 إياد الصالحي قلما تجود قرائح الزملاء بخزين معلوماتي عن تاريخ الرياضة العراقية وكبار نجومها الباذلين طوال العقود الماضية بسبب ظروف أملت على كثير من الصحفيين الرياضيين الابتعاد عن هذا الضرب من فنون التوثيق لصعوبة الحصول على المعلومة عقب تداعيات احتراق البيانات والوثائق والصور وفقدانها وتلفها عبر مراحل الزمن الماضية التي شهدتها البلاد او لتقاعس الرياضي نفسه في لملمة ما يحفظ إرثه الشخصي
 والعام ليكون متاحاً امام المؤرخين والمؤرشفين والمهتمين بحماية التاريخ الرياضي من الضياع ، ولا يفوتنا ان نحمّل المسؤولية للمؤسسات الرياضية التي اساءت حفظ التاريخ باساليب بالية تارة ، ولحداثة استخدام الانترنيت تارة اخرى.ويقف زميلنا المبدع زيدان الربيعي اليوم أحد فرسان التوثيق لتأريخ كرة القدم منذ ان عرفته على صفحة القراء لجريدة (الرياضي) مطلع العقد الثمانيني حيث جمعنا الاستاذ غني الجبوري ( بلا ميعاد) في تلك الصفحة الى جوار عدد كبير من المساهمين فيها ، وواصل الربيعي مسيرته بعد ذلك في الصحف اليومية والاسبوعية حتى بلغ العمل الاحترافي ليوظف امكانياته الصحفية لجمع تاريخ الكرة العراقية "على لسان نجومها"  بدءاً من الراحل ستار خلف وانتهاءً  بسعد قيس في حلقات نادرة في المعلومة والمواقف ، وواكب على نشرها تحت زاوية ( نجوم في الذاكرة) عبر صفحات ( المدى الرياضي) منذ منتصف عام 2009 حتى وصل اليوم الى الحلقة 100 التي تعني الشيء الكثير في رحلته المضنية لمطاردة النجوم في الداخل والخارج بالشكل الذي ميز حلقاته وقدمها على اطباق سَلِسة الهضم الفكري للقارىء، وتضمنت احداثاً اشعرت النجوم انفسهم بالغبطة بعد ان كشف من خلالها الربيعي حقائق مثيرة لم تكن واضحة إبان العهد السابق.ان رحلة زميلنا مع 100 نجم من نجوم الكرة العراقية تسترعي وقفة اعتزاز وعرفان لجهوده وتثمين خاص لكفاءته التي حرصت على اهداء تاريخ الكرة ومضات مهمة لا تخفت من حياة صناع قلائدها الذهبية وفرسان بطولاتها العربية والآسيوية والعالمية ، وهي مهمة ليست من السهولة التصدي لها ما لم يكن الربيعي ومن سار على طريق عودته الى خفايا الماضي ودهاليزه ذكياً وضليعاً وذا صبر لا حدود له في استخراج جواهر المعلومات من رحم السنين ، وما واجهه من معاناة بليغة لانصاف النجوم ، وعدم تفويت الفرصة لتكريمهم ( توثيقياً) في الأقل بعد ان مات اغلبهم على قارعة النسيان ( إعلاميا وناديوياً وحكومياً)!يستحق زميلنا زيدان الربيعي ان يكون (نجم الذاكرة) في مشروعه المميز هذا الذي لا نألوا جهداً عبر (المدى الرياضي) من اكمال المسيرة معه ، والسعي الى اصداره في كتيّب خاص بعد ان تستكمل جميع متطلبات المشروع بجمع الحلقات واخيتار الصور المناسبة مع كل حلقة ليكون رافداً جديداً للمكتبة الرياضية لاسيما انه يمثل خلاصة مشاوير 100 نجم من الصعوبة للعقم الكروي في ملاعبنا ان ينجب اشباههم فناً ومهارة وخلقاً ووفاءً .. وزهداً !