اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > نـازيــون وإســـلاميــــون!

نـازيــون وإســـلاميــــون!

نشر في: 27 سبتمبر, 2011: 07:24 م

فريدة النقاش كلما اقترب موعد الانتخابات العامة زادت مخاوف الديمقراطيين من أن يقفز الإسلاميون من سلفيين وإخوان مسلمين إلى السلطة في ظل الاضطراب العام وحقيقة أنهم منظمون وأغنياء، وتزداد المخاوف على مستقبل البلاد، وتعود إلى الأذهان ذكرى صعود النازيين وهتلر إلى السلطة في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية في ظل أزمة عميقة واجهتها أوروبا الرأسمالية أدت إلى الكوارث بدءا بالحرب ذاتها وانتهاء بحكم النازية.
ويغضب البعض من المقارنة - القاسية - للجماعات الإسلامية بالنازيين وذلك دون أن يتوقفوا أمام حقيقة التشابهات في الفكر والممارسة بينهما بل في الظروف التي دفعت بكل منهما إلي مشارف السلطة ثم السلطة الفعلية للنازي. وتعتمد كل من النازية والإسلام السياسي على هشاشة الثقافة لدى الجمهور الواسع رغم أن النازية جاءت من المنبع القومي «ألمانيا فوق الجميع» والإسلام السياسي جاء من المنبع الديني ولهذا كانت الطاعة العمياء والخضوع الروحي المطلق والفوري للزعيم - الأمير - أو المرشد حيث تكمن قوة التنظيم لا في الذكاء والاستقلال الفكري والإرادة الحرة لكل أعضائه بل في هذا الانصياع للقائد، الرجل لأن المرأة في نظر الأيديولوجيتين هي أم منحية قبل كل شيء.يتساءل قارئ كيف تحدد جماعة الإخوان المسلمين قائمة بمرشحي الإخوان في انتخابات نقابة الأطباء ثم تبلغها لأعضائها الأطباء وعليهم السمع والطاعة!!وفي الحالتين فإن الأيديولوجية بسيطة جدا وتبسيطية تعبوية تتوجه إلى الجمهور العريض باعتباره محكوما بغريزته أو قطيعا يمكن أن يساق، ولنا في خبرة استفتاء مارس الماضي على التعديلات الدستورية درس ثمين في تطبيق هذه الأفكار التبسيطية حين عبأ الإسلاميون جماهير واسعة باسم قيادتها إلى الجنة إذا ما صوتت بنعم، وبعد النتيجة انطلق شعار «غزوة الصناديق» حين خرج السلفيون إلى العلن وقرروا ممارسة السياسة بعد أن كانوا قد تفرغوا للدعوة حين قمعهم نظام الفساد والاستبداد، ويتمنى الكثيرون أن يكون عملهم في النور بابا لتعديل أفكارهم وممارستهم. وفي الممارسة الواقعية للحكم قمعت النازية كل القوى السياسية الأخرى باعتبارها هي ذاتها أي النازية تجسيدا للأمة بكل طبقاتها، وإذا ما استعدنا قول «حسن البنا» «نحن لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام ولا يستمد منه، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية، ولا بهذه الأشكال التقليدية التي أرغمنا أهل الكفر أعداء الإسلام على الحكم بها».. سوف يفاجئنا التشابه. ويقودنا هذا القول للتعرف بسرعة على النزعة البراجماتية والقدرة على التلون التي يتمتع بها «الإسلاميون» الذين يقولون الآن إنهم يريدون بناء دولة مدنية ديمقراطية، ويصرح أحد قادتهم «خيرت الشاطر» سنة 2005 «نحن نحترم حقوق جميع الجماعات السياسية والدينية»، كما أنهم ينفون الاتجاه للعنف بينما يقول لنا تاريخهم إن كل الجماعات المسلحة التي قتلت السياح والمواطنين الأقباط خرجت من معطفهم حتى أن أحدا لم يعد يصدق أنهم نبذوا العنف فعلا والقراءة المتأنية لكتابات أحد منظريهم وهو الدكتور «محمد الخطيب» ضد النساء وضد الفن وضد الأقباط الذين وضعهم هم والنساء في مرتبة أهل الذمة والمواطنين من الدرجة الثانية، سوف يعرف أن فتاواه كانت ولاتزال منبعا خصبا للتأسيس الفكري لكل الجماعات الرجعية والظلامية التي تنشط باسم الدين وتقصي كل آخر. ولا ننسى في هذا السياق أن الإخوان المسلمين وربيبتهم حماس في فلسطين هم الذين حولوا قضية فلسطين من قضية تحرر وطني ضد الاستعمار والصهيونية إلى قضية صراع ديني بين الإسلام واليهودية، وبذلك منح وجود حماس في غزة باعتبارها إمارة دينية أكبر مشروعية لإسرائيل كدولة دينية ،وفي تطور الصراع العربي ضد الصهيونية لم تبرز مطالبة إسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية إلا بعد أن استولت حماس على غزة، وكشفت بصورة سافرة عن عدائها الدفين لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو ما برز جليا في رفضها لخطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة وإغلاق أجهزة التليفزيون في غزة عنوة حتى تمنع المواطنين من الاستماع لرئيسهم.إن المقارنة بين النازية من جهة وجماعات الإسلام السياسي من جهة أخرى هي مقارنة موضوعية رغم اختلاف المنابع لأن أفكار الطرفين تتأسس على نفس الآلية الداخلية لمنطق الحقيقة المطلقة وتلك هي القيمة الأساسية في كل أصولية، إذ تتصور أنها مالكة هذه الحقيقة وتفرضها عنوة على الواقع حتى لو كان هذا الواقع يعاندها ومن هذه الأفكار والممارسات ينبع عنف كل أصولية، وغربتها عن العصر وارتباطها بكل الدوائر الموغلة في الرجعية في العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram