TOP

جريدة المدى > شباب وجامعات > جامعات عالمية ..جامعة هارفرد: قمة العالم الأكاديمي... وصانعة المشاهير

جامعات عالمية ..جامعة هارفرد: قمة العالم الأكاديمي... وصانعة المشاهير

نشر في: 13 أكتوبر, 2012: 05:14 م

إعداد/المدى
عندما يقوم طلاب المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة بالمفاضلة بين الجامعات بعد إنهاء دراستهم تكون جامعة هارفرد هي الاختيار الأول. حتى وإن لم يتقدم عدد كبير منهم لتلك الجامعة، وحسمهم خياراتهم بعيدًا عن التقدم لها، فإن عديدًا من الطلاب الجامعيين على مستوى العالم يفضلون التقدم لجامعة هارفرد، وفي الغالب يُصابون بخيبة الأمل حينما يصلهم رد هارفرد بأنها لم تقبل سوى 7% من المتقدمين لها في عام 2009 .

وحينما يُثار التساؤل حول سبب تقدم هذا العدد الكبير من الطلاب لجامعة هارفرد ويتكلفون عناء دفع تكاليف استمارات التقدم التي تبلغ حوالي 65 دولارًا فإن الإجابة تكون معروفة لأنها أفضل جامعة على مستوى العالم، واحتمال القبول والدراسة بهذه الجامعة يستحق العناء. إذ تتمتع هارفرد بهذا الصيت الذائع كقمة للتعليم العالي خلال القرون الأربعة الماضية؛ بسبب اجتذابها للطلاب المؤهلين، وهيئة تدريسها المتميزة. فضلاً عن تمكن طلابها من الحصول على فرص أوسع نطاقًا للتوظيف بعد الدراسة.

ثقافة الاختلاف والتعددية والمشاركة
بمرور أربعة قرون من التطوير المستمر والصعود لقمة العالم الأكاديمي، فإنها تتمتع حاليًا بكافة العوامل الداعمة لاستمرار نجاحها كجامعة متميزة. ويُمثل الطلاب أول هذه العوامل، حيث يتميز الهيكل الطلابي لجامعة هارفرد بالتنوع والموهبة والحافزية، ففي عام 2008 كان حوالي 95% ممن قبلتهم جامعة هارفرد للدراسة بها من أعلى 10% من خريجي المدارس العليا . وهذا الأمر ليس غريبًا لاعتياد هارفرد على قبول أكثر الطلاب تأهيلاً على مستوى العالم. بيد أن القائمين على إدارة هارفرد يقدرون قيمة التنوع؛ ولذلك تضم طلابًا من شتى بقاع العالم، ومن خلفيات اقتصادية واجتماعية متنوعة. ومن ثَمَّ يرتادها 7 آلاف طالب من الصين وسوريا والبرازيل وجميع أنحاء العالم، وكافة أنحاء الولايات المتحدة لجلب مختلف التوجهات والآراء والأفكار للجامعة.
ومن ثم يتمكن الطلاب من التعلم من خبرات بعضهم بعضًا ليتكسبوا معرفة لم يكن لهم أن يحصلوا عليها في جامعة يتشابه جميع طلابها في آرائهم ومظهرهم وتصرفاتهم.
لقد انعكس الاهتمام بقيمة التفاعل بين الثقافات المختلفة وأهمية الأنشطة الطلابية في قيام الجامعة بتوفير فرص متعددة للتفاعل بين الطلاب وتطوير مهاراتهم خارج قاعة الدراسة. فتكونت حوالي 400 منظمة طلابية رسمية داخل الحرم الجامعي متضمنة مجموعات للفنون المختلفة و 41 فريقا رياضيا رغم عدم تقديم منح دراسية لممارسي الأنشطة الرياضية وأكثر من 50 جماعة إثنية وثقافية، واتحاد الطلاب والمنظمات الخدمية وجماعات النشر والنقاش. وبعض هذه المنظمات معروفة خارج الجامعة مثل الصحف الخاصة بالكليات المختلفة وصحيفة هارفرد القرمزية تحديدًا التي تضمنت أسرة تحريرها الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي وأعضاء نادي جلي أقدم كورال في جامعات الولايات المتحدة. علاوة على ذلك فإن مكانة هارفرد كجامعة تجذب إليها عديدًا من الساسة والمؤلفين والعلماء لمناقشة مختلف الموضوعات التي تشغل اهتمام المجتمع الأمريكي لتمنح طلابها بذلك الخبرة العملية، والمنظورات المختلفة في معالجة شتى القضايا.

بيئة أكاديمية وعملية مثالية
يتمثل العامل الثاني لتميز جامعة هارفرد في أعضاء هيئة التدريس بها. بالنظر إلى التزامها بمساعدة طلابها على التفوق، ورغم أن هذه الجامعة تضم حوالي 2400 أستاذ جامعي بعضهم حائز على جوائز نوبل وبوليتزر الذين قد يكونون متعالين في بعض الأحيان، فإن الجامعة تدفع أساتذتها لإدراك أن الطالب له الأولية، ومن ثم لا يركز التدريس على الحقائق فحسب وإنما على الأفكار؛ بما يجعل الطلاب يغادرون قاعة الدرس بفهم أفضل لكيفية وأسباب حدوث الظواهر المختلفة.
وفي السياق ذاته يركز التدريس في جامعة هارفرد على إكساب الطالب مهارات التعلم وتوجيه الطلاب خلال المشروعات البحثية والمناقشات، ويكون ذلك متاحًا لأن أكثر من نصف المقررات الدراسية لا يتجاوز عدد طلابها 10 طلاب بما يسمح للأستاذ بتخصيص ساعات مكتبية أسبوعية لتلقي أسئلة الطلاب ومناقشتهم بصورة أكثر تعمقًا وتنشأ من ثم علاقات وثيقة بين الطلاب والأساتذة تنعكس بصورة إيجابية على حافزية الطلاب للتعلم والمشاركة والمحيط الأكاديمي للجامعة بشكل عام.
أما العامل الثالث لنجاح هارفرد فهو الموارد الأكاديمية التي توفرها لطلابها والتي لا يمكن مقارنتها بموارد أي مؤسسة أخرى على مستوى العالم. فنظام المكتبة الجامعية بها على سبيل المثال يُعد الأضخم بعد مكتبة الكونجرس الأمريكي the والمكتبة البريطانية والمكتبة الوطنية الفرنسية ويتكون من 80 مكتبة فرعية تضم حوالي 15 مليون إصدار علمي. ناهيك عن الكتب النادرة والمخطوطات والمجموعات الخاصة لمساعدة الطلاب في أبحاثهم، ولتحقيق تقدم أكاديمي مضطرد. كما تضم هارفرد عديدًا من المراكز البحثية والمعامل المتطورة وطائفة متنوعة من المتاحف العلمية والفنية والثقافية.

تنافسية هارفرد في سوق العمل العالمي
يمثل العامل الرابع في تفوق جامعة هارفرد في فرص التوظيف واسعة النطاق التي يحظى بها خريجوها رغم الادعاءات بتصاعد معدل التقديرات بصورة سلبية في هارفرد، فإن الجهات المختلفة لا تزال تثق في أن خريجي هارفرد على قدر عالٍ من الكفاءة مقارنة بغيرهم بما يمنحهم ميزة تفضيلية. فضلاً عن أن خريجي هذه الجامعة قد تولوا مختلف المناصب الكبرى بالولايات المتحدة ومن أهمهم الرؤساء الأمريكيون جون آدمز  وتيودور روزفلت وفرانكلين روزفلت وجون كيندي.  وباراك أوباما . والكتاب من أمثال هنري ديفيد ثورو ، ورالف والدو امرسون . وعديدٌ من المفكرين المرموقين والساسة والممثلين والموسيقيين ورجال الأعمال؛ ولذا يظل السبب الأول للإقبال على الالتحاق بهارفرد هو ضمان الحصول على وظيفة أفضل بعد التخرج
ختامًا يمكن القول: إن جامعة هارفرد تمكنت على مدار أربعة قرون مضت من الارتقاء بأدائها الأكاديمي لتصبح أعظم المؤسسات الأكاديمية على مستوى العالم، بالنظر إلى اكتسابها مكانة مرموقة وهو ما يرتبط بنجاح القائمين على إدارتها في تحقيق التوافق بين مختلف عوامل النجاح من اجتذاب الطلبة المتميزين وأعضاء هيئة التدريس المرموقين وتطوير الموارد الأكاديمية غير المتواجدة في أي مؤسسة جامعية أخرى في مختلف أنحاء العالم، ولذا لا يجد الطلاب بيئة أكاديمية مثالية كهذه تراعي التنوع الفكري والثقافي والمشاركة الطلابية سوى في جامعة هارفرد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

متابعة..بغداد حلم وردي يعيد الفنانة هند كامل

متابعة..بغداد حلم وردي يعيد الفنانة هند كامل

 باشرت دائرة السينما والمسرح انتاج الفيلم الروائي الطويل (بغداد حلم وردي) تأليف الروائية ميسلون هادي وسيناريو وإخراج فيصل الياسري كمحاولة جادة للنهوض من جديد بواقع السينما العراقية.تتمحور قصة فيلم (بغداد حلم وردي)، حول العنف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram