TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :متاجرة بالدم

نص ردن :متاجرة بالدم

نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 08:10 م

 علاء حسن في ظل الأجواء الأمنية الراهنة ومع استمرار الخلاف السياسي على كل كبيرة وصغيرة، ليس من المستبعد ان تنفذ المجاميع الارهابية حادثا نوعيا لغرض اشعال الفتنة الطائفية، ولاسيما ان هناك من هو على استعداد لتحقيق اقليمه الخاص ، وما حصل في محافظة كربلاء الاحد الماضي،  يعطي مؤشرا حقيقيا لعجز الاجهزة الامنية عن اداء واجباتها، ويؤكد ضعف الجهد الاستخباري، خصوصا بعدما عاشت المحافظة بعد حادثة النخيب اجواءً متوترة، تتطلب اكبر درجة من التحسب لإحباط مخططات تنفيذ عمليات ارهابية محتملة.
من المؤسف جدا ان تتعرض المناطق المعروفة باستقرارها الامني الى احداث متكررة، وهذا يؤكد نيات الجهات المنفذة لتحقيق اهداف اخرى، أبعد من سقوط المزيد من الضحايا، بالسعي لإشعال فتيل النزاع الطائفي عبر استهداف المراقد الدينية في كربلاء وكما حصل في سامراء. قبل حادث النخيب،  ترددت معلومات بين ابناء محافظات وسط البلاد تفيد بان هناك مخططا ارهابيا يستهدف المراقد الدينية، وبغض النظر عن صحة تلك المعلومات من عدمها، مع احتمال وقوف جهات حزبية او رسمية وراء تسريبها او الترويج لها، تبقى الاجهزة الامنية مسؤولة عن اطلاق رصاصة واحدة في تلك المحافظات واحباط أي مخطط  ارهابي. عبارة الوضع الامني الهش لا تعجب الكثيرين، وتثير انزعاجهم، فهم يؤكدون على الدوام وخلال تصريحاتهم، استقرار الاوضاع الامنية، وجاهزية القوات المسلحة لاشغال الفراغ بعد الانسحاب الاميركي، وهؤلاء كما وصفهم نائب عن الائتلاف الوطني العراقي يتاجرون بالدماء العراقية ، نظراتهم لا تتعدى جدران المنطقة الخضراء ، وما يحصل خارج المنطقة المحصنة  لا يعنيهم سواء كان الضحايا بالمئات ام العشرات ، ومن المؤكد ان من قصدهم النائب لا يعنيهم ايضا احباط المخططات الارهابية الساعية لإشعال الفتنة الطائفية .مع بدء العد التنازلي لحلول موعد الانسحاب الاميركي ، وموقف واشنطن تجاه الاحداث في سوريا ، واعلان رغبتها في تغيير نظام بشار الاسد ،  وتصاعد اعمال العنف في مدن عراقية قد تخلف هذه العوامل تداعياتها على الوضع الامني في العراق ، خصوصا ان قواه السياسية ما زالت منشغلة بتسوية خلافاتها من دون تحقيق نتائج ايجابية .   الوضع العراقي الراهن وصل الى منعطف خطير بحسب تصريحات القادة السياسينن ، ويتطلب وقفة جادة من الجميع لإنقاذ البلاد من الإنجرار نحو المجهول ، فتبادل الاتهامات والتسقيط السياسي ، والدفاع عن حقوق المكونات ما عادت مجدية ومفيدة في المرحلة الحالية ، والنخب السياسية مسؤولة وبشكل مباشر عن حفظ الأمن ، ومن دون مهاترات عليها ان تعترف بمدى قدرتها على ادارة البلاد ، ومن يعجز عن ذلك عليه ان يعترف بفشله قبل ان يبعده الغضب الشعبي عن منصبه ، فالعراقي اليوم يشعر بأن لا احد يهتم بأمنه ، والمتاجرة بدمة باتت لعبة مكشوفة مفضوحة ، وفرت الفرص المناسبة للإرهابيين والقتلة لحصد عشرات الارواح البريئة يوميا من دون اجراءات رادعة تثبت فعلا الحرص على حفظ الأمن واستقراره .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram