتها بشكل طاغ. ويبدو أن المنطقة هي تجمع لبائعي الغاز والنفط المحمول على ظهر "الحمير " ، وملتقى الشباب والأطفال "العتّاكة " الذين يبحثون في القمامة عن علب "البسبسي " وغيرها من المعادن . طال بنا الطريق حتى اعتقدت أننا وصلنا إلى آخر نقطة في الكرة الأرضية بعد ان اختفى من حولنا الناس وأصبحنا وحيدين في المكان حتى شعرنا ببعض الخوف  .  لا اعلم السبب الذي دفع المعنيين الى  وضع المستشفى في هذا المكان البعيد و"المزري " .يقول الأهالي: إن هذه المنطقة والتي تقع قرب "السدة " شهدت أحداثا عنيفة في فترة القتال الطائفي ، وهو المكان المقابل للمستشفى والذي تملأه المستنقعات. ويعتقد البعض بأنها لو جففت الآن لظهرت  الجثث "المجهولة " المدفونة في داخلها ويغطيها القصب!!.عند بوابةِ "الرشاد" وصلنا قرب البوابة الحديدية الكبيرة الخاصة بـ"الرشاد " ، وتقدم إلينا احد الحراس بالزي العسكري ، الذي بدا متعكر المزاج ولا يرغب بإدخالنا أو يبحث عن مبرر لدفعنا بعيدا عن الباب  حتى قبل أن يسألنا لماذا جئنا وعن أي شيء نبحث .قال وهو يقرأ كتاب "تسهيل المهمّة " المعنون من وزارة الصحة إلى المستشفى ، والذي من دونه لا نملك الحق في الدخول " انتم  الصحفيون فضحتونا " ، وختم كلامه وهي يأخذ " أمر الصحة " بيده إلى غرفة الاستعلامات بضحكة باردة. أرسل إلينا رجلا ضخما وبملابس مدنية ليرافقنا إلى الداخل . تحركت السيارة إلى الأمام  فواجهنا مجموعة من الرجال المسنين الذي يرتدون "دشاديش " ويصرخون بأصوات عالية ، حينها قلنا " أهلاً بمستشفى الرشاد".بدأت علامات الاستغراب تظهر ببطء على ملامح المستقبلين لنا من إدارة المستشفى ، ودب الخلاف بيننا وبينهم اثر رفضهم السماح لنا بإجراء المقابلات مع الأطباء والتجوال في ممرات "الرشاد " ، على الرغم من أننا وضعنا أمامهم ورقة رسمية من وزارة الصحة تؤكد إمكانية إجراء التحقيق في المستشفى ، ولكن على ما يبدو أن نزاعا على الصلاحيات حدث بين الوزارة ودائرة صحة الرصافة، التي رفضت استمرار وجودنا في هذا المكان. وبعد مداولات طويلة استطعنا أن نقنع احد المسؤولين هناك بإجراء التحقيق ،  ولكنه أكد انه "يخشى منا ويعرف ماذا نريد أن نظهر للقارئ من أمور سلبية"!أرسل معنا رجل من الإعلام الخاص بالمستشفى وكان الأخير حريصا كل  الحرص على إلا نشاهد أي مريض او نلتقط صورة لأي ركن " قد يثير الرأي العام "، وكان يتمنى أن يمسك بأيدينا كمن يرافق طفلا الى المدرسة في يومه الدراسي الاول!.الموسيقى بدل "الكهرباء " في الباحة الخارجية لـ"الرشاد" حيث كانا متوجهين الى "المشاغل " الخاصة بالمرضى ، كانت المساحات الخضراء فقيرة والأشجار تشكو العطش والإهمال، وهو ما اعتبره وكيل مدير المستشفى للأمور الإدارية :انه أفضل ما يكون ، معللا الإهمال بقلة الفلاحين الذين لا يتعدون الستة أشخاص، والذين يعملون على ارض مساحتها 90 دونما.قبل الوصول إلى  المشغل أو ما يسمى بـ"المشاغل التأهيلية "، صادفنا عدد من المرضى يحملون "عصي" كالتي يستخدمها "رعاة الغنم " ،  يجلسون بجانب مجموعة من الأغنام .يقول عنها مسؤول "المشاغل " بأنها جزء من التأهيل العلاجي للمرضى فهم يحبون أن يكونوا "رعاة "في المشاغل وجدنا قاعة كبيرة نسبيا ومزينة بالألوان وبأحواض السمك ، تتوسطها "سبورة " بيضاء كتب عليها أشبه بجدول حصص المدرسة، ووضع على المناضد الزجاجية المنتشرة في الغرفة أوراق بخطوط مبعثرة استطعت أن اقرأ إحداها بصعوبة لرداءة الخط ، وكانت رسالة إعجاب من احد المرضى  بالمطربة ماجدة الر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram